الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فؤادة أكثر -فرعنة- من عتريس!

السيد شبل

2014 / 8 / 3
الادب والفن


أول ملاحظة تستوقفني كلما شاهدت فيلم "شئ من الخوف" هو أنه مهلهل من ناحية بناء الشبكة الاجتماعية لشخصية العمل المحورية "عتريس"، وما يتبع ذلك من نسف لإمكانية تقبل العمل بعد مخاصمته الجذرية للمنطق والواقع (وما هو عمل أدبي هو عمل أدبي، وما هو فنتازي هو فنتازي، وما هو واقعي هو اقعي، وما هو سياسي هو سياسي، وليس مطلوبًا من المشاهد التفتيش في نوايا مؤلف عجز عن صياغة فكرته في صورة مناسبة)، بحيث يظهر "عتريس" كأنه فرع وحيد من شجرة بلا جذور ولم تثمر غيره، فهو بدون خال أو عم أو جد أو جدة من ناحية الأم.. فقط "عتريس" الهابط من الفضاء على رؤوس الفلاحين المساكين مكسوري الجناح.. بسذاجة "تيمة" الضحايا والجلاد يأخذك الكاتب إلي ملعبه، الذي يزايد فيه على الجميع بالضغط على مواطن الجراح الوهمية التي صنعها.

مبدأيا قصة الفيلم ضعيفة جدًا، وطفولية في تناولها لصراع الخير والشر وفي الرمزية للمعسكرين، لم ينصب عودها المائل سوى المستوى العالي للإخراج (حسين كمال) والتمثيل (محمود مرسي، محمد توفيق .. وآخرين)، إلي جانب أشعار عبدالرحمن الأبنودي بعادية مفرداتها التي تنفذ إلي أعماق المشاهد وتنقله إلي حيث يريد صانع العمل.

أما عن ثاني ملاحظة، فهي فشل الفيلم في تحقيق مراده على الأقل بالنسبة للعبد لله، فمنذ أول مرة شاهدت فيها الفيلم، تعاطفت مع "محمود مرسي-عتريس" ليس لأن الظروف (قسوة جده ودراماتيكية موته) هي التي أجبرته على لعب دور الطاغية، كما أحب أن يروّج الكاتب ثروت أباظة .. ولكن لأني شاهدت في "شادية - فؤادة" فرعنة وجبروت فاقت فرعنته وجبروته، بداية من اللحظة التي تقف فيها تلك الوقفة العنترية المتحدّية، بعد فتحها لـ"الهاويس"، في حين أنها لم تراهن منذ أن شرعت في تنفيذ فعلتها "البطولية" إلا على حبها الساكن في وجدانه، وتعلم يقينًا أن شاعريته وقلبه الذي امتلأ بحبها وفاض هو الذي سيحول بينه وبين البطش بها، حتى لو تجرأت وأهانته أمام حاشيته وفلاحي القرية.. فأين هي بطولة "فؤادة"! وأين هي وحشية "عتريس"! وهل كان -حقًا- يستحيل عليها تغيير "عتريس" صاحب هذا الحضور الفروسي والقلب العاشق!.. وانتهاءًا بالمشهد الذي يحترق فيه جسده، ويهرول فيه بين أركان غرفته يحاول الهروب، بينما لا يصمت لسانه -مستغيثًا- باسمها "فؤادة.. فؤادة"، وهي جامدة المشاعر، متحجرة القلب.. تداري بدمعة كاذبة، نشوتها وغرورها بعد تنصيبها كـ"بطلة أسطورية ثائرة".

أما الثالثة فهي تتعلق بما يكشفه هذا العمل وغيره، من قدرة الأعمال الفنية التي تتحرش بالأمور السياسية الخلافية، من تحقيق قدر كبير من الشهرة والطوباوية لصناعها، رغم أنها تكون من الناحية الفنية (وهو بيت الحديث) نصف مشوهة ونصف ممسوخة، ويعود الفضل في ذلك إلي الجمهور والنقاد الذين يقعون تحت تأثير جرعة السياسة الكبيرة بها، وينشغلون بالرد عليها أو دعمها، بينما يتم إسقاط مسألة تناولها من الناحية الفنية من الحسبان أو على الأقل لا تأخذ نصيبها الكافي.

الملاحظة الأخيرة..

كاتب المقال باحث وكاتب سياسي يحلق على استحياء في ساحة النقد الفني، ويحاكم العمل من منظور ذاتي مجرّد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نجم الغناء الأمريكي كريس براون يعلق في الهواء على مسرح أثناء


.. طرد كوميدي شهير وصف نتنياهو بـ-النازي- في فرنسا.. ما القصة؟




.. أحمد فهمى و أوس أوس وأحمد فهيم يحتفلون بالعرض الخاص لفيلم -ع


.. أحمد عز الفيلم المصري اسمه الفيلم العربي يعني لكل العرب وا




.. انطلاق فيلم عصابة الماكس رسميًا الخميس في جميع دور العرض