الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا والحرية والحوار المتمدن

بدر الدين شنن

2014 / 8 / 3
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


" طالما أنا قادر على متابعة القتال ، ولو بكلمة واحدة ، لمرة واحدة ، من أجل الحرية ، والعدل ، والكرامة في وطني .. فأنا أعيش .. وأتجدد " .

هذه هي آخر الكلمات في كتابي " الشهادة .. كي لاتتكرر الجريمة "
وقد بذلت كل جهدي لأفي بوعدي لوطني الحبيب . وقلت الكثير .. وكتبت الكثير . لكن ما كتبته في " الحوار المتمدن " .. كان أكثر كماً .. وأكثر عمقاً .. وأكثر غنى . ذلك أن " الحوار المتمدن " رحب الصدر .. ورحب الرؤى .. ورحب الأفق .

عشر سنوات مرت على الكلمات الأولى ، التي استقبلها الرفاق في " الحوار " ، وأعطوها برفاقية .. وحرفية .. طريقها لتتحرك في فضاء الصحافة الراقية .. وفضاء العيون الظمأى للكلمة النابعة من القلب .. ومن قيم الصدق والمنطق .

كانت أولى الكلمات الحاملة لتوقيعي في صفحات " الحوار " تحت عنوان .. أول أيار عيد العمال العالمي .. وكانت تحمل شعارات النضال الأممي ضد عالم القهر والاستغلال .
وآخر الكلمات .. هي تحت عنوان " أنا مقاوم من غزة " .. هي كلمات انتماء قومي وإنساني .. كلمات رفاقية وتضامن .. وإدانة للعنصرية الصهيونية .. مرسلة لغزة .. ولأطفال غزة .. ولشهداء غزة .. التي يتكثف فيها النضال .. عبر البندقية .. ضد مشاريع الإرهاب الدولي .. وضد المشروع الصهيوني التوسعي المتوحش ، الذي يضرب ويدمر بإجرام وتوحش ، في سوريا ، والعراق ، ولبنان ، وغزة وكل فلطسطين ، ويتطاول على مصر والجزائر .

وما بين الكلمات الأولى والأخيرة ، تموضعت مئات المقالات ، التي ساهمت في نضال الشعب السوري ، من أجل التغيير الوطني الديمقراطي العادل ، كما شاركت في نضالاته اليومية ، في الشؤون السياسية والاقتصادية والعمالية ، ومن ثم شاركت في نضاله الشجاع ، ضد حرب الإرهاب الدولي التكفيري العنصري المجرم ، التي تمثل التهديد الأخطر للمصير السوري .. شعباً وأرضاً .. منذ مئات السنين . وبعض تلك المقالات .. كانت نسيمات معبرة .. عن طفرات من مشاعر الاشتياق .. والاحتراق .. والحنو .. والغضب .. وكانت دمعات لاختفاء الرجاء أحياناً .. وكانت أمنيات تشبه الغيمات العابرة نحو الأحبة في الشرق .. في مجال الأدب .

وهكذا ، إن علاقتي ب " الحوار المتمدن " ليست علاقة بين كاتب وناشر ، وإنما هي علاقة زمالة .. ورفاقية .. وقيمية . وهي نضال مشترك من أجل مجتمع تقدمي علماني ديمقراطي .. وطني .. وأممي . بل هي أيضاً علاقة كاتب مع محيط متمدن التعبير .. ومتمدن العلاقة .. ومتمدن الأفق .. محيط يشكل تنوعه ، وتعدده ، جامعة متفاعلة .. في الاتفاق والاختلاف ، وجامعة ملهمة .. من خلال حركة أطياف الفكر المنشور في محاور " الحوار " المتعددة . إنها بكلمة .. رفقة مسار من أجل الحرية .

وإذا كان حصاد جهود الرفاق في هيئة التحرير ، مثمراً ، ومستحقاً ، جائزة " ابن رشد " جائزة الكلمة الصادقة .. فإن كل من ساهم ، وعمل ، وكتب ، وقرأ ، في " الحوار المتمدن " قد حظي ببعض من شذى هذا الاستحقاق .

إنني عندما أعود بالذاكرة عشر سنوات إلى وراء .. وأستعرض كيف كانت الفرص المتاحة للنشر ، مشروطة ، ومحددة ، في الكثير من الصحف الورقية والإلكترونية ، ثم أستعرض مجال " الحوار المتمدن " المفتوح .. بلا شروط .. أو حدود ، تعيق النشر للفكر المناضل .. أجد نفسي قد كسبت كثيراً ..

وقياساً على ما قلت في البداية " طالما أن قادر على متابعة القتال .. ولو بكلمة واحدة .. لمرة واحدة .. فأنا أعيش .. وأتجدد " فإن كلماتي ، التي نشرت في أروقة " الحوار المتمدن " .. قد منحتني الإحساس أنني مازلت أحيا وأتجدد .

الشكر وحده لايكفي .. باقات الورود وحدها لاتكفي .. للتعبير عن وفاء الرفاقية .. لرزكار .. وبيان .. وفواز .. وحميد .. ومكارم .. ولكل من يقود سفينة " الحوار " ولكل من ساهم في رفدها .. ودعمها .. وتقدمها .. في السنوات الماضية .. ويتابع معها بمصداقية في سنوات قادمة .. تتلوها سنوات .. وهو قابض على الجمر .. من أجل عالم تقدمي علماني ديمقراطي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مساع للتوصل إلى توافق في قمة سويسرا بشأن أوكرانيا للضغط على


.. قائد قوات الدعم السريع: بذلنا كل ما في وسعنا للتوصل إلى حل س




.. الناخب الأميركي على موعد مع مناظرتين جديدتين بين بايدن وترام


.. خلافات في إسرائيل إثر إعلان الجيش -هدنة تكتيكية- في بعض مناط




.. إذاعة الجيش الإسرائيلي: غالانت لم يعرف مسبقا بالهدنة التكتيك