الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قرار الحرب المغيب في العراق

شاكر الناصري

2014 / 8 / 3
الارهاب, الحرب والسلام


من يريد محاربة تنظيم الدولة الإسلامية وتحرير المناطق التي يسيطر عليها في العراق وانقاذ سكانها من قبضة هذا التنظيم الإرهابي، عليه أن يكون بموقع سياسي وعسكري وتنظيمي وإعلامي أقوى وأكثر فاعلية في التأثير على العراقيين الذين يخضعون لسلطة هذا التنظيم والإيحاء لهم بأن فترة عذابهم قصيرة ولن تطول! ولعل هذه من أبسط ستراتيجيات الحرب ومواجهة العدو.

الوقائع التي تحدث على الأرض تؤكد أن القوى التي تسعى لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية تعيش حالة من التخبط السياسي والعسكري ولايمكنها تقديم ستراتيجية مقنعة وفاعلة للتعامل معه أو مواجهته لاحقاً. وإن قرار الحرب و المواجهة الفاصلة مع التنظيم المذكور لم يتخذ بعد ويواجه عقبات كثيرة أولها حالة الصّراع السّياسي بين القوى النافذة في العراق حول السّلطة ومغانمها و حصّة كل منهم في الوزارات وفي السّهم الأكبر المتمثل بمنصب رئيس مجلس الوزراء وهذه الحالة تؤكد بما لايقبل الشك أنّ القوى التي تهتم بمصالحها وامتيازاتها وحوّلت العراق إلى مجموعة إقطاعيات ومناطق نفوذ وإمتيازات ولاتجد فيه سوى مصدر للثروة والتسلط، لايمكنها أن تتخذ قرار الحرب لأنه سيكشف عن ضحالتها وعجزها وتخبطها وإن كل ما يعنيها الآن هو التحصّن في مواقع دفاعية خالصة.

يوم أمس أطلقت قوات البيشمركة التابعة لسلطات أقليم كردستان حملة أمنية تحت عنوان "لن نتوقف" تهدف لتطهير الموصل من تنظيم الدولة الأسلامية الذي أستولى على مناطق خاضعة أصلا لسيطرة هذه القوات، زمار والكسك" وسيطرته لاحقاً على مناطق "سنجار وناحية ربيعة وناحية وانة " وأنه أمهل قوات البيشمركة للإنسحاب من سد الموصل ومن قضاء الشيخان شمال مدينة الموصل.

اللافت للإنتباه إن هذه الحملة كانت تحت عنوان "لن نتوقف"!!!! وفي تصريح له قال قائد قوات سبيلك لبيشمركة كردستان اللواء عبد الرحمن كوريني: "إنّ قوات البيشمركة لن تهجم على الموصل (من أجل أهالي المدينة) لكننا لن نقف مكتوفي الايدي عندما يتعرّض عناصرنا للهجمات (من قبل داعش)، لذا فإن هجمتنا تأتي رداً على ذلك وللسيطرة على الموصل".

من الواضح أنّنا أمام خطاب يكرّس حالة التخبط السّياسي والعسكري، فما يقوله قائد قوات البيشمركة يثير الكثير من علامات الإستفهام حقاً ويكشف عن حالة الإستعجال في مواجهة التنظيم الإرهابي المذكور دون مراعاة لوضعه أو قدراته ومحاولة لتضخيم قوة وأمكانات قوات البيشمركة التي جاءت حملتها للرّد على مهاجمة قوات داعش لعناصر البيشمركة بحسب تصريح اللواء المذكور ولكنها خسرت العديد من المواقع بعد أن أطلقت حملتها!!!

في ظل التخبط العسكري في العراق وعدم قدرة السلطة العراقية على حسم قرار المواجهة المسلحة مع تنظيم الدولة الإسلامية واعتمادها على المليشيات المسلحة الموالية لها وتحوّلها إلى قوة أساسية، عسكرياً واستخبارياً، وإتخاذها موقفًا دفاعيًا في العديد من المدن، فإنّ تنظيم الدولة الإسلامية بات يتنفن في ممارساته الوحشية وإقدامه على وضع سكان المدن التي تخضع لسلطته في حالة من الذعر والخوف من العقاب الجماعي أو القتل والجلد أو إرغام أهالي الموصل على تقديم بناتهم في حفلات زواج جماعي تتماشى مع نهج وفتاوى جهاد النكاح التي تفرضها قوى الإرهاب على النساء. وبعد أن نجح إعلامياً، في تقديم نفسه في صورة القوة التي لاترحم عبر عمليات الإعدامات الجماعية وقطع الرؤوس والرّجم التي يعمل على تصويرها بدقة وبحرفية عالية، والتي تهدف لزعزعة الخصوم وإثارة الرّعب والخوف في أوساطهم.

من الواضح إننا أمام وضع سياسي وعسكري مرتبك وخطير جدًا وينذر بتطورات كارثية على العراق. العراق بحاجة إلى قرار حاسم لمواجهة جرائم تنظيم الدولة الإسلامية ووحشيتها والحد من نفوذها وتمدّدها، لكن هل من الذين يمتلك سلطة اتخاذ هذا القرار؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Ynewsarab19E


.. وسط توتر بين موسكو وواشنطن.. قوات روسية وأميركية في قاعدة وا




.. أنفاق الحوثي تتوسع .. وتهديدات الجماعة تصل إلى البحر المتوسط


.. نشرة إيجاز - جماعة أنصار الله تعلن بدء مرحلة رابعة من التصعي




.. وقفة طلابية بجامعة صفاقس في تونس تندد بجرائم الاحتلال على غز