الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسرائيل أم جحافل الوهابية هي من يحاول الدخول إلى شمال إفريقيا

عذري مازغ

2014 / 8 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


نشرت مجلة مشاهد المغربية في عددها 113 حوار مع محمد بسام جودة من فلسطين قدمته على أنه كاتب ومحلل سياسي فلسطيني تحت عنوان: « الامازيغ لسان حال إسرائيل في بلاد المغرب العربي وبوابتها للدخول إلى شمال إفريقيا...» ويبدوا الحوار مشبعا بالتحليل السياسي حقا، لكنه تحليل من زاوية نظر شوفينية وفاشية أقل ما يمكن أن يقال عنها هو أنها تعبر عن غطرسة نرجسية غارقة في براثن العنصرية البغيضة هي أبعد بكثير من أن تخدم القضية الفلسطينية خصوصا حين تثار مسألة الحساسيات الإثنية في بلد كبلاد مراكش وليس المغرب كما دأبت وسائل الإعلام القومجية على تسميته، تعود تسمية المغرب إلى دور الحركة الوطنية المدينية في علاقتها التساومية مع فرنسا في اتفاقية إكسليبن التي بموجبها عرب المغرب، أي أن الدور العربي هو من ساهم في تقرير مصير المغرب من خلال تساوماته مع الإستعمار الفرنسي الذي منحنا الإستقلال الشكلي الذي نعيشه الآن من خلال طمس جانب من هويته مقابل السكوت على كل الأراضي السهلية التي خضعتها فرنسا والتي تعود ملكيتها الجماعية للمغاربة القاطنين بالبوادي عكس الحركة المدينية الفاشية، ما قامت به هذه الحركة التي تعود أصولها الفكرية إلى الفكر القومي العربي الفاشي يشبه إلى حد ما ما تقوم به إسرائيل في الأرض الفلسطينية، فموقف الحركة المدينية ذات الطبيعية القومية هو بشكل عام موقف النظام العربي السياسي حول الكثير من القضايا المثارة داخل الأوطان العربية ومنها القضية الفلسطينية فإذا كان هناك من ضرورة لتحديد الموقف السياسي تجاه القضايا في داخل الأوطان بشمال إفريقيا أو في المشرق، فالموقف الحقيقي يجب أن يكون هو الموقف من هذه الأنظمة الخادمة للنظام الإمبريالي العالمي وليس أن يلتبس علينا الأمر كما التبس في تصريح سابق لفلسطيني آخر من رعاع الخبراء الأكاديميين السيد عزمي بشارة عندما أشار أن البربر والامازيغ صناعة فرنسية، فالنظام العربي هو صناعة إيمبريالية وليس الأمازيغ أو الشعوب التي تناضل من أجل حقوقها السياسية والإقتصادية والإجتماعية: لاوجود لفرق خاص بين النظام الصهيوني والنظام العربي.. أما إذا أردنا أن يلتبس علينا الأمر فذلك هو ما يجعلنا في تيه حقيقي في اتخاذ المواقف حيث يصبح في حوار السيد محمد بسام جود النظام المغربي في شخص النظام الملكي المغربي هو المساند للقضية الفلسطينية بينما الحركة الأمازيغية (بالتعميم المبجل) مساندة للحركة الصهيونية .. لكن الغريب في حوار بسام لغته التهديدية المبطنة بحكامة اليائس وهو يوجه خطابه للأمازيغ الذين يعتبرون علاقتهم مع الإسرائيليين واليهود طبيعية ناصحا بضرور: «.. الحياد كونهم يعيشون في بلد عربي كالمغرب وينخرطون ضمن الشعب العربي المغربي..» يبقى الرد على موقف خاطيء هو خطأ في حد ذاته، صراحة لا ندري من يعيش أو ينخرط في بلاد الآخر برغم صعوبة الحسم في كون الشعب المغربي شعب عربي فأكثر من نصف سكان المغرب هم أمازيغ، لكن لو افترضنا عكس قول المحاور الفلسطيني، بوجود شعب عربي يعيش في الوطن الأمازيغي هو أيضا موقف يتحدد من زاوية الموقف الفاشي التي انطلق منها بسام هو موقف عنصري، إنما ما يهم في هذه العبارة هو التهديد المبطن، بمعنى: كوننا نعيش في « بلد عربي..» يلزمنا بالحياد، وإذا اعترضنا من باب الإفتراض العبثي على هذا الحياد ماذا سيحصل؟؟ هل يحرض علينا الكاتب الفلسطيني « الشعب العربي المغربي »؟.. هذه لغة إرهابية ياسيد بسام، يختلف أمر كون قوم يعيش في بلد متعدد ومتنوع، بغض النظر حتى لو كان أقلية، يفترض أن له نفس الحق من حقوق المواطنة وليس للأغلبية المتخيلة في دماغ الكاتب (التمييز هذا بالأغلبية العددية حتى وإن كان الجنس العربي أو الجنس الأمازيغي هو الأكثر هو تمييز عنصري)، هذه اللغة، لغة المواطنة، ربما هي لغة لم تصل بعد إلى وعي الكاتب برغم الدرس التضامني الذي منحه مسيحيي فلسطين للمسلمين بغزة في الأوقات العصيبة الأخيرة..
تبقى بعض الإشارات المريضة لدى بعض المفكرين حول الفكر التآمري: من السهل تخيل إسرائيل في أنها تريد بوابة للدخول إلى شمال إفريقيا لخلخلة الكيان العربي،، فالذي يفكر بهذا المنطق يفترض في شعوب شمال إفريقا كونها أقصاب فارغة لا مناعة ثقافية لها ولا هي قاومت ماضيا أو هي تستطيع أن تقاوم حاليا ، هذا فكر تحقيري عنصري بامتياز، ثم إن اعتبار وطن هو امتداد للوطن العربي، أو للمشرق العربي («النظام المغربي العربي»)(، حتى لو كان هذا الوطن عربي بالفعل، هذا الأمر يوحي بشيء مسكوت عنه ولم يصل بعد أوان الإفصاح عنه هو الحلم بإحياء الإيمبراطورية العربية وإخضاع الأطراف بإرسال المؤن لأمير المؤمنين في المركز المشرقي، هذه أحلام بقرة ياسيد بسام، تلك البقرة التي انولدت اليوم بالشام والعراق) الذي يصدر منه هذا التخوف يستند في الحقيقة إلى معطيات سرية خطيرة كالتي تفجرت مع حماس بخصوص الشأن الداخلي في مصر، فبغض النظر عن نظرية التنبيه والإرشاد في خطاب الكاتب نرى أن الذي يتخذ المنطقة بوابة للمطية في شمال إفريقيا هي جحافل الفكر الوهابي: أي صدفة بين هذه التخوفات وبين تواجد تلك الجحافل في جحور الرمال في شمال إفريقيا، وأي صدفة هي أيضا توظيف إسرائيل مطية لهذه الحركات الإرهابية؟.
خدمة القضية الفلسطينية يمر بالضرورة من خلال دغدغة عقل الشعوب وليس من خلال إثارة حساسيات عنصرية دفينة في بعض الكتاب أو «الخبراء السياسيين» ففي جميع الدول هناك أراء متناقضة لدى الشعوب حول قضية معينة كالقضية الفلسطينية (حتى من داخل الوطن العربي هناك ردة في الموقف) والفلسطيني الحقيقي الذي يريد كسب قضيته هو الذي يعرف أن يحمل الرأي العام الدولي والوطني على تعاطف كبير يؤدي إلى أن يرى ترجمته في مواقف سياسية وازنة، أما إثارة قلاقل فارغة بالتمسك بالوطن الكبير وإمبراطوريات الوهم وأعربة ما لا يعرب فهي لا تخدم القضية في شيء. تبقى إشارة أخرى، «النظام المغربي العربي» ليس هو من ينصر القضية الفلسطينية، بل الشعب المغربي بتعدد شرائحه. انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بصراحة
yousif ( 2014 / 8 / 4 - 21:04 )
اخي بصراحة الشعب اليهودي استعاد ارضه واتمنى ان ياتي اليوم الذي يستعيد فيه الامازيغي والقبطي والاشوري والسرياني اراضيهم ايضا من الغازي البدوي الدموي

اخر الافلام

.. بعد انتخابات -تاريخية-.. لا أغلبية مطلقة في البرلمان الفرنسي


.. احتفالات بالانتصار.. -الجبهة الشعبية الجديدة- تتصدر التشريعي




.. -سأقدم استقالتي-.. كلمة رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال ب


.. سمكة قرش ضخمة تسبح قرب مرتادي شاطىء في تكساس




.. بايدن.. مصيبة أميركا العظمى! والدولة العميقة تتحرك! | #التا