الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كم ثمن الفرح؟

عبد الرحيم التوراني
صحفي وكاتب

(Abderrahim Tourani)

2014 / 8 / 3
القضية الفلسطينية


ننسى قتلانا بالآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ والرجال، ونعد قتلاهم من الجنود بالعشرات... ونفرح.

ننسى منازلنا ومدارس أطفالنا ومساجدنا ومنشآتنا التي سوتها قذائفهم بالأرض، ونهتم بسقوط صاروخنا على منطقة يحتلونها من دون أن يخلف ضحايا... ونفرح.

ننتسب إلى حزب الكنبة العتيد، نتمترس خلف شاشات المازوت والغاز، لا نلبي دعوات التضامن والاحتجاج بالخروج إلى الشارع في مدننا وقرانا، بل نفضل متابعة أخبار مسيرات التضامن تخترق أكبر شوارع وساحات العواصم العالمية....ونفرح.

نتابع باهتمام كبير إدانة فنانين من هوليوود وكتاب عالميين لهمجية العدوان، وننسى غياب فنانينا وكتابنا......ونفرح.

ننتظر ردود فعل العواصم الشرقية في روسيا والصين وإيران، نتلقى خبرا مقتضبا يبث على إحدى إذاعاتها المحلية.... ونفرح.

نرفع أعلام الأرجنتين والشيلي والأورغواي وبوليفيا والبرازيل، نتعلم نطق أسماء رؤساء دولها. نهتم بشكل السيدات الرئيسات المنتخبات هناك. نتذكر الراحل العظيم هوغو تشافيز ونسأل عن اسم خلفه سائق الحافلات السابق. كأننا نود منه أن يوصلنا بحافلته إلى أمريكا اللاتينية، نطلب الانتماء إلى إحدى جنسيتاها... لنفرح.

حرب غزة الحالية أنستنا شيئا اسمه الجامعة العربية أو القمة العربية. فلنفرح.

صارت مصر خصما وحكما. والجنرال السيسي عملاقا دوليا، مثل أوباما أو أكثر. فليفرح.

وبعدها نتعارك أشرس مما مضى. لا تنتهي معاركنا الطائفية. فصيل ضد فصيل، ولا فصل ولا فصال.. إلا بالكف عن الفرح.

لا للفرح.

الفرح العربي أكبر اختراع وهمي استورده بعض العرب لتنويم كل العرب، العرب العاربة والهاربة المستعجلة لأي لحظة فرح.
علينا أن نعض على الجرح لنتنألم أكثر إذا أردنا أن نفرح حقا.

ثمن الفرح؟

لا ثمن للفرح، فهو لا يباع في السوبير مركيت. بل يهرب عبر أنفاق الدم.

______________








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل