الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايــن الاعتــذار ؟

كاظم الشاهري

2002 / 12 / 9
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


                               

لااجد في الرسالة التي وجهها صدام حسين الى الشعب الكويتي اي اعتذار بل على العكس من ذلك تماما . كانت الرسالة تحمل الشعب والحكومة في الكويت مسؤولية ماوقع وهي في هذه الحالة ـ الرسالة ـ جاءت تبريرا لكل مااقترفه صدام بحق الكويت وشعبه من جرائم وتهجير وبطش وتدمير وتخريب كنتائج طبيعية يستحقها الكويتيون لانهم خانوا الامة واستدعوا الامريكان قبل عام 1990 لاجراء تمارين عسكرية على اراضيهم لتهديد العراق والحد من خطره على جيرانه .  ومن هذا المنطلق كان دخول الجيش العراقي الى الكويت خطوة استباقية  تبناها صدام حسين لردء الخطر الوشيك القادم من الكويت . ووصف مثل هذا يبرئ صدام من احتلال الكويت ويبرر خطوته على انه حق وواجب وليس فيه اي عدوان او تجاوز على حقوق الغير وشرعيته .
واما فيما يخص الديون التي قدمتها الكويت للعراق اثناء حربه على ايران فان الرسالة تلمح ان هذه الديون كان يفترضها صدام هبة ولايحق لهم المطالبة فيها .ومطالبتهم فيها يعتبر خروجا على الواجب القومي على اعتبار ان صدام حينما خاض حرب الثماني سنوات ضد ايران كان يخوضها نيابة عن الامة العربية او القومية العربية ومساهمة الكويت فيها واجب قومي ومطالبتهم بمستحقاتهم من الديون يعتبر خروجا على الامة وخيانة لها  من وجهة نظر الرسالة ولذا استحقوا العقاب .
واشارت الرسالة ايضا الى احداث انتفاضة اذار 1991 بصفحة الغدر والخيانة لان كاتب الرسالة يعتبر انه ليس من حق الشعب ان يثور وان ينتفض وان اعمالا مثل هذه تعتبر غدرا وخيانة وهو لحد هذه اللحظة لايريد ان يصدق بان الانتفاضة عراقية خالصة نفذها وقادها العراقيون بل هي اي الانتفاضة عملا جاء من الخارج ونفذه غرباء ويحمل الامريكان تبعاته في حين معروف للجميع وله ايضا انها كادت ان تقضي عليه لولا الامريكان الذين سمحوا له باستخدام الطائرات والصواريخ وما تبقى من جيشه للقضاء عليها .
وفي الوقت الذي يدين العالم كله الارهاب بوصفه طريقة غير حضارية ولامقبولة في هذا العصر نجد ان الرسالة تمجده .
تعتبر الرسالة ان ثروة العراق ليس النفط فقط  كما هو الحال في الكويت واذا كان صاحب الرسالة قد فرط بالنفط واهدره على مشاريع وحروب خائبة فلدية في العراق ثروات اخرى قابلة للتفريط ويعد اهل الكويت بها .
وتحمل الرسالة الكويت كما حملته  مسؤولية ماوقع في  السابق من اخطاء ادت الى احداث 2/8/1990 تحمله الان نفس الاخطاء وتعتبر الكويت حكومة وشعبا خونة وعملاء للاجنبي وهم في صف واحد مع حملة الجنسية العراقية العملاء الخونة الذين وضعوا ايديهم بايدي الاجنبي .
ولم يدرك صاحب الرسالة ان بطشه وقسوته واجرامه وضعت العراقيين الشرفاء بعد ان ادركوا عجز كل الوسائل معه ان يطلبوا النجدة من الغريب بعد ان ضاقت بهم السبل وبعد ان تشرد الملايين من ابناء شعبهم على ارصفة الغربة وان الباقيين منهم في سجن صاحب الرسالة يواجهون الموت والدمار والذل مع ( استكان الجاي ) كل صباح .
وهكذا تصنف الرسالة خانة المعارضة العراقية بالخونة وعملاء الاجنبي وحملة الجنسية العراقية لكي تقول انه وحده الوطني والعراقي  الاصيل وماعداه اذا امتدت لهم الايدي من بلد كالكويت مثلا  فأنهم سوف يوضعون في نفس الخانة شأنهم شأن حملة الجنسية العراقية .
لاتوحي الرسالة لقارئها بالمرة انها رسالة اعتذار بقدر ما توحي انها رسالة تريد ان تلقي  باخطاء كاتبها على عاتق غيره وانه من تلك الاخطاء برئ كبراءة الذئب من دم يوسف .
فأين الاعتذار اذن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب