الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قرية بيت دجن الفلسطينية

محمد ابداح

2014 / 8 / 5
القضية الفلسطينية


وسوعة المدن والقرى الفلسطينية
قرية بيت دجن - يافا
قصة الصمود الفلسطيني
في تلك النكبة من ظلام الليل نام ضمير العالم ..عانى الوطن وبكى جرحه النازف .. لكنه وجد من يروي بالدم ترابه من أبناء شعبه ..في تلك النكبة التاريخية ..بكى الشيخ وتألم واحتار.. ثم أشعل في حسرة سيجارة .. في تلك النكبة بان الشجعان من الجبناء ولكل درب مضى فيه في تلك النكبة ارتعش الأطفال من البرد والجوع دون أن يعلموا ماذا يحدث .. وطوال طريق النزوح الأسطوري لطالما امتزجت أحلامهم البريئة كما ألعابهم تحت الشتاء بتراب دروب المهجر.. لكنها وحدها من كانت تعلم عمق الجرح .. وحدها من كانت تنظر للجميع.. فاحتضنت كل هذا الألم.. نعم .. وحدها .. هي الأم .. أهديها كتابي ..
محمد ابداح
قرية بيت دجن
قرية قديمة بناها الكنعانيون وعرفت في العهد الأشوري باسم ( بيت دجانا) وفي العهد الروماني باسم (كفرداجو)،تقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة يافا وتبعد عنها 10كم، تبلغ مساحة اراضيها 17227 دونماً تحيط بها أراضي قرى ساقية، والخيرية، ويازور، وقرى قضاء اللد والرملة، قُدر عدد سكانها عام 1922 (1714) نسمة، وعام 1945 (3840) نسمة، قامت المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم عام 48 حوالي (4454) نسمة، وكان ذلك في 25/4/1948، وعلى أنقاضها أقام الصهاينة مستعمرة (بيت داجون)، ويبلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1998 حوالي (27560) نسمة

بيت دجن كانت قرية فلسطينية عربية تقع على بعد حوالي 10 كم جنوب شرق مدينة يافا قرية قديمة بناها الكنعانيون ذكرت في العهد القديم باسم داجون وعرفت في العهد الأشوري باسم بيت دجانا وفي العهد الروماني باسم كفر داجو، شيد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك قصراً أعمدته من الرخام في القرية، كما بنى فيها الصليبيون قلعة"كزال ماين"

كانت القرية منذ كانون الثاني - يناير 1948 هدفا لهجمات شنتها قوات البلماح المتمركزة في مبنى كيرين كاييمت ليسرائيل (الصندوق القومي اليهودي)، الكائن جنوبي طريق يافا- القدس العام مباشرة،وقد دمر منزل من منازل القرية في إحدى غارات البلماح، ولعل أوسع هجوم في تلك الفترة، بحسب المؤرخ الفلسطيني عارف العارف هو ذاك الذي شنته قوة يهودية مسلحة بمدافع فقتل جراءه ثلاثة من سكان القرية، وجرح أربعة ودمر أحد المنازل، وأفادت صحيفة (نيويورك تايمز) أن البريطانيين اشتبكوا مع سكان القرية يوم 19 شباط - فبراير بعد أن توقف إحدى قوافلهم العسكرية في القرية بعد
أن توقفت إحدى قوافلهم العسكرية في القرية لاعتقال رجل كان يحمل بندقية، ويذكر مقال الصحيفة أن السكان صوبوا النيران على الجنود البريطانيين،وان اثنين من السكان صوبوا النيران على الجنود البريطانيين، وان اثنين من السكان قتلا وجرح ثلاثة، كما قتل جندي بريطاني عندما قفز من شاحنته حاملا رشاشا من نوع برن واندفع داخل القرية وأطلق نيران رشاشه باتجاه الفلسطينيين، و لم تحتل بيت دجن الا في نهاية نيسان - أبريل- 1948م ، إذا سقطت على يد لواء ألكسندروني في سياق تنفيذ عملية حميتس التي جرت بنهاية نيسان- أبريل من عام النكبة واستهدفت سلمة ويازور وقرى عربية أخرى تقع إلى الشرق من يافا.

كان من المقرر لعملية حميتس (الخميرة) أن تنفذ في أثناء عيد الفصح اليهودي (أي عندما يكون أكل المآكل التي تدخل الخميرة فيها محرما عند اليهود المتدينين) وكان هدفها المباشر الاستيلاء على القرى الفلسطينية الكبرى الواقعة على جانبي خط سكة الحديد الذي يصل يافا بعمقها العربي. وكانت القرى الواقعة إلى الشمال من خط سكة الحديد (من الغرب إلى الشرق) وهي: سلمة والخيرية وساقيه وكفر عانة والعباسية (اليهودية), أما تلك التي كانت تقع إلى الجنوب من خط سكة الحديد فهي: يازور وبيت دجن والسافرية وكان من شأن احتلال تلك القرى أن يعزل يافا- أكبر مدينة فلسطينية بسكانها السبعين ألفا- عزلا تاما ويضمن سقوطها في يد الهاغاناه مثل (خوخة ناضجة). لذلك كان الهدف النهائي للعملية الاستيلاء على يافا من دون اللجوء إلى هجوم جبهي.
عقد الهجوم الجبهي الذي شنه عصابة الإرغون في 25 نيسان- أبريل, تنفيذ عملية حميتس. وهدف هجوم الإرغون إلى غزل موقع حي المنشية الاستراتيجي, المتاخم لتل أبيب, عن باقي يافا. فإذا سقط حي المنشية تشن الإرغون هجوما واسعا على باقي يافا. وقد استلزم الهجوم على المنشية هجوما من الشرق في اتجاه البحر غربا, ورافقه فصف مكثف عشوائي لمناطق يافا السكنية والتجارية, نشر الذعر في صفوف المدنيين على نطاق واسع, وتسبب بنزوحهم برا وبحرا. وجوبه الهجوم على المنشية بمقاومة حازمة
شديدة ولم يحقق أهدافه الا عند فجر 29 نيسان- أبريل بعد مرور نحو ثمانين ساعة. في هذه الأثناء قرر البريطانيون, الذين كانوا متواطئين مع الهاغاناه خلال هجومها على حيفا (عملية مسبارييم 22-23 نيسان- أبريل), التدخل في يافا ضد الإرغون. وفي الوقت نفسه قبلت الإرغون, التي استنزفها الهجوم وأنهكها, الانضواء تحت قيادة الهاغاناه فيما يتعلق بجبهة يافا.
في 29 نيسان- أبريل، شنت الهاغاناه عملية حميتس وانضوت الألوية الثلاثة كرياتي وألكسندروني وغفعاتي تحت قيادة دان إبشتاين, قائد لواء ألكسندروني فهاجمت وحدات ألكسندروني, انطلاقا من قاعدتها في كفار أزار، قريتي ساقبة والخيرية واستولت عليهما. وانطلقت وحدات كرياتي من تل أبيب وهاجمت سلمة وضاحيتي أبو كبير وجباليا من ضواحي يافا. ومع حلول ليل اليوم ذاته، كانت سلمة قد سقطت في قبضة وحدات كرياتي وغفعاتي.
لم يلق هجوم غفعاتي الذي شن من مكفي يسرائيل جنوبي خط سكة الحديد النجاح نفسه. إذا بينما نجح هذا اللواء في الاستيلاء على يازور في 29 نيسان- أبريل أو بعيد ذلك فانه واجه صعوبات في تل الريش وهو تل حصين بين يازور ويافا. فقد تمكن اللواء أول الأمر من اكتساح التل مستخدما مدافع هيسبانو- سويزا التي وصلته حديثا لكن بعد أن شنت (كتيبة) من جيش الإنقاذ العربي يقودها ميشال العيسى وقوامها 250 رجلا جميعهم من الفلسطينيين هجوما مضادا اضطرت وحدات غفعاتي إلى الانسحاب من التل بعد أن تكبدت خسائر فادحة بلغت 33 بين قتيل ومفقود ونحو 100 جريح بحسب ما جاء في (تاريخ الهاغاناه) وكان ميشال العيسى ورجاله قد وصلوا إلى الموضع في اليوم السابق (28 نيسان- أبريل) في مسعى لتخفيف الضغط المتصاعد عن يافا وبقي العيسى في يافا حتى 10 أيار- مايو محاولا محاولة أخيرة يائسة الحؤول دون سقوط ضاحية أبو كبير إحدى الضواحي الشمالية في يافا ثم قرر في اليوم ذاته الانسحاب جراء تضيق الخناق الذي فرضته عملية حميتس.
ظهرت أولى بوادر سقوط يافا في 11 أيار- مايو ثم سقطت يافا رسميا للهاغاناه في 13 أيار مايو، وغادر البريطانيون المنطقة في اليوم التالي. وكانوا يقومون, منذ بداية عملية حميتس بمواكبة المدنيين المذعورين من يافا على الطريق العام الرئيسي إلى اللد والرملة اللتين كانتا يومها ملاذين آمنين، وكي يضمن البريطانيون تمكين الهاغاناه من إحكام الحصار على يافا حافظوا على بعض قوتهم في بعض أنحاء قرية يازور قريبا من الطريق ويذكر (تاريخ الهاغاناه) أن (قوات الإيتسل قد عملت في أثناء ذلك بقيادة (الهاغاناه) وأفادت العملية كثيرا بقصفها وسط يافا بمدافع الهاون بفعالية)، ويبدوا أن تضافر عدة عواملمنها الهجوم على يافا (ولا سيما قصفها المطول بمدافع الهاون) ومنها مشهد فرار سكانها ذعرا, ومنها سقوط القرى التي تصل يافا بباقي أنحاء البلد قد تفاعل كل منها مع الآخر (مثلما خطط لها أن تفعل) وتعاون على إحباط معنويات سكان يافا والقرى التي استهدفتها عملية حميتس أيضا.
ويشير المؤرخ الإسرائيلي بني موريس إلى إن سكان بيت دجن أخلوا قريتهم في 25 نيسان- أبريل 1948 من جراء سقوط (مدينة مجاورة) أي يافا ويذكر نيسان- أبريل ويضيف أن العارف أن القرية احتلت في 30 نيسان- أبريل ويضيف أن تفادي احتلالها كان ممكنا لو لم يوافق جيش الإنقاذ العربي تفادي هدنة رعاها البريطانيون في المنطقة بعد أن تعرضت على هدنة رعاها البريطانيون في المنطقة بعد أن تعرضت تل أبيب
لمقاومة فلسطينية وعربية شديدة ولقصف شديد في 28 نيسان- أبريل. غير أن بيت دجن احتلت مع قرية القباب بعد أسبوعين من ذلك إذا اندفعت القوات اليهودية تقاتل لإعادة فتح الطريق العام المؤدي إلى القدس.
في أوائل حزيران- يونيو, شرعت قوات الإحتلال الإسرائيلي بتدمير بيت دجن, فضلا عن بضع قرى أخرى. وفي 16 حزيران- يونيو, دون رئيس الحكومة الإسرائيلية دافيد بن- غوريون, في يومياته أن عملية التدمير جارية في القرية على قدم وساق. ثم إن القرية اعتبرت في أيلول- سبتمبر, موقعا ملائما لتوطين المهاجرين اليهود الجدد.
بقيت بضعة منازل بعضها مهجور وبعضها الآخر تشغله أسر يهودية, أو يستخدم متاجر أو مستودعات أو مكاتب. ويبدو في هذه المنازل معالم معمارية متنوعة. أحد هذه المنازل الآهلة مبني بالأسمنت له شكل مستطيل وسقف مسطح ونوافذ أمامية مستطيلة ونافذاتان مقنطرتان على جانبيه. وحول منزل آخر إلى كنيس إيلي كوهين, وهو مبني بالأسمنت وله سقف مسطح وباب ونافذة أماميان تعلوهما قنطرتان مستديرتان وقد رسمت نجمة داوود على بابه الأمامي وكذلك على باب آخر يبدو أنه باب مرآب. ولأحد المنازل المهجورة المبنية بالأسمنت سقف قرميدي هرمي الشكل متداع إلى السقوط. أما المنازل المهجورة الأخرى فمختومة، وتظهر وسط النباتات والأعشاب البرية. وينبت الصبار وأشجار السرو والتين والنخيل في أرجاء الموقع.
كانت القرية المبنية على تل رملي في السهل الساحلي الأوسط تقع الى الجنوب قليلا من خط سكة حديد يافا- القدس عندما تقاطع الطريق العام الممتد بين يافا والرملة والطريق العام الساحلي الممتد جنوبا نحو عزة. ويعود تاريخ بيت دجن الى عصر الكنعانيين, إذا إنها ذكرت في العهد القديم باسم بيت داجون(يشوع15: 41). كما عرفت ببيت دجانا في عهد الملك الآشوري سنحاريب ( 7050-681 ق.م.). وقد سميت القرية
كبياراداغون في عصر الرومان وحل السامريون بالقرية في القرن الرابع, ومكثوا فيها حتى القرن العاشر على الأقل. وقد شيد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك ( 724- 743م) فيها قصرا أعمدته من الرخام الأبيض. وبنى صلاح الدين وأعاد بناؤها ريتشارد قلب الأسد سنة 1191. في سنة 1569, كانت بيت دجن قرية في ناحية الرملة ( لواء عزة), وعدد سكانها 633 نسمة. وكانت تؤدي الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والفاكهة والسمسم, بالإضافة وخلايا… اقراء المزيد النحل وكروم العنب.
في أواخر القرن التاسع عشر كانت بيت دجن قرية متوسطة الحجم ومحاطة بأشجار الزيتون، وكانت المنازل في القرية الحديثة مبنية بالطوب أو بالحجارة والأسمنت ومنتشرة في أرجاء الموقع من دون أن يتخذ شكل انتشارها نمطا مخصوصا. وكان سكانها في معظمهم من المسلمين وبين ال 3840 عربيا, كان ثمة 130 مسيحيا. وكان في القرية مدرستان: الأولى للبنين والأخرى للبنات. وقد ضمت الى مدرسة البنين, التي أسست في سنة 1920, مساحة 15 دونما من الأرض لتدريب التلامذة على أصول الهندسة الزراعية وكان فيها مكتبة احتوت على 600 كتاب. وكان يؤم تلك المدرستين 353 تلميذا و 102 من التلميذات في سنة 1940. في 1944-1945, كان ما
مجموعه 7990 دونما مخصصا للحمضيات والموز, و 676 دونما للحبوب, و 3195 تروى من آبار ارتوازية. كما كانت بقايا الصليبية تروى من آبار ارتوازية. كما كانت بقايا القلعة الصليبية المذكورة أنفا لا تزال مرئية في سنة 1948 .
يعتبر فن التطريز الفلسطيني أحد الفنون الشعبية التي مارسها الإنسان الفلسطيني في المراحل المختلفة، وتوارثته الأجيال ولا زالت مضيفة ومجددة ومحسنة، فالتطريز الذي شكل جزءًا هامًا من حياة المرأة الفلسطينية، تستعمله لتزيين الأقمشة والثياب.
وقد تكرست مع الوقت مجموعة من وحدات التطريزالتي شكلت في الغالب حديقة من الورود والأزهار والطيور منثوره على قبة الثوب والقماش ومع الوقت تنوعت وحدات التطريز من حيث الشكل والخيوط، وهي بجملتها آية في الجمال وتدل على حضارة عريقة تمتد حتى الكنعانيين؛ إذ تتشابه وحداتهم الزخرفية حسب الصور القديمة والتي تصور الناس، وتعتمد الوحدات التطريزية وطريقة تنسيقها على الثوب، الموروث التي تتعلمه الأجيال من الأجيال التي سبقتها.
إن الزي الشعبي الفلسطيني ليس واحداً، حتى داخل المنطقة الواحدة؛ وهذا طبيعي ناتج عن سعي المرأة لإكساب ثوبها جمالًا غنيًا بالتطريزات، ولحفظ المرأة ونقلها أشكالًا (عروق) (وحدات متكررة) جديدة تتلائم مع تطويرها الذهني والحضاري، ولهذا علاقة أيضاً بالتميز الجغرافي؛ فإن تطريز الثياب لغة تحكي علاقة الزمان والمكان وذهنية المرأة التي خلقت تعبيراتها المتصلة بتلوينات البيئة وتضاريسها؛ ففي منطقة رام الله وحدها، توجد أسماء لأثواب عدة، وكل ثوب يختلف تطريزه عن الآخر، كثوب الخلق، والملك، والرهباني.
ويعتبر فن التطريز الفلسطيني أحد الفنون الشعبية التي مارسها الإنسان الفلسطيني في المراحل المختلفة، وتوارثته الأجيال ولا زالت مضيفة ومجددة ومحسنة، فالتطريز الذي شكل جزءًا هامًا من حياة المرأة الفلسطينية، تستعمله لتزيين الأقمشة والثياب.
وقد تكرست مع الوقت مجموعة من وحدات التطريز التي شكلت في الغالب حديقة من الورود والأزهار والطيور منثوره على قبة الثوب والقماش.
ومع الوقت؛ تنوعت وحدات التطريز من حيث الشكل والخيوط؛ وهي بجملتها آية في الجمال وتدل على حضارة عريقة تمتد حتى الكنعانيين؛ إذ تتشابه وحداتهم الزخرفية حسب الصور القديمة والتي تصور الناس.
وتعتمد الوحدات التطريزية وطريقة تنسيقها على الثوب، الموروث التي تتعلمه الأجيال من الأجيال التي سبقتها ولدراسة ثوب ما لا بد من معرفة جغرافية المكان، وزمان صنع الثوب أو خياطته، ومعرفة مدى ثقافة صانعته، التي هي رمز وجزء من الثقافة الشعبية السائدة.
وإذا استعرضنا الأزياء الموجودة في فلسطين؛ فإننا نجد الزي البدوي في شمالي فلسطين وجنوبيها، مع اختلاف واضح وجلي بينهما؛ وذلك راجع لاختلاف المكانين وبعدهما، ولاختلاف الوضع الاجتماعي والاقتصادي، وثقافة كل منهما وموروثاتهما الحضارية؛ فالزي الريفي مرتبط بالزراعة، وهو الزي السائد في فلسطين، وتختلف تزييناته ما بين منطقة وأخرى، لاختلاف البيئة ما بين سهل أو جبل أو ساحل، ولتمايز، ولو بسيط، بالثقافة السائدة. وهذه الأزياء تتميز بتكرار الأشكال الهندسية، وبعض هذه التطريزات تدل على ما في الطبيعة غير المعزولة عن البيئة، كالنجمة والزهرة والشجرة؛ لأن الفولكلور السائد في فلسطين هو فلولكلور زراعي مرتبط بحياة الاستقرار، وهذا ناتج عن طبيعة المجتمع الفلسطيني والطبقة التي كانت تتحكم بالإنتاج.
إن مناطق تزيين الثوب هي أسفله وجانباه وأكمامه وقبته، وهذا نابع من اعتقاد شعبي بأن الأرواح الشريرة يمكن أن تتسلل من الفتحات الموجودة في جسم الإنسان؛ لذا تضطر المرأة إلى تطريز فتحات ونهايات الثوب.
قواعد وأصول التطريز الفلسطيني:
لكل تطريز فلسطيني خصوصية باللون أو الشكل أو الاستعمال، فقد كان للثوب الفلسطيني أكثر من مجال استعمال وتستطيع أن تميز بينها من اللون وشكل التطريزات ومن الأثواب الفلسطينية: ثوب العمل، ثوب الصبية، ثوب العجوز، ثوب المواسم والأعياد.
ومن القواعد التبعة في التطريز:
ثياب المسنّات لا تُطرّز مثلما تُطرّز ثياب الفتيات؛ فثياب الفتيات تزخر بالزخارف؛ فيما تتسم ثياب المسنّات بالوقار، الذي يظهر في سمك القماش ولونه القاتم الذي يوحي بالحشمة.
ثياب العمل لا تُزخرف مثلما تزخرف ثياب الأعياد والمواسم.
الثوب الأسود للأحزان والحداد.
التطريز معظمه لثياب النساء، وأما ثياب الرجال فزخرفتها نادرة منذ الفتح الإسلامي. وقبل الفتح كان الرجال والنساء والأطفال يلبسون الملابس المطرّزة، ولكن هذا التطريز انحسر عن ملابس الرجال، فلم يبق منه سوى تطريز وشراريب منديل الدبكة، ولا يحملونه إلا في الأعياد والاحتفالات، ويُطعَّم بالخرز، وحزام الرجال، (وهو ابتكار شعبي معاصر) يلبسه الشبان ويطرز بخيوط ملوّنة وأنواع الخرز، وربطة العنق التي يضعها العريس يوم زفافه، وتطرز بزخارف هندسية. وعوَّض الرجال من ندرة التطريز زخارف منسوجة نسجاً في قماش الدماية والصاية والكبر، وهي زخارف خطوط متوازية طويلة ملوّنة. وكانت الحطة قبل الإسلام تُطرز، فاستعاضوا عن ذلك بنسج خطوط هندسية في الحطات. ولكن بعض الشبان لا يمتنعون عن لبس ما فيه تطريز عند أسفل الشروال.
وللتطريز أماكن على مساحة الثوب، فثمة تطريز ضمن مربع على الصدر يُسمّى القبة؛ وعلى الأكمام ويسمّى الزوائد؛ وعلى الجانبين ويسمّى البنايق أو المناجل. ويطرّزون أيضاً أسفل الظهر في مساحات مختلفة. وقلّما يطرّزون الثوب من أمام، إلا أثواب الزفاف، فيكثرون

تطريزها أو يشقون الثوب من أمام، وتلبس العروس تحته سروالاً برتقالي اللون أو أخضر، وثمة قرى يخيطون فيها قماشة من المخمل وراء القبة ويطرزونها.
وفي فلسطين خريطة تطريز دقيقة، فجميع القرى تشترك في تطريز بعض القُطَب وتختلف في وضعها على الثوب. وفي بعض القرى يُكثرون استعمال قطب بعينها فتُتَّخذ كثرتُها دليلاً على انتساب الثوب إلى المنطقة؛ فالقطبتان الشائعتان في قضاء غزة هما القلادة والسروة؛ وفي رام الله يفضّلون قطبة النخلة واللونين الأحمر والأسود؛ والتطريز متقارب في بيت دجن، ويظهر فيه تتابع الغرز التقليدي؛ وتمتاز الخليل بقطبة السبعات المتتالية وتكثر فيها قطبة الشيخ. ويطرّزون الثوب من خلفه، على شريحة عريضية في أسفله، وهذا من أثر بدوي يظهر أيضاً في بيسان شمالاً وبير السبع جنوباً؛ وثمة غرزة منتشرة بين الجبل والساحل تُسمى الميزان.
وغرزة الصليب هي الأكثر شيوعاً في التطريز، ولكنها لا تظهر في مطرّزات بيت لحم. والقَبّة التلحمية ذات مكانة خاصة في تراث التطريز الفلسطيني، فهي تختلف عن القبات في المناطق الأخرى؛ لأن الخيوط المستعملة في تطريزها هي من حرير وقصب، والغرز المستخدمة هي التحريري أو الرشيق، واللف، (غرزة التحريري رسم بخيط القصب يثبت بقطب متقاربة، وهي غرزة تتيح للإتقان والدقة تطريزاً متفوقاً وجميلاً، وفي بعض الأحيان تمد خيوط قصب متوازية فيملأ الفراغ بينها بقطبة اللف).
وقد آثرت كثير من نساء فلسطين هذا النوع من التطريز (التلحمي) فاعتمدنه وطعّمن به أثوابهن؛ ففي لفتا التي يدعى ثوبها "الجنة والنار"؛ لأنه من حرير أخضر وأحمر، أضيفت إلى الثوب القبّة التلحمية. واستعارت القبة التلحمية كذلك قريتا سلوان وأبو ديس اللتان تصنعان ثوباً من قماش القنباز المقلّم.
وتضيف نساء أقضية القدس ويافا وغزّة وبيت دجن قماشاً من حرير إلى قماش الثوب. وثمة استثناءات في المناطق؛ إذ تلبس نساء الطيرة قرب حيفا أثواباً بيضاً من غير أكمام، مطرزة بقطبة "التيج" وبرسوم طيور خلافها، ويلبسن تحته سروالاً وقميصاً مكشكشين.
وأما في الصفصاف في شمال فلسطين فتلبس النساء السروال الملون الضيّق. والثوب فيها ملوّن بألوان العلم العربي مضاف إليها الأصفر. والثوب قصير من أمام، طويل من خلف. وتُعرف أثواب المجدل من تطعيمها بشرائح طويلة من الحرير البنفسجي.
وثمة مناطق جغرافية أيضاً للحزام النسائي أو الجِداد، ففي الشمال يكون الحزام من حرير ويُعقد على أحد الجانبين، وفي وسط فلسطين يصنعونه من حرير مقلّم ويُعقد من الأمام، ويبطنونه أحياناً ليبقى منبسطاً على الخصر. وقد يستخدمون الصوف الملون في بعض القرى. ونساء بعض القرى، ومنها تلحوم، لا ينتطقن بأي حزام.
وقلما تظهر حيوانات في التطريز الفلسطيني، فمعظم الرسوم هندسي أو نباتي؛ لزوماً للتقاليد الإسلامية التي كرهت الصنم والصورة كراهيتها للوثن. وأكثر الحيوانات ظهوراً في التطريز الطيروصُنِّفت أهم الزخارف الشعبية أو العروق فيما يلي:
العروق الهندسية، وأهمها: المثلث، ثم النجمعة الثمانية، والدائرة، والمربع، والمعين. ومن الخطوط المستقيم والمتعرج والمتقاطع والمسنن وما إليها.
عروق النبات والثمر: النخل والسعف أو الجريد، وشكلها أقرب إلى التجريد طبعاً. ويطرزون أيضاً كوز الذرة، والسرو، والعنب، والزيتون، والبرتقال، وسنابل القمح.
عروق الأزهار: عرق الحنون، وعين البقرة، وقاع فنجان القهوة، والزهرة المربعة الريشية، وخيمة الباشا، والزنبقة، وعرق التوت، وعرق الورد، وعرق الدوالي.
الطيور: الحمامة هي الشكل الغالب، ثم الديك، والعصافير، وديك الحبش، ورجل الجاجة. وقلما يصادف من الحيوان غير السبع والحصان، وكذا عين الجمل وخفه، ورأس الحصان، والحلزون.
وأما الرسوم التفصيلية فتكاد لا تُحصى، ومنها: الأمشاط، وسكة الحديد، والدرج، والسلّم وفلقات الصابون، والنخل العالي، وعناقيد العنب، والتفاح، والسنابل، وقواوير الورد، وقدور الفاكهة، والبندورة، والخبازي، والزهور، والورد، وسنان الشايب، ومخدّة العزابي، وشيخ مشقلب، وثلاث بيضات في مثلاة، وشبابيك عكا، وعلب الكبريت، والمكحلة، والحية، والعربيد، والعلقة، وشجرة العمدان، والقمر المريّش، والأقمار، وقمر بيت لحم، والفنانير، والقلايد، والريش، والفاكهة، والقرنفل، والحلوى، ومفتاح الخليل، وطريق حيفا، وطريق التبان، وطريق النبي صالح، وطريق يافا، وطريق القدس.
وأما أهم الغرز فهي: التصليبة، والتحريري، واللف، والسناسل، والمد، والتسنين، والزكزاك، والتنبيتة، والماكينة، وزرع الحرير. ولم تظهر الأخيرة على أزياء شعبية؛ بل ظهرت في أعمال صنعت في سجون العدو، ولا تحتاج إلى إبرز، وطرّز بها المجاهدون الأسرى أشعاراً وطنية على القماش، أو علم فلسطين، أو صورة المسجد الأقصى.
وأجود القماش للتطريز الكتان والقطن، لأن تربيع نسجهما واضح، وعد القطب سهل؛ ولذا تتساوى الوحدات الزخرفية وتستقيم وتتعامد بدقة ومنهم من يستخدمون الصوف إذا كان خشناً والخيوط المستخدمة في التطريز أربعة أصناف:
الخيط الحريري: أغلى الخيوط وأثقلها والثوب المطرّز بها يزن ثمانية كيلوغرامات، ولا يُلبس إلا في الاحتفالات.
الخيط القطني: يطرّز به على كل أنواع الألبسة، وهو رخيص، ولكن بعض خيوط القطن تبهت وتحلُّ ألوان بعضها على ألوان الأخرى.
الخيط المقصب: في شمال فلسطين يطرِّزون به السترة والتقصيرة، وفي الثوب الدجاني الأبيض يطرّز به أعلى الصدر والكمان على قماش المخمل
خيط الماكينة: يُطرّز به على قماش الساتان فقط، بالآلة. ويُستخدم هذا الخيط أيضاً في وصل أجزاء الثوب بعضها ببعض، ويطرِّزون فوق الوصلة بخيط حرير.
ولا تكتفي المرأة الفلسطينية بتطريز الأثواب بل تزخرف بمهاراتها وذوقها المخدّات والطنافس والشراشف بخيطان الحرير أو الرسيم، بإبرة يدوية بعدما تنقل الرسم على القماش.
ومما يطرزنه أيضاً مناديل الأوية وربما أُدرجت كل هذه في الجهاز الذي تبدأ الفتاة الفلسطينية صنعه قطعة قطعة في العاشرة من عمرها، فتضعه في صندوق مزخرف لا تمسُّه أو تُظهره إلا في الاحتفالات والمواسم
التطريزات فلسطينية: لكل تطريز فلسطيني خصوصية باللون أو الشكل أو الاستعمال، فقد كان للثوب الفلسطيني أكثر من مجال استعمال وتستطيع أن تميز بينها من اللون وشكل التطريزات ومن الأثواب الفلسطينية: ثوب العمل، ثوب الصبية، ثوب العجوز، ثوب المواسم والأعياد.

ثوب يافا: غاية في الإتقان والدقة والأناقة، حيث نلاحظ وحداته الزخرفية محاطة برسومات شجر السرو التي تحيط بيارات البرتقال، وقد اشتهر ثوب بيت دجن بتطريزه الرائع، وقد اشتهر الثوب باسم الدجني نسبة إلى المدينة. وقد ضم التقليد عددا من القرى المجاورة منها: سلمة، السافرية، يازور، النعاني وصرفند.-;---;--








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السعودية.. شخص يطعم ناقته المال! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. الادعاء الأمريكي يتهم ترامب بالانخراط في -مؤامرة إجرامية-




.. هذا ما قاله سكان مقابر رفح عن مقبرة خان يونس الجماعية وعن اس


.. ترامب يخالف تعليمات المحكمة وينتقد القضاء| #مراسلو_سكاي




.. آخر ابتكارات أوكرانيا ضد الجيش الروسي: شوكولا مفخخة