الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كذبة اسمها العروبة

تميم منصور

2014 / 8 / 4
مواضيع وابحاث سياسية



أيها الفلسطينيون ، حان الوقت لإعلان براءتكم وتحرير انفسكم من كذبة اسمها عروبة ، عروبة قطعان النعاج والأبل التي تعلفها امريكا واسرائيل والسعودية واوباش الخليج بعلف الاذلال والهزيمة ، مهمة هذه القطعان صلبكم وتقديمكم قرابين على مذبح عبادة هؤلاء الطغاة ، الراعي الامريكي يسوق هذه القطعان بدون عصا لأنها مدجنة بما فيه الكفاية في حظائرها .
فالحيوانات المدجنة تستجيب لمطالب سيدها بالإشارة او بصفير خاص فتدخل في الحال الى الزرائب المعدة لها ، غالبية الانظمة العربية وشعوبها محاصرون اليوم داخل زرائب ترتادها لوحدها ، تحرس هذه الزرائب كلاب عربية مسعورة لأنها متخمة وثملة من دماء واشلاء أشلاء غزة ، كل نوع من هذه الكلاب له هويته ومهمته وثمنه ، فكلاب السيسي مكلفة بنهش لحوم ضحايا العدوان الاسرائيلي الذين يحاولون الفرار من جحيم هذا العدوان ، هؤلاء البصمجية من الخصيان يدعمون العدوان بطرقهم الخاصة ، يتعاونون معه في تدمير الانفاق ، يمنعون الدواء كي تتعفن جراح الضحايا ، يمنعون دخول المصابين المحتاجين للعلاج او السفر عن طريق معبر رفح ، يمنعون دخول الاغذية والمساعدات الطبية ووصول المتطوعين .
هناك كلاب دايتون في رام الله ونابلس وجنين واريحا والخليل ، فهي لا تقل شراسة وسعاراً عن كلاب السيسي ، لأن الطاعة واحدة والدولار واحد والهدف واحد ، مهمتها مصادرة الغضب الفلسطيني وحراسة المستوطنين والتفريط بكرامة الفلسطينيين لحماية الاحتلال ، مهمتها منع فتح جبهة جديدة في الضفة الغربية حتى يكمل جيش العدوان على غزة مهمته دون اعاقة وتشويش ، كلاب دايتون من الفصيلة المكلفة بحراسة الحدود الاردنية الاسرائيلية ، لأن ولي الأمر ومصدر المال واحد ، هذه الكلاب متخصصة بمتابعة روائح الفلسطينيين ومحاصرة غضبهم ومنع المتأردنين منهم من تطبيق الحديث النبوي الشريف الذي يقول : مثل المؤمنين في توادّهم وتعاطفهم ، مثل الجسد اذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .
حفيد الرسول في عمان يرفض الالتزام بما قاله وأمر به جده ، لأن هذا الجد اصبح يقع على هامش اهتمامه بعد ان جنى كل ثمار قدسيته هو واجداده لترسيخ حكمهم كما ارادته بريطانيا .
لقد وجد احفاد الرسول في عمان البديل لحمايتهم واستمرارهم في الحكم ، هذا البديل هي امريكا واسرائيل ، اللتان تعتبران الاردن خط الدفاع الأول عن مصالحهما .
ايها الفلسطينيون حان الوقت للفظ الخوف والنفاق والتجرد من كل احاسيس الانتماء والعواطف القومية الكاذبة ، حان الوقت لأعلان براءتكم من كل الشرائع غير القادرة على حمايتكم ، شرائع الوهابية والقرضاوي والعريفي والازهر الصامت ، تمسكوا بدستور واسلام عمر بن الخطاب الذي دمج بين الدين والقومية وتبعه عبد الملك والوليد وغيرهم .
قاطعوا الاماكن المقدسة الطاهرة حتى تتحرر من دنس آل سعود الفجرة الكفرة ، الذين ما زالوا ينتظرون سقوط غزة ، لا يهمهم ارتفاع بورصة الدم وعداد القتلى والمصابين والمشردين ، لا يهمهم الدمار والصلف الاسرائيلي الامريكي المتجسد في اوباما وكيري وغيرهم من الذين يدافعون حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها ، بينما غزة المحاصرة الجائعة المريضة لا يحق لها الصراخ وقول لا .. آل سعود الذين يشترون القصور والفيلات والجزر في اوروبا وامريكا ويعانون من التخمة في الاموال لدرجة بين حين وحين يشترون الاسلحة ليس للعوز والاهتمام بتحسين الظروف العسكرية في السعودية بل يشترون الاسلحة والطائرات لإنقاذ المصانع الامريكية والاوروبية من الوقوع في البطالة .
يستطيعون عبر نفطهم التهديد والوعيد والتلويح وتأديب الدول التي تتطاول على غزة والامة العربية ، لكن نعرف انهم لا يتجاسرون على التفكير بهذا لأنهم ليسوا امراء وملوك انفسهم بل هم خدم وخصيان الدول الغربية .
لذلك عليكم بالأقصى اولى القبلتين حتى تتحرر الكعبة وحرمها والمسجد النبوي ، هذا ما فعله انصار عبد الملك بن مروان عندما سيطر خصومه على الكعبة .
بربكم شدوا الرحال الى ايران ودمشق والى الضاحية الجنوبية ، هذه القوى وحدها بين العرب والمسلمين وقفت ولا تزال تحتضن المقاومة في كل مكان ، مواقف قادتها من المجازر في غزة هي عبادة بحد ذاتها يقلبها الخافق ، عندما وجه قائد فيلق القدس في ايران لعناته الى كلاب الحراسة المكلفة بحماية اسرائيل خاصة في معبر رفح وغور الاردن وغيرها ، شعرت بان هذه الصلاة الصادقة .
ايها الفلسطينيون المعذبون بربكم شدوا الرحال الى البرازيل والى نيكاراغوا والسلفادور والبيرو والتشيلي والى بلاد الواق الواق، في هذه الدول تجدون الصدق والامان والطبقات الكادحة التي تسعى الى رفع منسوب كرامتها ، ستجدون قادة يعرفون معنى المقاومة ، لانهم قاوموا واستمدوا شرعية استقلالهم وتحررهم من الاستعمار بواسطة اصرار المقاومة ، يعرفون في أدبياتهم أن الشعوب يجب ان تقاوم ووجودها مرهون بمدى مقاومتها وحرصها على ان تكون محاطة بالكبرياء السياسي وليس بالذل والانجرار والتبعية والانحناء .
يجب على الفلسطينيين اولاً تحرير انفسهم من امراء اوسلوا والعمل على تغير السلطة وطريقة عملها والغاء الكثير من بنود الاتفاقيات على رأسها التنسيق الامني ، الذي لا نعرف كيف يتم التنسيق بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية ، نعرف ان اسرائيل تستفيد من هذا التنسيق اما السلطة فلا نعرف ما هو مردوده عليها .
يجب تحرير انفسهم ، فالتحرر الذاتي قبل التحرر السياسي ، يجب عليهم ان يتصرفوا كشعب وليس كأقليات مشتتة تحركها عشرات القيادات المزعومة ، هكذا فعل سكان البوسنة والهرسك والجبل الاسود وسكان الجزائر وكوريا الشمالية ، لقد انتهى عصر الوقوف وانتظار الخلاص من جامعة النعاج العربية او من الانظمة العربية ، صمود المقاومة في غزة وقبلها الصمود في لبنان وقبلها في بيروت حين حوصرت 80 يوم دون ان تهتز شعره في جسد الامة العربية .
الانظمة العربية وقطاعات كبيرة من شعوبها يعتبرون الفلسطينيين لاجئون لا حق لهم بالاستقرار انهم هامش الهامش ، وكل نظام عربي له المعاملة الخاصة والسلوك الخاص مع الفلسطينيين مربوط بمزاجه ، وغالباًما يكونون وقود الانتقام والمعايرة وسحب الامتيازات اذا وجدت ، انهم دائماً تحت الاختبار ومع اول هبة ريح يطردونهم او يضيقون الخناق عليهم دون رحمة ولا شفقة .
العرب لم يكونوا في يوم من الايام شعباً واحداً ، هذه كذبة من صنع حكامهم ، انهم قبائل دستورها العصبية القبلية السوداء والغلاظة ، قبائل لم يصقلها الاسلام فبقيت حواجز التخلف والانانية والجهل على ما كانت عليه في الجاهلية .
العرب فشلوا في التطور والتقدم والاختراع والتصنيع ، في ايديهم الاموال والمقدرات الطبيعية والاقتصادية والمساحات الشاسعة ، لكن فشلوا ووقفوا على حافة الجوع والجهل والأمية .
فشلوا في المحافظة على الرسالة التي سلمها لهم الرسول الكريم ، فشلوا في قيادة الامة الاسلامية بسبب تناحرهم وحروبهم ، فالحرب بين قيس ويمن التي بدأت في العصر الجاهلي استمرت تلاحقهم مئات السنين ، الحرب والاقتتال بين آل البيت وخصومهم لم يبتعد عن محور الصراع على السلطة ، فلم يعودوا يستحقون هذه السلطة ، ففقدوها منذ العصر العباسي الاول .
وقد كان البويهيون والسلاجقة والايوبيون وحتى المماليك احق بها ، لقد دافع هؤلاء عن ديار المسلمين اكثر مما دافع عنه العرب ، وقدموا للحضارة العربية اكثر مما قدمه العرب ، فلولا الايوبيون بقيادة صلاح الدين الايوبي لبقيت ديار العروبة تحت سيطرة الاستعمار الاوروبي باسم المسيحية فترات زمنية طويلة ،اما المماليك فقد استطاعوا ابعاد العرب مئات السنين عن دورهم في ريادة الامة لانهم لا يستحقونها ، ولهم الفضل في حماية الديار الاسلامية من اكثر شعوب العالم وحشية وهم التتار الذين احاطوا بغداد بعد ان استسلم آخر خليفة عباسي من آل البيت لأنه كان غارقا في الترف والمجون، لولا هؤلاء المماليك المخلصين لسقطت دمشق والقاهرة والمدينة المنورة ومكة من بعدها .
اننا اليوم نعيش امام مشهد من مشاهد المماليك ، فالقادة والحكام العرب هم المماليك ، لكنهم مملوكون لواشنطن ولندن وباريس وتل ابيب ، عكس المماليك الذين تصدوا للخطر المغولي .
من حق كل فلسطيني ان يخجل بانتمائه العربي ، لأن هذا الانتماء اصبح عبئاً ثقيلاً يحد من حريته في النضال والكفاح ، من يدخل مدن الضفة الغربية لن يصدق بأن الفلسطينيون الذين يعيشون في مدنها واريافها كالفلسطينيون الصامدون في قطاع غزة ، ففي الوقت الذي تقوم فيه صواريخ طائرات ودبابات الاحتلال بعجن عظام الأب بنخاع الأم بلحم اطفالهم في غزة ، فان دور الملاهي والحانات والدكاكين والمنتزهات والمجمعات التجارية في رام الله ونابلس وجنين وغيرها تعج بآلاف المواطنين الذين يشترون يبيعون ويعيشون حياتهم العادية كأن غزة تقع في جزر هاوي .
لقد نجحت اسرائيل وسلطة محمود عباس ومرتزقة دايتون من تدجينهم داخل ما يسمى السلام الاقتصادي ودولة المؤسسات ، لقد صادروا ارادتهم وعقليتهم المتمردة الثائرة وحولوهم الى قوة استهلاكية بدون ذاكرة وطنية شعبية ، اصبحوا يقاومون الاحتلال فقط بسلاح الفيس بوك وطائرات الورق الملونة والشموع المضيئة ومقاليع العصر الحجري .
اذا استمر هذا الخنوع والترهل الفلسطيني المخجل سوف يطول عمر الاحتلال ، هذه حقيقة مؤكدة ، وستبقى مصادرة الاراضي وطرد الفلسطينيين من اراضيهم وستصل المستوطنات الى البيوت الفلسطينية – وقد وصلت – وستبقى السجون والزنازين مفتوحة لاستقبال العشرات يومياً دون أن يدافع عنهم أحد ، أو يعترض الرئيس أبو مازن أو الوزراء في الحكومة الفلسطينية ، كل شيء سيبقى يراوح نفسه الى يوم يبعثون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي