الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يمكن ان يعتذر من لايخطأ ابدا؟

خالد صبيح

2002 / 12 / 9
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

لو لم يبادر راس النظام العراقي الى اعلان( اعتذاره) الكاريكاتوري الى الشعب الكويتي لربما كان المحللون والمراقبون في حالة من التوقعات المختلفة وربما التخبط في تلمس الصورة الواقعية لوضع النظام في العراق. الا ان ( المبادرة) تلك منحت الجميع الدليل القطعي ، والذي صفى الرؤية وازال التشوش،على مدى ذعر وضعف وتخبط النظام الفاشي، الذي رغم ضعفه الظاهر لم يتخلى، ولو للحظة، عن غطرسته واوهامه الذاتية المميتة حول دوره ومكانته واثره في امكانيته لتغيير الموقف لصالحه  رغم مواصلته اللعبة السياسية، التي تتجاوز كثيرا حجمه،بالطريقة البدائية والمتخلفة التي تصبغ سلوكه وعقله.
لو لم يبادر راس النظام الى تلك الرسالة البائسة والركيكة( قد يكون هو كتبها شخصيا) لكان هناك من يظن ان لدى النظام بعض الاوراق وامكانات المناورة ماتزال خفية، لكنه بتلك الرسالة اوصل الجميع الى القناعة انه نظام يلفظ انفاسه الاخيرة ويتعثر مترنحا في حبال  لعبة السياسة الخطرة التي تطوقه من كل الجهات.
رغم ان الرسالة، كما افترض لها ،هي للاعتذار الا انها جاءت محملة بالتحريض والتهديد  وتضمنت توصيفا وتبريرا بائسا ومضحكا ومضجرا للوقائع والاحداث التي بسببها جاء
< الاعتذار> وبلعب ساذج ووقح في الكلمات حول احتلال دولة مستقلة وهزيمة عسكرية في حرب دمرت كل الوطن الى(دخول جيش العراق الى الكويت وخروجه منها) وتحول المعارضون للنظام الى متآمرين وعملاء، طبعا لغة النظام لاتستوعب مفرداة مثل معارضة لذا اطلقت عليهم عبارة فارغة ونمطية هي حملة الجنسية العراقية الذين( شرف المعاني لموجباتها برئ منهم) ولم ينسى ان يؤكد ان الجميع متآمر بما فيهم شعب ينتفض باكمله فتسمى انتفاضته، في لغة هذا الخطاب، بتعبير فج وبذئ( صفحة الغدر والخيانة).
مع الوهن والتردي في وضع النظام الذي يشي به الوضع المعنوي الهابط لرئيسه والذي عكسته تلك الرسالة بوضوح، الا ان النظام وحاكمه ابقيا - ربما بالسليقة- على لغة الغطرسة والتبجح والتعالي التي ميزت هذا النظام ولغة خطابه. وتكمن علة ذلك بصورة اساسية في طبيعة شخصية راس النظام الشاذة ونسخه الكاريكاتورية المزيفة من اعوانه وافراد سلطته  القابضين على ادوات الحكم في بغداد. فبسبب طبيعة تلك الشخصية التي طبعت نظام الحكم كله بسيماءها لم يكن ولن يكون هذا النظام  قادرا ولا مؤهلا لاي اداء سياسي مقبول ومتناسب مع متطلبات الواقع السياسي يخدم ولو من بعيد مصالح الشعب العراقي- لان مصالحه متناقضة لحد الاستعصاء مع مصالح الشعب- فالنظام وحاكمه مغلقون في دائرة معتمة من اوهام القوة والتماهي النفسي لحد لاشفاء فيه بين شخصياتهم والحكم والتسلط، ولذا لايعتقد ان حاكم بغداد يستوعب على مستوى تركيبته النفسية والاجتماعية اي مستوى من النظر لايؤلهه او يرهبه ناهيك عن ان يضعه موضع نقد او اعتراض.. فكيف يكون اعتذار من تكون شخصيته مشحونة حد التخمة باوهام العظمة واتساق الذات الموهومة مع التاريخ الموهوم بدوره . لايزال هذا الرجل يؤمن او يهلوس بانه قائد عظيم رغم كل الاداء السياسي  الخائب والردئ والانشاءات الفارغة التي يكررها في كل كلام او موقف يصدر عنه.انه باختصار شخص مريض ومهووس بالقوة والتسلط وضاعفت حالته تلك لحدود متضخمة جدا ممارسته الطويلة في السلطة وادمانه عليها وشغفه المخبول بها. فليس هناك فصل او فكاك بين الواقع وبين اوهامه الذاتية عن صورة هذا الواقع في مخيلته المريضة وليس هناك من شئ سوف يفرق بينه وبين الحكم والسلطة سوى القبر ، ان حصل عليه... وهو الحل الوحيد والاخير لحالته...
 كم عدد الملايين المتلهفة لهذا الحل ياترى ؟ 

السويد
2002 12 8








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مرشحون لخلافة نصرالله | الأخبار


.. -مقتل حسن نصر الله لن يوقف مشروع الحزب وسيستمرفي المواجهة -




.. الشارع الإيراني يعيش صدمة اغتيال حسن نصر الله


.. لبنان: مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلي




.. المنطقة لن تذهب إلى تصعيد شامل بعد مقتل حسن نصر الله