الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراع المجال الحيوي بين داعش والبيشمركة وقوات المالكي

مشتاق ابراهيم

2014 / 8 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


تتخذ بعض الدول وخاصة الاستعمارية وكذلك الدول ذات المساحة الصغيرة اجراءات تحد من امكانية مهاجمة الدول المعادية لها , ومن بين تلك الاجراءات ,اقامة مجال حيوي يحيط بالدولة او الإقليم , ونقصد بالمجال الحيوي : مناطق تسيطر عليها الدولة خارج حدودها فاذا تعرضت الدولة لهجوم خارجي فإن المعارك ستكون على اراضي تلك المناطق ولا تتأثر مناطق الدولة الحقيقية لأي خطر , وحتى لو خسرت الدولة المعركة فأنها ستخسر مناطق غير تابعة لها اصلا .
الاكراد ومنذ سقوط بغداد على يد القوات الامريكية سيطروا على مناطق من ديالى وكركوك وصلاح الدين والموصل واعتبروها مجالا حيويا لهم , وتم اطلاق مصطلح " المناطق المتنازع عليها " . وعجزت حكومة بغداد الضعيفة في استرجاع تلك المناطق رغم اهميتها الجيوبولتيكية , بل ودائما ما كان الكرد يستخدمون تلك المناطق كورقة ضغط في كل مفاوضات لتشكيل الحكومة العراقية.
الاكراد يؤمنون بنظرية هتلر للمجال الحيوي والتي تقول ان حدود الالمان حيثما وجد الالمان , والاكراد يقولون ان حدود كردستان حيثما وجد الاكراد. ووصلت بهم الحال ان يطالبوا بالجانب الايسر من مدينة الموصل لمجرد وجود بضعة الاف من الاكراد فيه .
بعد دخول داعش الى مدينة الموصل في 10 / 6 /2014 وبسط سيطرتهم بشكل كامل تغير الحال تماما , فعلى الرغم من ان داعش كانت تتجنب فتح جبهة ثانية لهم والدخول في صراع عسكري مع الاكراد الا انها وجدت نفسها مضطرة لذلك بعد زيارة السيد مسعود بارزاني لكركوك والاعلان عن ان المادة 140 قد تم انجازها وان المناطق المتنازع عليها اصبحت ضمن اقليم كردستان رسميا وبدأ بتصدير النفط من تلك المناطق , وبعد ان قطع الاقليم التيار الكهربائي عن الموصل من ناحية تازة وسد الموصل وبعد ان ساهم اقليم كردستان بتشكيل صحوات لمقاتلة داعش , كل تلك الاسباب دفعت داعش للقتال وطرد قوات البيشمركة وقد تحقق لها ما ارادت , فالمجال الحيوي لاقليم كردستان اصبح بيد داعش . وتبين وبشكل واضح ان القوات الكردية تعاني من المشاكل نفسها التي يعاني منها الجيش العراقي وأن قدرة القوات الكردية ضعيف جدا رغم المليارات التي صرفت عليهم ورغم الهالة الاعلامية التي روجت لهم .
اما في بغداد فان مجالها الحيوي والمتمثل بمناطق حزام بغداد , تشهد توترات واشتباكات مستمرة وحروب كر وفر بين الجيش العراقي وقوات داعش , ولكن المالكي وبفضل المستشارين الامريكيين نجح لحد ما وقف زحف داعش باتجاه بغداد وذلك من خلال الهجمات المستمرة على تكريت وديالى والرمادي , ونجح كذلك بالمحافظة على مدينة سامراء التي اصبحت قاعدة تنطلق منها هجمات الجيش العراقي ضد داعش .
اما المجال الحيوي لداعش والمتمثل بمناطق جرف الصخر واليوسفية واللطيفية فلا زال محافظا عليه رغم محاولات قوات الجيش العراقي السيطرة على تلك المناطق .
بمقارنة بسيطة بين القوات الثلاث ونقصد هنا الجيش العراقي والبشمركة وداعش نجد ان الخاسر الاكبر لمجاله الحيوي هم الاكراد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اين حرس الاقليم
ابراهيم ( 2014 / 8 / 4 - 21:59 )
استهزأ البيشمركة بالجيش العراقي عندما تخاذل بعض قادته الخونة او اتفقوا مسبقا على اصدار اوامر الانسحاب للجنود وترك الاسلحة والمعدات وهربوا عند دخول داعش الى الموصل وحتى قبل ان يروا قوات داعش .
وكانت الدعايات الاعلامية تضخم من قوة البيشمركة انهم قوة ضخمة مسلحة ومدربة جيدا وذات معنويات عالية جدا ومستعدون للقتال دفاعا عن كردستان حتى الموت .
و نرى قوات البيشمركة في اول صدام مع داعش في منطقة سنجار وزمار تنسحب مسرعة الى الخلف تاركة اهالي المنطقة من الايزيديين فريسة ورهينة بايدي عصابات داعش المجرمة مشتتة في جبل سنجار، وقتلت ما قتلت واخذت النساء والعوائل رهائن الى مطار تلعفر سبايا تعرضهن للبيع .
مسؤولوا البشمركة يقولون للاعلام انهم متهيئون لقتال داعش واسترداد زمار وسنجار وهم بانتظار اوامر مسعود البرزاني . ولحد الان لم تصدر الاوامر ، فمتى ستحررون سنجار وزمار والموصل هل بالرصاص ام بالتصريحات الرنانة ؟
اين قوات البشمركة من ذلك الاعلام الذي جعل منها الجيش الذي لا يقهر ؟
حرس الاقليم لايتحرك لحراسة شعب الاقليم ولا يساند جيش الوطن في محنته ، ويطالبون برواتب من بغداد وهم لا يقاتلون الغزاة ؟؟؟ !!!

اخر الافلام

.. الناخبون في تشاد يدلون بأصواتهم لاختيار رئيس للبلاد


.. مقتل 4 جنود إسرائيليين بقصف لحماس والجيش الإسرائيلي يبدأ قصف




.. الانتخابات الأوروبية: أكثر من نصف الفرنسيين غير مهتمين بها!!


.. تمهيدا لاجتياحها،الجيش الإسرائيلي يقصف رفح.. تفاصيل -عملية ا




.. تهديد الحوثي يطول «المتوسط».. خبراء يشرحون آلية التنفيذ والت