الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


درس شنكال ( سنجار )

محمد صادق

2014 / 8 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


مأساة شنكال مُنعَطَف تأريخي في جُغرافية الكُرد ويَجب عدم السماح لهذه المأساة أن تَمّر مرور الكِرام , علينا الكرد أن نستَفاد من هذه الغَفوة , وأن نبدأ تأريخاً جديدا للكٌردايتي , وأن نعتبر هذا التأريخ حداً فاصلاً بين مآسينا الماضية التي دوماً هي نتيجة تَفرقِتِنا وَخِلافاتِنا التي لا مَعنى لها أبداً , فَمأساة سنجار أثبتَ للكُرد مَن هو مَعَنا وَمَن يَحفر البئر بالأبرة لنا لكي يَردُمنا في هذا البئر , وَتَبَينَّ لككرد إنَّ الكُرد هم فقط وَقَفوا مع الكُرد , وإنَّ جيراننا وأقربائنا وأصدقائنا هم الذين لازال يُعَشعِشُ الغَدرُ وَضرب الخَنجر القاتلُ الدامي في ظهورنا , ولذلك تَرانا نحنُ الكُرد دوماً ظُهورنا داميه وَبطوننا سالمَه لكنها تبقى تأكلُ المال الحَرام وَتَتَداوى بالأدوية الفاسِدَةِ للجيران , نحنُ الكُرد علينا أن نَستَخلِص دروساً كثيرة منها , لكن سيبقى درس مُهم جدا لنا إننا يجب أن نتأكد إنَّ الذين يَقتلون وَيُؤَنفِلون الكُرد هم ليسوا يابانيون وليسوا إستراليون وليسوا أفريقيون وَليسوا أوربيون وَليسوا أمريكيون وَلَيسوا يهود وَلَيسوا المَسيحيون وَليسوا البوذيون وَليسوا الكُفار والمِلحدون , لإنني لم أسمَع في التأريخ إنَّ أحَدَهُم قَد غزا وأنفلَ الكُرد , بل وعلينا أن نكون شُجعاناً وَنَصرخ بآعالي صوتنا إنَّ الذين ذَبَحوا وَقَتَلوا وأنفلوا الكُرد هم الدول الإسلاميه العَربيه والفارسية والتُركيه , إذا نحنُ الكُرد لَم نَصحى من غَفوتنا وَمن سَكرتنا الآن سوف نبقى نَتَلَقى الخناجِر على ظهورنا ولن نرى أعداءَنا أمامَنا ابداً لأنَّ فكر الجيران المَسموم قَد أعمى بصيرة الكُرد وَجَعَلَهُ يَرى العَدّو صَديقاً والصَديقَ عَدواً , بالنسبة لي لا أرى داعِش عدواً , لأنَّهُ عَدو شَريف وَيُعلن صَراحَةً إنَّه سَيُنَّفذ كل مايُؤمن به وفي الحقيقة أنا أرفَعُ قُبَّعتي إحتراما للدواعِش لإنَّهُم الوحيدون في الدُنيا يُعلِنونَ إنَّهُم يُطَبِّقونَ مايُؤمنونَ به , وَيُعلنونَ علانيةً مَن هُم أعدائِهِم , لكننا نحنُ الكُرد ولإنسانيتنا المُفرطه صَدَّقنا لسانَ الأفاعي العَمياء , الأمّه الكُردية تَعيشُ في أرضِها بينها دَواعِشَ نائمَه بينها , نحنُ واثقون إننا سَنقضي على دواعش الخارج لكن يبقى السؤال والألَم والجُرح والتَهديد من دواعِشِ الداخل , فكلٌ منا يَحمل طفلاً داعشياً داخِل نَفسه , ماساةُ شنكال فَرَضَت علينا أن نَقتل ذلك الطفل الإرهابي المُعَشعِش داخل أنفُسِنا وإلّا سوفَ نَبقى صيداً سَهلاً للإنفالات والذَبح والهِروب من مُدننا وَرانا بِفَتوى من داخلِنا , أيها الكُرد إقتلوا الإرهابيين داخل نفوسكم حتى لا تَهربوا بعد الأن ولا تَسمَعوا لفتواهِم , فهؤلاء الأطفال سَيَكبروا داخلنا وَمُهَمِّتَهُم الوحيدة هو القضاءُ على كل حُلُمٍ كُرديٍ في دول داعِش التي حولَ كردستان , عبرَ أكثر من الف سنه نرى دوماً إنَّه كلما إقتَرَبَ الكُردُ من أهدافهِم بالحرية والإستقلال والكَرامَه تَزدادُ طَردياً أفكار الدواعِش داخلنا وَحولَنا , أنا أتَعَجَّب جداً عندما كانَ الكُرد تحت سلطَة الدكتاتورية يَكون التَدَّينُ حقيقاً وإتصالاً حقيقياً وخاصاَ بين الله والمؤمنين , وَعِندَما يَحصَل الكُرد على فسحَة أمل للحرية يَتَحَول المؤمنونَ الى وكلاء الله في الأرضِ وَيرتَكبونَ أكبر الفَضائع ! مع الأسف نحنُ الكُرد كلما بَدأنا التَعّرف على ارضنا وبدأنا نَعشِقها , يأتي الينا مَن هو بيننا وَيقول لنا إنّ سنتمتراً من السماء تُساوي عشرات من دولتك وَحُلمك , إنَّهُم مُكلفونَ بقتلِ أحلامنا , كلما نتَعَلَّق بارضنا وبكُردستاننا نرى إنَّ الفَضاء يصبَحُ هَدَفَنا الغالي , نحنُ الكُرد سوفَ لن نَحصل على دولتنا الكردية على أرضنا مادامَ عيوننا تشتاقُ لخيامهِم وأحلامِهِم في السماء , الخُلاصة أيها الكُرد , علينا أن نَعترف إنّ غفوة شنكال ( سنجار ) عَرَت إختلافاتنا نحنُ الكُرد , علينا أن نَجتمع وأن نَتَوَحَد وان نَعتبر أنَّ كل قطرة دم كرديه هي ختمُ جوازٍ الى جَهَنَّم التي يَعُدُّها لنا الجيران الكِرام !

محمد صادق
4-8-2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكافآت خيالية للمنتخب العراقي بعد التأهل للأولمبياد... | هاش


.. تحدي القوة والتحمل: مصعب الكيومي Vs. عيسى المعلمي - نقطة الن




.. ألعاب باريس 2024: وصول الشعلة الأولمبية إلى ميناء مرسيليا قا


.. تحقيق استقصائي من موريتانيا يكشف كيف يتم حرمان أطفال نساء ضح




.. كيف يشق رواد الأعمال طريقهم نحو النجاح؟ #بزنس_مع_لبنى