الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في منزل الدكتور عبد الستار قاسم

عطا مناع

2014 / 8 / 5
حقوق الانسان


بقلم – عطا مناع
تشرفت قبل ستة أعوام بزيارة منزل الدكتور عبد الستار قاسم في نابلس، كانت المرة الأولى التي التقي هذا الإنسان، كانت الزياره بهدف إنتاج تقارير إخباريه تتعلق بحقوق الإنسان الفلسطيني في أراضي السلطه، وكان من ضمن الشخصيات التي التقيتها آنذاك المناضل بسام الشكعه والعديد من الفعاليات في شمال الضفة المحتله.
بعد يوم طويل توجهنا لمنزل الدكتور قاسم، ويسكن الدكتور قاسم في منطقه مرتفعه يستمتع الناظر وهو يتطلع لنابلس وجبالها، ومما يزيد من جمالية المشهد أن منزل الدكتور قاسم منفرد على تلك التله حيث تغيب جمالية الصوره كلما اقترب الزائر خطوه للمنزل.
كان الصيف قد جاء، ويحتاج الزائر لنسمة هواء نقيه بعيداً عن الضجيج، غير أن المشهد يزاد قساوة عند الاقتراب من المنزل، أسلاك شائكه ، جهاز إنذار، كاميرات مراقبه، مشهد يدفعك للاعتقاد انك في زيارة سجن لدرجة انك تشعر ببعض الضيق وأنت تتمعن الصوره التي ترسل لك إشارات قاتمه تتحول لصخره تربض على صدرك.
استقبلنا الدكتور قاسم الذي عرفته عبر الهاتف بترحاب ملحوظ، لدرجة أنني اعتقدت أن زوار هذا الرجل قله قليله، فمن يريد هذا الصداع وخاصة أن سكان البيت من المغضوب عليهم، ويعيشون الملاحقه والاعتقال والتهديد المستمر حيناً من أجهزة السلطه وأحيانا من مجهولين كما ترغب وسائل الإعلام والجهات الرسميه تسميتهم.
كان اللقاء مع الدكتور قاسم مفعم ومثير، تحدثنا عن الانقسام والسلطه وحماس والانقسام والوحدة الوطنيه، تحدثنا عن حقوق الإنسان والملاحقات التي يتعرض لها الدكتور قاسم، وجدت نفسي أمام رجل صلب مؤمن بما يقول ولا يردعه رادع في قول كلمة الحق في مرحله تفتقر لأمثاله، وتحدثنا عن الاعتداءات والملاحقات التي يتعرض لها الرجل لدرجه أنهم تعاملوا معه" كحرامي دجاج" كما قال لي مبتسماً ومفنداً الادعاءات التي تتستر خلفها الجهات الرسميه.
كان هذا اللقاء قبل ستة سنوات، وتلقائياً افترض أن شعبنا تقدم للأمام خطوه، وان حرية الرأي والتعبير مكفوله، أليس هذا ما يدعيه رأس الهرم الفلسطيني وعبر كافة الخطابات الموجهه للشعب الفلسطيني؟؟؟، غير أن الواقع مع الدكتور قاسم مختلف حيث المزيد من الاعتداءات، ففي الأسبوع الأخير تعرض للاعتداء من قبل مجهولين بعد الانتهاء من مقابله حول العدوان على غزه واليوم يطلق مجهولون الرصاص باتجاهه قبل توجهه لعمله في جامعة النجاح والفاعل أيضا مجهول.
قوبلت الاعتداءات على الدكتور قاسم بالاستنكار، وقد شكل محافظ نابلس اللواء أكرم الرجوب لجنه تحقيق في ظروف الاعتداء ولا اعتقد أن تلك اللجنه ستصل لنتائج لان حالها كمن يتبع اثر الذئب، وخوفي أن تتصاعد وتيرة الاعتداء على أستاذ العلوم السياسيه في جامعة النجاح وكل من يحاول رفع الصوت في وجه المرحله مع الافتراض أن العدوان الصهيوني على قطاع غزه قد يؤسس لمرحله جديده تميل لصالح الشعب الفلسطيني وثقافة المقاومه.
تحدثت هذا الصباح مع الدكتور عبد الستار لأطمئن عليه ولسان حالي الاطمئنان على أحوال البلد التي نكذب على أنفسنا بالادعاء أن البلد بخير، جاءتني كلمات مقتضبه تؤكد ما تتداوله وسائل الإعلام التي تناولت الخبر كما هو، أحسست وبعد أن قدم شعبنا الفلسطيني أكثر من عشرة الآلاف شهيد وجريح خلال العدوان الصهيوني على القطاع أن البلد ليست بخير، وأدركت أن ثقافة المقاومة التي تم السطو عليها خلال عقدين من عمر أوسلو لا زالت ملاحقه والجاني مجهول الهويه كما نحاول أن نقنع أنفسنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جبال من القمامة بالقرب من خيام النازحين جنوب غزة


.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان ضد الحرب الإسرائيلية على ق




.. كيف يمكن وصف الوضع الإنساني في غزة؟


.. الصحة العالمية: المجاعة تطارد الملايين في السودان وسط قتال ع




.. الموظفون الحكوميون يتظاهرون في بيرو ضد رئيس البلاد