الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألفيدرالية و ألكونفدراليّة ------ قراءة جدليّة مقارنة

عبد الجبار نوري
كاتب

2014 / 8 / 5
مواضيع وابحاث سياسية



توطئة لابدّ منها/ فرضتْ ألأحداث ألمأساويّة ألأخيرة بأحتلال قسم من أرض ألعراق ، وألتجاوز على سيادتهِ وألمساس لهيبتهِ ، وذلك بفتح أبواب جهنم ألسبعة عليهِ ، وأستباحتهِ نازياً ومغولياً وتترياً من قبل فئةٍ ضالّة متشددة مستنسخةً ديناً أسلامياً جديدا تدعى "داعش" وألمتحالفين معها من بقايا ألبعث ، وأعوانهم من ألقوى ألعربية ألحاقدة على التغيرات ألسياسية اللبرالية في العراق الجريح من سعوديين وقطريين وذراعهما لأجرامي ألعسكري داعش وبتوجيه المرشد ألأعلى ألمتمثّلْ بألمخابرات المركزية ألأمريكية وربيبتها ألمنظمات الصهيونية ألأسرائيلية ، وبعض دول ألغرب ألباحث عن مكامن ألنفط والثروة .
وأستوحى ألعراق من ألدستور ألعراقي لسنة 2005 تجربة " ألفدرالية"وطبقت على ألأرض فعلاً بين ألأقليم وألحكومة ألمركزية ، وأليوم يروج بعض ألمحللين وألأعلاميين لتطبيق " ألكونفدرالية" على ألأقليم وذلك لظهور ألأختلافات ألعميقة بينهما بسبب نظام ألفدرالية .
وألفدرالية : شكل من أشكال ألحكم تكون ألسلطات فيهِ مقسّمة " دستورياً" بين حكومةٍ مركزيةٍ ووحدات حكومية أصغر (ألأقليم أو ألولايات) وتتقاسمان ألسيادة في ألدولة ، أما ما يخص ألأقاليم وألولايات فهي تعتبر وحدات دستورية لكلٍ منهما نظامها ألأساسي ألذي يحدد سلطاتها ألتشريعية وألتنفيذية وألقضائية ، ويكون وضع ألحكم ألذاتي للأقليم أو ألولايات منصوصاً عليهِ في دستور ألدولة ، بحيث لايمكن تغيره بقرار أحادي من ألحكومة ألمركزية ، ألحكم ألفدرالي واسع ألأنتشار : مثل ألولايات ألمتحدة ألأمريكية ، ودولة ألأمارات ألعربية ألمتحدة ، أما ألأتحاد ألأكونفدرالي : هو تجمع مجموعة من ألدول ألمستقلة ألتي تفوّضْ بموجب أتفاق مسبق بعض ألصلاحيات لهيئة أو هيئات مشتركة لتنسيق سياستها وذلك دون أنْ يشكل هذا ألتجمع دولة أو كياناً ، وإلا أصبح شكلاً آخر يسمى بالفدرالية ، وألكونفدرالية تحترم مبدأ ألسيادة ألدولية لآعضائها .
ألفرق/ 1- هما نظامان أتحاديان تتخذ ألقرارات "بألأكثرية" في ألفدرالية "وبألأجماع" في ألكونفدرالية.2- لكل عضومن أعضاء ألأتحاد ألكونفدرالي ممارسة ألسياسة ألخارجية وألتمثيل ألدوبلوماسي ألفعلي ، أما في ألدولة ألفدرالية تكون جميع ألسياسات ألخارجية بيد ألسلطة ألمركزية . 3- في ألكونفدرالية لها ألحق أعلان ألحرب ، أما في ألفيدرالية تكون من صلاحيات ألحكومة ألمركزية . 4- تشرف هيئات على ألدولة ألكونفدرالية ، أما في ألفيدرالية تشرفْ ألحكومة ألمركزية . 5- يحق لكل دولة عضو في الأتحاد ألكونفدرالي ألأنسحاب متى شاء ، أما في ألفدرالية فليس لها ألحق لأنها جزء لا يتجزأ من ألدولة ( وهذه ألفقرة مهمة جداً عندما يرتكب رئيس ألأقليم نقطة نظام وخرق ألدستور عندما يصرح بالأنفصال ) . 6- تعدد ألرؤساء في ألكونفدرالية أما في ألفيدرالية فلها رئيس واحد ( ألموسوعة ألحرة) .
ألعرض/ وطبقنا ألفيدرالية بعد 2003 ،بين أقليم شمال ألعراق وبغداد ألمركز فكانت ألنتيجة فشلاً حين طفحتْ على ألسطح كماً كبيراً من ألأستعصاءات ألقابلة للجدل حسب مرجعية دستورٍ حمالة أوجه في ألتفسير ألكيفي ، وأقول من ألسابق لأوانه ترويض ألعراق على هذا ألمفهوم ألديمقراطي ألأندماجي وذلك : لأنّ ألعراق حديث على ألديمقراطبة وأرتدى ثوبها بمقاساتٍ مشوّهةٍ ، صحيح أنّها نجحت بأمتياز في دول ألغرب --- نعم لأنّها قطعتْ زمناً طويلاً في أستيعابهِ ، لذا أنّ ألعراق يحتاج ألي تأهيل وتدريب على مفهوم ألديمقراطية وقد تطول ألسنوات ، ولا ننسى أنّ ألشعب ألعراقي قد رزح في دياجير ألظلمة وألعبودة وتبعيتها ألى ألدولة ألعثمانية لأكثر من 400 سنة ، وأربعين سنة من ألدكتاتورية ألبعثية وكم ألأفواه ومقابر جماعية وحروبٍ عبثيّةٍ أحرقتْ ألأخضر وأليابس ، وبعصا ساحرٍ أمريكي ، أنتقل ألعراق بعد 2003 ألى عالم ألأضواء وألديمقراطية وبهرجة ألوان ألحريات ألجديدة ألتي سقط في أمتحانها ألشب ألعرافي لعدم تمكنهِ من أحترام حدودها ألمقدسة ، فأصبح لايميّزْ بين ألصح وألخطأ بسبب صدمة ألأنفتاح ألمفاجئة حين تبدو لهُ ألظواهر ألسياسية وألأجتماعية بضبابية ، وأختلطتْ ألأوراق عليه لأحتوائها على ألصح وألخطأ ، ثُمّ أنّ ألديمقراطية في ألعراق بنيتْ على ألمحاصصة ألأثنية وألطائفية ، وقد يرد عليّ ألبعض- وأكنُ لهمْ ألأحترام ألشديد- بأنّ ألفيدرالية طبقتْ في ألأمارات ألعربية بنجاح ، ألجواب : أنّ ألغاية من ألفدرالية ألجمع لا ألتفريق وألتشظي، ألأمارات أكثر ألف جزيرة بين كبيرة وصغيرة فجُمِعَتْ بسبعة جزر فيدرالية ، أما ألعراق –يا ساده ويا كرام – إنّهُ موّحد أصلا حتى بشهادة ألعدو ألدولة ألعثماني ومعاهدة سايكس-بيكو 1916 ، ومعاهدة سيفر 1920 وهم يشيرون بوثائقهم ألى أسم ألعراق ، فلماذا نشظي وطننا ونباعد بين أجزائهْ ألموحدة ، وبها نصنع بأيدينا "ألأخوة ألأعداء" ونستسلم ألى دعوة أمريكا ألسيئة ألصيت منذ 2006 ألى تقسيمهِ بألفيدرالية ألى ثلاثة كانتونات ، أقاليم، وأوكلتْ بهذهِ ألمهمة ألتخريبية ألى عراب ألتقسيم مستشارها (بايدن) وبمباركةِ بعض قادة ألعراق ألمشبوهين أصلاً بعدم ولائهم للعراق .
وأليوم أقرأ هنا وهناك فرية جديد لحل ألمشاكل بين ألأقليم وألمركز بتجربة نظام " ألكونفدرالية"- وكأنّ ألعراق حقل تجارب- على ألأقليم ، وبأعتقادي أنّها خطة أمريكية جديده عاجلة لمعالجة ألخطأ بألخطأ لأن هذا ألنظام فاشل ولم يدوم في كل معظم ألدول ألتي أندمجتْ بألكونفدرالية كألولايات ألمتحدة ألأمريكية وأنتهى ألأتحاد عام 1787 ، وفي سويسرا 1815 وأنتهى 1866 ، وألأتحاد ألسوفيتي 1917 وأنتهى 1990 ، صربيه والجبل ألأسود 1982 وأنتهى 2006 ، وأتحاد ألدول ألعربية مصروسوريا وأليمن 1952 وأنتهى 1961 ، وألأتحاد ألهاشمي بين ألعراق وألأردن في شباط 1958 وأنتهى في تموز 1958 ( ألموسوعة ألحرة) ، ومن عيوبها أنّ كيان ألدولة في ألكونفدرالية هشاً وضعيفة ألمقاومة أمام ألأزمات ، فأذن لا فدرالية ولا كونفدرالية --- وفي هذا ألمجال أعرض مقتطع من مقال للأستاذ ألكاتب وألأعلامي سالم مشكور في 2-8- 2014{ فما هو موجود ألآن في ألعراق يتعدى حدود ألفيدرالية وألكونفدرالية بكثير ، فهو شكل جديد يجمع للأقليم مزايا ألأستقلال وألفدرالية في آنْ ، فدرالية تتضمن لحصة من ميزانية ألبلاد ، وأمتيازات لم تتوقف عند حدود ألمكاسب ألدستورية ألتي تعطي أمتيازات للأقليم وأرجحية لقوانينهِ على قوانين ألمركز وتدعيم ذلك بمواد تجعل عملية تعديل ألدستور شبه مستحيل ، وهذهِ ألحقوق وألمكتسبات لم يقابلها حد ألآن أداء ألكثير من ألمسؤوليات وألواجبات ألتي يرتبها ألنظام ألفدرالي على ألأقليم حيال ألسلطات ألفدرالية بل أنما حدث هو *أستقلال* في كل شيء تقريباً وعدم ألألتزام بألصلاحيات ألفيدرالية مثل أستخراج ألنفط وتصديرهِ ، وألهيمنة على ألحدود ، ورفض تواجد ألجيش ألأتحادي فيها وألهيمنة على ألنقاط ألحدودية وألأستحواذ على عائداتها ألجمركية ، وفتح ألفيزا للأجانب من سلطات ألأقليم خلافاً للضوابط ألأتحادية ، وأمتلاك سلاح ثقيل لقوات ألبيشمركة ، ووقف لعمل مؤسسات دستورية أتحادية في ألأقليم مثل ديوان ألرقابة ألمالية ، وهيئة ألنزاهة ، وهيئة ألأعلام وألأتصالات ---- وغيرها مما يطول حصرهُ من صلاحيات ألسلطة ألأتحادية ألتي ترفضها سلطات ألأقليم } أنتهى --- أي فدرالية هذهِ ؟ حتى نضع مكانها ألكونفدرالية ألتي واحدةٍ منها تنسف ألعملية ألسياسية برمتها .
أذن ما ألعمل ؟؟؟
**لابد من تشخيص ألأزمة في ألعراق ومعرفة أسبابها وتداعياتها ، وتغيّر ألسياسات ألسابقة ، وأحلال ألتغيرات ألمجتمعية ألحداثوية ومواكبة ألطفرات ألتمدنية ألتي تحدث في ألعالم ألمتحضر ، ولا ضير من أستنساخ بعض ألتجارب ألثورية ألتقدمية ألناجعة في مجال حلحلة ألأشكالات ألمجتمعية وألسياسية وألأقتصادية ، وألمشاركة ألجدية في ألمناسبات ألدينية وألوطنية لكل ألطوائف بفخر وأعتزاز وتقيمها وألتعامل معها بكل شفافية وعقلانية وعدالة تشمل جميع مكونات الشعب .
**تكون ألهوية ألوطنية وألولاء للعراق فقط لها ألأولوية في كل شيء ، ونشر ثقافة ألمواطنة ونبذ ألتمييز بين ألمواطنين بجميع ِ أشكالهِ ألدينية وألطائفية وألقومية وألمناطقية ، ونحن أليوم دولة محتلة يجب علينا جميعاً نسيان ألخلافات ونضع عرقنا في حدقات عيوننا ، ونقاتل عدونا ألمحتل ---- ولننظر ألى فرنسا في ألحرب ألعالمية ألثاتية 1940 عندما أحتلتها ألنازية كيف توحدت جميع ألأحزاب ألفرنسية تحت راية ألقائد " ديغول" ألذي قاد حركة ألمقاومة من ألخارج .
**تغيير بعض فقرات ألدستور ألعراقي 2005 لأنهُ مُلّغَمْ ومثيرة للجدل وحمالة أوجه .
**أقرار بعض ألقوانين ألمهمة ألتي لها علأقة بمصير ألشعب ومستقبلهِ وألذي أهملهُ ألبرلمان ألسابق مثل : أقرارقانون ألموازنة لسنة 2014 – ألذي كان ضحية مماحكات بعض ألنواب – وقانون ألنفط وألغاز ،وقانون مجلس ألخدمة .
**ألأهتمام ألجاد بألقوات ألمسلحة وألجهد ألأمني وتسليحه من مناشيء مختلفة ، أضافة بألأهتمام بألجهد ألأستخبارى أضافة ألى تأهيل ألجيش عقائدياً ومهنياً وحرفياً ، ورفع معنوياتهِ بألتشجيع وألتأييد وألفخر لما يقوم بهِ اليوم من محاربة ألعدو ألدخيل من وراء ألحدود.
** ومطلبنا ألملح هو تشكيل ألحكومة بأسرع وقتٍ ممكن ، حكومة علمانية ديمقراطية لبرالية ، مع فصل الدين عن ألسياسة ، بقاء ألسياسة للسياسيين ويبقي ألدين لأصلاح ألنفوس وتهذيب ألطباع .
عبد الجبار نوري/ السويد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عماد الدين أديب يكشف حقيقة علاقة حسن نصر الله بالمرشد الإيرا


.. قراءة عسكرية.. كيف استطاعت المسيرة العراقية اختراق الدفاعات




.. دمار كبير ببلدة حارة الفاكهاني بالبقاع شرقي لبنان بعد الغارا


.. تشييع عدد من شهداء المجزرة الإسرائيلية في طولكرم بالضفة الغر




.. بشأن إيران والرد الإسرائيلي.. الرئيس الأميركي يقدم أول إحاطة