الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السوق المستمر لتجارة القتل !!!

خالد غميرو

2014 / 8 / 6
الارهاب, الحرب والسلام


كل ردود الفعل و المواقف التي تلت الصواريخ التي أسقطتها إسرائيل على غزة و ما تبقى من فلسطين، و كذلك الصواريخ التي أطلقتها حركة حماس على تل أبيب( على حسب ما سمعنا في الإعلام)، هي في الحقيقة مواقف تبين شيئا واحد، وهي مدى قدرة المجتمعات على تبرير القتل والدمار و الحرب التي توجهها إلى نفسها و إلى كوكب الأرض، فالبنسبة للكثيرين وخاصة السياسيون والمثقفون، الحرب و القتل مبررين طالما يخدمان أفكارهم و طموحهم في السلطة، وأكيد السياسي لا يقول أبدا أنه يطمح إلى السلطة، بل هو يقاوم من أجل الحرية و الديمقراطية..إلخ، والناس سيؤيدون ذلك، و من المؤكد أيضا أن من يناضل من أجل الديمقراطية والتحررو الدين، سيشتري السلاح الذي يخوض به حربه من نفس المكان الذي يشتريه منه عدوه، لأن صناعة الأسلحة هي أكثر صناعة محتكرة في العالم اليوم، وهذا هو أصل القضية بالنسبة للنظام الإقتصادي العالمي، فالحرب ستكون هنا تجارة مربحة تدر الملايير من الدولارات على أصحاب الصناعة، طالما هناك سوق مستمرة، والسوق المستمرة للأسلحة هي الحرب، والأسلحة تصلح لشيء واحد هو قتل البشر وتدمير الأرض...
في فترة ما سمي بالحرب الباردة بين الإتحاد السوفياتي و الولايات المتحدة الأمريكية، كان الهم الأكبر لكلا الدولتين، هو صناعة أكبر قدر من الأسلحة المتطورة، للحفاظ على مصالحهم و مستعمراتهم، وحل أزماتهم، ولقد جروا معهم العالم بأكمله إلى هذه الحرب، لكن وراء هذه السياسة كانت تختفي شركات تصنيع الأسلحة و أصحابها، التي هي من لها المصلحة الأولى والأخيرة للتستمر الحروب أطول مدة ممكنة، وبعد إنهيار الإتحاد السوفياتي، كان على هذه الشركات أن تبحث عن أسواق جديدة، أو إن صح التعبير تخلق مبررات أسواق جديدة لتجارتها، فتوجهت بالدرجة الأولى إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، فهما الأماكن التي فيها من الصراعات و التخلف و القبلية و الطائفية والعرقية، حيث تسهل خلق أسواق متعددة لبيع الأسلحة، و الذي يقوم بتذكية هذه الصراعات هو الإعلام و السياسيون بالدرجة الأولى، المملوكين بطرق مباشرة أو غير مباشرة من فبل الشركات، مهما سموا أنفسهم، سواء أوأحزاب ديمقراطية أو طالبان أو القاعدة أو داعش أو الحركة الصهيونية، المهم هو أن تستمر الحرب و يستمر بيع الأسلحة...
إن الإبرياء الذي يموتون الآن، سواء في غزة أو في إسرائيل، وفي إقريقيا و أمريكا، يموتون ليس دفاعا عن الوطن أو القضية أو الدين..إلخ، بل يموتون لأن صناعة الأسلحة مستمرة، وهذه البضاعة تحتاج لمن يستهلكها، يموتون لأن لا أحد يسأل لما تصنع الأسلحة ومن يصنعها، ولأن النظام الإقتصادي و الإجتماعي الرأسمالي مستمر، و يعتمد على الحرب بشكل كبير لحل أزماته، وهذه الحرب يبررها البشر بالأفكار و الديانات و الإيديولوجيات والقوميات و الوطن..إلخ، وأكبر مثال على ذلك، أن أغلب من خرجوا ليتضامنوا مع غزة عبر العالم وخاصة في الدول العربية، يرفضون قتل البشر الأبرياء في غزة، لكنهم يستطيعون إجاد مبررات كثيرة لقتل البشر الأبرياء، طالما ينتمون إلى إسرائيل أو إل أي مكان أخر، وستقرأ ذلك في الكثير من المقالات والتصريحات و الردود، و الصحف و المواقع الإلكترونية...
في الأخير، أهم شيء يمكن أن تقوم به الشعوب لتتوقف الحرب بجميع أشكالها، هو أن تحتج وتطالب بوقف تصنيع الأسلحة، وتتوقف عن تأييد تبرير الحرب، مهما كانت أسبابها و دواعيها، إن أرادوا أن يعيشوا بسلام و يحافضوا على هذا الكوكب، وهذا الأمر لا يمكن أن يكون له ثأتير إلا إن قام به جميع البشر والشعوب عبر العالم..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أنس الشايب يكشف عن أفضل صانع محتوى في الوطن العربي.. وهدية ب


.. أساتذة ينتظرون اعتقالهم.. الشرطة الأميركية تقتحم جامعة كاليف




.. سقوط 28 قتيلاً في قطاع غزة خلال 24 ساعة | #رادار


.. -لن أغير سياستي-.. بايدن يعلق على احتجاجات طلاب الجامعات | #




.. هل يمكن إبرام اتفاق أمني سعودي أميركي بعيدا عن مسار التطبيع