الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
غياب شرس
حسام سلمان بركي
2014 / 8 / 6الادب والفن
غياب شرس
في الأرجاء
صوت يمتحن صبر الصمت
ويقتفي أثر النار في رؤى الفراشات
مروا من هنا حاملين وهم كتب صفراء
مروا من هنا مختلفين ملتصقين
ومكبلين بالتاريخ الناضح من عتبة الوقت
في الأرجاء
سرب حمام يتحاشى الغياب
ويتمم شكل السماء
غيمة هنا وأزرق هناك
نسمة هنا ومطر هناك
وبين المسافتين قبلة خائفة من الضياع
قبل أن تصل فم الحبيب
حلم خائف من صحو يفاجئ المنام
ويقصي صوت الحمام
من نافذة الانتظار الأخير
للوقت شكل الصمت المحتمل
للوقت لون الغزل المفتعل
وبين ضفتي الغياب
تحوم رؤى في الأرجاء
لتتمم حضور الغد في حاضرنا
وترفو تاريخا خانته الكلمات
من يرمم ما حذفه السلطان
من يكمل ما قصه الطغاة
من يكسب الحرب يكتبها
ومن تخنه الأرض تتبتلعه
لعله التاريخ المتبل بالكذب
أو الحاضر المختفي عن ورق الحقيقة الأبيض
لم نعرف المنتصر بعد
مازال هنا متسع لصوت
يفرط عقد الصمت
مازال هنا كلمة يمكن أن تحدد الجهات
أو نخلة ترسم شكل السماء
مازال هنا احتمال للغناء
ينثر في الأنحاء
عطر اللحظة الأولى
القافلة الأولى
وسمة الحضور المعتق وجه الصحو
مروا من هنا
فوق تفاصيل المكان
هاربين من خوف الجدران
صاعدين إلى المشتهى المبتغى
ناثرين حلم الصباح ندى
مروا من هنا
معتقين الهواء الصامت
مقتفين أثر الضوء في الرخام
في الزحام
وجوه شاردة
وأصوات تحتفي بالصخب العائد
من رحم السماء
للغياب شكل المقصلة
ورائحة دم من استعانوا بالطين فراشا أبديا
للغياب خصوبة المقبرة
حين ترمم التوابيت نفسها في انتظار الجالسين
المعتقين جرحهم الدفين
مروا من هنا
وبقي وحده سيد المشهد
غياب شرس يتصدر المعبد
لا صوت للحضور
وحده يتجدد ..
كلما جاور رحم السماء
سرب أحلام ..
كلما خاض أحد حروبه
في المنام ..
تلا عليه وصية السراب
هو الغياب ..
لغة الحصار واليباب
سيد الطغاة
صندوق المجهول
واحتمال موت محتمل
كل صلاة الحاضرين
في حضرته لعله يترجل
ويبقي عطر من كانوا هنا
شاهدا على أسمائهم
شاهدا على وجعهم
كانوا يرتبون أحلامهم
وينتظرون الريح من نوافذ الأمل
كانوا يرتلون أيامهم
على مشهد يحتمل الحب والغزل
في الزوايا المهملة
بقية من صخبهم
وفي السماء
نجوما تركوها فوق
تردد الحنين أغنية تملأ الأرجاء
وتقطف من الوقت ساعة للحضور
بعد هذا الغياب
تقطف من المواسم ثمرة للأمل
تغري الغياب بالمقصلة
هنا
هناك
لون جديد للمرحلة
وشهية لحضور دائم
يرتب الأشياء
على إيقاع الحلم
وعلى صفحة الماء
صورا لأهل المكان
ورائحة للسماء
في الأرجاء
نكتب وصية الغياب
على خشب الحضور
لأول الصحو
لآخر السراب
نكتب وصية الغياب
ونبقى هنا
ترتيلة الياسمين
وحلم العائدين
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05
.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر
.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب
.. عاجل.. الفنان محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان في رسالة صو
.. انتظرونا غداً..في كلمة أخيرة والفنانة ياسمين علي والفنان صدق