الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دروس -كارثة سنجار- والقراءات الخاطئة التي تنتظر التصحيح استعدادا للحرب الطويلة

سامان نوح

2014 / 8 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


دروس "كارثة سنجار" والقراءات الخاطئة التي تنتظر التصحيح استعدادا للحرب الطويلة
سامان نوح

بعد يومين من احداث الموصل وسيطرة داعش على أجزاء واسعة من محافظات نينوى وصلاح الدين وديالى، وقبل ان يستيقظ السياسيون من هول الصدمة وقبل ان يستوعب بعض كبار المسؤولين حجم الحدث، اعلن المرجع الديني الأعلى علي السيستاني "الجهاد الكفائي" في خطوة اثارت موجة تساؤلات وانتقادات وتحذيرات من ان تشعل تلك الفتوى (التي لم تخص مذهبا او طائفة دون اخرى) حربا طائفية لا تخمد.
لكن تلك الفتوى ايقظت القادة الشيعة وقبلها الشارع الشيعي من غفلتهم ووهم قوتهم، وربما هي التي منعت من سقوط سامراء بيد تنظيم داعش وسقوط بغداد في الفوضى الأمنية والمذابح الطائفية.
فهم رجل الدين المعتكف في منزله البسيط بمدينة النجف القديمة وهو منشغل بأمور الدين، حجم الخطر ومدى اللعبة وامتداداتها، وقام بأداء واجبه الذي ألزمه باعلان الجهاد. يومها كان بعض المسؤولين الكرد يبدون فرحهم باستعادة المناطق المتنازع عليها دون قتال او الحاجة للاستفتاء بفضل "غزوات داعش"، معتبرين ان كل ما يحدث هو ثورة سنية ضد حكومة المالكي الفاشلة والظالمة او مجرد حرب مذهبية بين الشيعة والسنة جاءت نتيجة تهميش السنة من قبل حكومة يقودها الشيعة.
طوال ايام قاتل بضع عشرات من المقاتلين الشيعة التركمان في تلعفر هجمات داعش الى ان تمكن كل المواطنين الشيعة في تلعفر من النزوح نحو سنجار هربا من مذابح كانت تنتظرهم على يد "الدواعش وثوار السنة".
بعدها باسبوع تحركت القيادات الدينية والسياسية الشيعية، لانقاذ 200 الف نازح شيعي من تلعفر الى سنجار، من خلال تنظيم عملية نزوح غير مسبوقة تمت عبر طرق طويلة وخطرة لايصالهم الى الجنوب، وهناك قامت العتبتان الحسينية والعباسية بجهد دولة كاملة في تأمين حاجات النازحين الذين تركوا خلفهم كل شيء لينجو بارواهم من مجزرة كانت قد اعدت لهم.
بعد باسابيع ومع انكشاف حقيقة ما جرى في الموصل فلا ثورة ولا ثوار بل هو تنظيم ارهابي خوارجي يذبح كل من يعارضه ولا يعرف حرمة لقومية او مذهب او دين، كان معظم المسؤولين الكرد يقفون عند ذات مواقفهم وقناعاتهم السابقة، بان التنظيم الذي اعلن نفسه دولة اسلامية، هو جار جديد ضعيف يمكن التفاهم معه مرحليا فهدفه الشيعة واسقاط حكومة بغداد الحالية فقط، وان التنظيم لن يتعرض للمناطق الكردية على الأقل في المرحلة الحالية.
وفق تلك القناعة لم يستعد قادة الاقليم لمواجهة الوضع الجديد ومقارعة الهجمات المتوقعة لداعش، رغم ان صحفيين وكتاب كرد نبهوا لخطورة الجار الجديد وخطورة افكاره وتوجهات قياداته التي تحارب الكل وترفض الكل حتى شريكته السابقة في "الجهاد" جبهة النصرة كما تحارب الأعداء العلمانيين من كرد سوريا منذ نحو ثلاث سنوات.
اليوم وبعد نحو 50 يوما استيقظت القيادة الكردية على احتلال سنجار والمناطق المحيطة بها وعلى مأساة انسانية تواجه أكثر من 100 الف كردي في جبل معزول يواجهون فيه الموت عطشا وجوعا او الذبح على حدوده، كما استيقظت على هجمات يومية في مناطق الحمدانية وبعشيقة وتلكيف ومخمور وطوزخورماتو وجلولاء والسعدية.
ترى لماذا لم يفهم القادة الكرد ما فهمه السيستاني في اليوم الثاني لهجمات داعش، ولماذا نجح الشيعة في تأمين مناطقهم نسبيا ومنع اختراقها وبناء ستار دفاعي يمتد من سامراء مرورا بديالى ومن ثم بغداد وانتهاء بشمال بابل، ونجحوا نسبيا في منع وقوع مآسي ومجازر بحجم التي وقعت وتقع اليوم في سنجار، فيما فشل الكرد في ذلك على الأقل في تلك الجبهة التي تسيطر عليها حكومة اقليم كردستان عمليا منذ 11 عاما.
المعركة ستكون قاسية وطويلة بحسب بكل المؤشرات، وهنا يفرض سؤال آخر نفسه، لماذا لا يخرج القادة الدينيون الكرد ليعلنوا الجهاد دفاعا عن كردستان، ويحثوا على انشاء كتائب شعبية لتأمين محيط المدن الكردية ووقف هجمات داعش التي ستتوالى بحسب كل التوقعات وعلى العديد من الجبهات التي تمتد لأكثر من الف كيلومتر، ما لم يتم ابادة هذا التنظيم السرطاني بجهد وطني عراقي وبدعم اقليمي ودولي.
فلنستعد للحرب الطويلة ونتعلم من تجارب الكرد في سوريا وتجارب الشيعة في لبنان والعراق سبل حماية ستة ملايين كردي من مذابح تنتظرهم على يد تنظيم يتقن كل فنون الترهيب والذبح وخلفه عشائر وقبائل وخونة وعصابات سلب ونهب مستعدة للخيانة ورد الجميل بالقبيح دوما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية