الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من دمائنا نتعلم !!!

يحيى رباح

2014 / 8 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


من الذي يبعثر القبور من سكانها في قطاع غزة بعد قصف أحدى عشرة مقبرة من خلالها قصفها بقنابل كبيرة الحجم بواسطة طائرات الF16الأميركية ؟؟؟ومن الذي يستهدف الأطفال الفلسطينين بالموت فيخطف أعمارهم قبل أن تبدأ ويصادر المستقبل قبل أن يحل؟؟؟ ومن الذي يشرد نصف مليون فلسطيني من أهل قطاع غزة ,ويجعلهم يبحثون عن الايواء في مدارس وكالة الغوث التي لا حصان لها ، او يهيمون على وجوههم في الطرقات ناو يتكدسون عند اقاربهم في بيوتهم المزدحمة اصلا ، لان القيادة السياسية والعسكرية والحزبية والدينية والشعبية الاسرائيلية وضعت هدفا من اهدافها بتدمير بيوتهم فوق رؤوسهم وتحويلهم الى لاجئيين للمرة الالف ؟؟؟
هذه الاسئلة ليست سوى جزء من مسلسل طويل له اجابة واحدة متكررة ، والاجابة هي ان اسرائيل الفكرة والمشروع والدولة والنسيج العقائدي والاجتماعي هي من تفعل ذلك ،وكل مفردة من مفردات هذه الدولة تساهم في رسم هذا المشهد العدواني الكارثي ابتداءا من اعضاء الكنيست الذين كانوا يصرخون كالذئاب المهتاجة : اقتلوهم ، اقتلوا الفلسطينين ، وكذلك الاحزاب التي تتحول فجأة من موقع المعارضة الى موقع التاييد !!!
وبالتالي تستعيد اسرائيل في ذاكرة العالم من امم وشعوب صورتها الاولى ،صورة بشعة طافحة بالكراهية والعداء والاحتقار للاخر والاستهانة بدمه فلماذا يغضب قادة اسرائيل عندما يرون الشعوب تكتشف من جديد صورة اسرائيل الحقيقية ، وخرافة اسرائيل الاساسية ، وخطيئة اسرائيل الاولى ، بانها زرعت هنا في هذه المنطقة لتكون اداة للشر والموت والكراهية اسرائيل منذ زرعها في هذه الارض لم تستطيع ان تبتعد عن اصلها الذي صنعت من اجله ، ولم تستطيع ان تبتعد كثيرا عن حققتها بانها دولة الارهاب الدموي ،وانها لا تبني مع الاخرين سوى هوة العداوة والحقد والموت والبشاعات .
ولكن اسرائيل :
التي ترتكب كل هذه البشاعات ، والذي يكتشفها العالم اكثر واكثر فتخاف هي من هذا الاكتشاف الى حد الذعر ،لديها خبرة كبيرة بحيث تخرج سليمة في كل مرة من مغبة اخطاءها وخطاياها ، من خلال تهشيش وتبشيع صورة الشعب الذي تواجهه ،وهو شعبنا الفلسطيني العظيم الذي لم يتوقف عن الكفاح البطولي لحظة واحدة ، وقدم في مجال الصمود والقدرة على البقاء والابداع والمقاومة اساطير تفوق الخيال ابتداء من ثورة الفاتح من يناير عام 1965 ، وحتى اسطورة الصمود والمقاومة في غزة هذه الايام ، وذلك من خلال التشرذم الفلسطيني ، تشرذم الفصائل ، وتشرذم العناوين ، وافتعال الخلافات ،والسقوط في لعبة التجاذبات الاقليمية في هذه المنطقة التي تتغذى على دمائنا ولكنها لا تفيدنا بشيء عندما تحددث الكارثة .
في هذه التجربة لحالية :
لدينا ما هو مفاجيء ولدينا ما هو ثمين ،بسببه انطلقت هذه الحرب الاسرائيلية ضدنا ، وبه استطعنا ان نجسد حقيقة الصمود والابداع ، انه وحدتنا الوطنية الفلسطينية ، وحدة الموقف الفلسطيني ،التعدد في ظل الوحدة والاختلاف المشروع تحت سقف البيت الوطني ومن اجل نفس الهدف ،وهدفنا فلسطينيا هو انهاء الاحتلال ، وليس ان يكون هذا الاحتلال جميلا او لطيفا او مهذبا !!! فالاحتلال هو الجريمة الاولى ، والاحتلال هو العدوان الرئيسي ، والاحتلال هو مصدر كل الشرور !!!وبالتالي فان القوة الرئيسية التي نواجه بها هذا الاحتلال لازالته نهائيا هي وحدتنا الوطنية وتعميق هذه الوحدة وتصليبها والايمان بها بشكل يقيني حتى لا تكون قابلة للانهيار من جديد .
خاصة واننا في منطقة واقعة الان تحت التهديد والتفكك والخلافات البينية والمحاور المتصارعة في فلك العدو وبالتالي فان وحدتنا هي التي تنقذنا وهي التي ستساعد المنطقة على استعادة وزنها وليس ان نكون بخورا يحترق في مواقد الاخرين .
كلنا نعرف ان التكتيك الاسرائيلي في المفاوضات الجارية حاليا وغيرها قائم على تفتيت وحدتنا والاصوات المعادية للوحدة الفلسطينية ما تزال موجودة في بيتنا وان في صوت خفيض،وما تزال موجودة في المنطقة وان بادعاءات الحرص والمشاركة والتعاطف!!! فكيف ننجو بوحدتنا ؟؟؟هذا هو السؤال الاكبر
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الهدنة في غزة: ماذا بعد تعقّد المفاوضات؟ • فرانس 24


.. هل تكمل قطر دور الوساطة بين حماس وإسرائيل؟ • فرانس 24




.. 4 قتلى وعدة إصابات بغارة إسرائيلية استهدفت بلدة -ميس الجبل-


.. القوات الجوية الأوكرانية تعلن أنها دمرت 23 طائرة روسية موجّه




.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. والضبابية تحيط بمصير محادثا