الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قبل أن يهدأ غبار الحرب

سعادة أبو عراق

2014 / 8 / 6
القضية الفلسطينية


قبل أن يهدأ غبار الحرب
قبل أن يهدأ غبار الحرب الشرسة التي اعتركت بها إسرائيل مع الفلسطينيين ولم تهدأ بعد، انجلت بعض الحقائق التي لم تكن متوقعة كنتائج يجب رصدها، والتي لم تكن وليدة هذه الجولة فقط، إنما هي مخاض حروب خاضتها إسرائيل مع الفلسطينيين في غزة وفي جنين وقبلها في جنوب لبنان ومعركة الكرامة في غور الأردن، حيث انتهت في هذه الحروب انتصارات إسرائيل بالضربة القاضية, وكانت البداية في معركة الكرامة, فرغم شهداء الفدائيين والجيش الأردني التي لم تكن قلية، إلا أن هذه المواجهة أعطت لكل الذين استيأسوا, دعما معنويا, وإمكانية مواجهة أسطورة الجيش الذي لا يقهر.
ولو تابعنا ما بعد الكرامة من معارك في جنوب لبنان وفي جنين وفي غزة سنجد أن هذه المعارك متصاعدة في حجم المقاتلين وحجم الأسلحة ابتداء من الكاتيوشا وانتهاء بالصواريخ التي وصلت حيفا والقدس ، وارتفاعا أيضا في فترة القتال وعدد الضحايا ،من عدة ساعات في معركة الكرامة إلى 28 يوما في غزة و82 يوما في بيروت, وهذا يجعلنا نرى من المنظور التاريخي أن نظرية الضربة القاضية أو الحرب الخاطفة قد تم تدميرها ، وأصبحت إسرائيل تغرق تدريجيا في الوحل ، وأصبحت تكشف للعسكرية الفلسطينية عن مواقع ضعفها ، وهذا جعل العسكرية الفلسطينية أكثر نضجا وأكثر قدرة.
إذن فإن الهزائم الفلسطينية لم تكن بلا ثمن ، وإن لم يعترف بها العرب وإسرائيل والمحللون الاستراتيجيون ، وهذا يقودنا إلى أن نرى نتائج الحرب بغير عواطف الحزن على الضحايا والممتلكات ، ويمكننا أن نرى الأمور التالية:
1- أن النضال الفلسطيني الذي نراه متصاعدا, ما هو إلا حتمية تاريخية لا بد أن تكون، فلو لم تكن حماس هي التي أشعلت الحرب وتصدت لإسرائيل, سنجد من يقوم بهذا الدور.
2- أن هناك إرادة شعبية جرّت السياسيين خلفها، وليس هناك سياسيون يوجهون العمل العسكري ، وهذه نتيجة ستكون بارقة أمل ونتيجة ملهمة للشعوب العربية والأجنبية.
3- لم يكن لدى أحد من أهالي غزة موعدا مع الهرب والنزوح،إنما كانوا يتوقعون الأسوأ ويعدّون أنفسهم لذلك، فكانت ظهورهم إلى الحائط ، وهي مرحلة إذا تم الوصول إليها سينتج عنها حركة مرتدة إلى الأمام.
4- إن القصف المدمر على الأرواح والممتلكات لم يخلق عداءً من الجماهير لحماس ، كما كان يتوخاه الإسرائيليون من حرب الأرض المحروقة التي خاضتها في غزة، وأن ينقلب الشعب على قادته وحكومته، لكن ما حدث, هو العكس تماما.
5- تبين أن الجيش الإسرائيلي ليس إلا نمرا من ورق ، فقد استخدم قوة جبارة ، وأظن أنها كل إمكانيات إسرائيل, ولو وَسِعَ إسرائيل أن تفعل أكثر من ذلك لفعلت ، وفي المقابل نجد الفلسطينيين الذين فقدوا بيوتهم وممتلكاتهم وأقربائهم ومعيليهم يرون ذلك ضريبة لا بد منها ، وهي نتيجة ترقى إلى الأساطير التاريخية
6- إن الأنفاق التي كانت من إستراتيجية الحرب في فيتنام ، وكانت تعتبر مفخرة الجنرال جياب ، فإن أنفاق غزة هي أيضا إستراتيجية متقدمة ومفاجئة للعدو ، من المؤسف أن الكتاب العرب الذين كانوا يفخرون بالأنفاق الفيتنامية نكاية بأمريكا وتعظيما للفيتناميين والمعسكر الشيوعي وبالتالي السخرية من العرب وتقزيما لقدراتهم، هم الآن ساكتون كما تريد أمريكا وكأن ما فعلته حماس كان اقتداء بالخلد وهو يحفر أنفاقه, وكذلك معارك لينين غراد وصمودها في وجه النازية ، والتي خُلدَتْ أدبيا وتاريخيا وسينمائيا وفنيا ، فإننا نجد هناك من يشتم غزة والغزيين والفلسطينيين معهم, ويرفعون القبعات للجيش الإسرائيلي، ويقلل من الصمود الفلسطيني
7- ثقوا معي أن الحتمية التاريخية تستوجب معارك أخرى سيكون فيها الانتصار الفلسطيني أوسع وأوضح وأكثر جلاءً وألقا ،مقابل انحسار متدرج لانتصارات الجيش الإسرائيلي، إلى أن تصل بنا هذه الحتمية إلى المعركة النهائية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب.. قطط مجمدة في حاوية للقمامة! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. موريتانيا: مع تزايد حضور روسيا بالساحل.. أوكرانيا تفتتح سفار




.. إسرائيل تحذر من تصعيد خطير له -عواقب مدمرة- بسبب -تزايد اعتد


.. هدوء نسبي مع إعلان الجيش الإسرائيلي عن -هدنة تكتيكية- انتقده




.. البيان الختامي لقمة سويسرا يحث على -إشراك جميع الأطراف- لإنه