الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يعرف قيمة الوقت هو فقط من يعمل بالجد .....

دروست عزت

2014 / 8 / 7
مواضيع وابحاث سياسية



هذه هي الحياة من بداية تكوينها وستبقى هكذا .. ويبقى الإنسان ككرة بين أمواج القدر وحظوظه .. فكم من فاشلٍ أنقذته الصدف الحياة إلى الأعالي بدون تعب .. وكم من أهل الشيَّم قذفتهم التيارات القدر إلى حيث لا يستحقونها وهم يسعون بالتعب ..
كم من الأرواح طارت وسارت في السعي للجمال وللمحبة وأُقتُنصَت بغدر القدر والقذرين .. وكم من قاماتٍ ماتت محروماً من اللقمة العيش وهي ومليئة و غنية بالعطاء ..
وكثيرون أبتعدوا عن ترابهم وأُقتلعوا من جذورهم بدون عودة ٍ ولم يُثبتوا ويستقروا في الجديد كما يشتهون .. فيأكلهم العمر والزمن .. وتتغير كل ملامحهم وكأنهم غير من كانوا من القبل .. تغزوهم الشيبة بالبياض .. وتتبخر فيهم رطوبة الحياة ونشاطها .. وتجف فيهم كل الأطراف وتتجاعد الوجه بأثلام الهم والتعب .. وإذ بأيام عمرهم تتساقط كأوراق الخريف أمام عواصف الحياة وزوابعها .. وهم ينتظرون ساعة المعاد والرحيل .. ويكونوا كما لم يكونوا ..
وكم عادوا إلى الجذور وإذ بهم لا ينسجمون بقديمهم .. ولا القديم يقبل منهم جديدهم فيبقون غرباء عن القديم والجديد ..
ولهذا علينا ان نعرف كيف نتعامل معها إن كنا حقاً نؤمن برسالة نحملها للبناء وللجمال حتى تستقر النفوس في مأمن ٍ من الصعوبات والأخطار .. وعلى كل فرد ٍ أن يعرف بأن عامل الوقت هو المهم .. وهو الذي يخسره من العمر ويقترب من أجله المحتم دون ان يفيد ويستفيد ..
فكل ثانية من العمر مكلفة علينا نحن البشر ومنهم الذين يؤمنون بالنضال والعمل لتحقيق ما يصبوا إليه .. وما التجارب الحياة إلا لتصقيل الرجال ومنها يستفاد ويتعلم .. فالشعوب التي ناضلت وأنتصرت كانت تعمل وتجهد معاً في سبيل أن تحقق اهدافها ..
بالرغم من إن الكثيرين منها أستخدمت التحايل والخداع في سبيل أن تصل لغاياتها .. والكثيرون أستخدمت القوة لترضخ غيرها .. ولكنها كانت تعمل من أجل أن تحقق أهدافها وحققتها لأن مصلحتها كانت مكمونة فيه تلك التحايل وتلك القوة ..

أما نحن الكورد بالرغم من إننا ندفع الدماء ونناضل من أجل حقوقنا في أرضنا وعلى أرضنا مازلنا نترنح تحت نير الجهل السياسي والنزعات الشخصية .. ونتعامل في عصرنا الجديد بعقلية قديمة مستهترون بالوقت والواقع والعدو معاً .. ويرى كل منا كأنه هو المنقذ الوحيد وهو القاهر العدو .. ويهمش حليفه الكوردي ويقصيه من العمل والحرية في التفكير إلا ضمن تفكيره هو فقط ..

فلو كان هناك وعي ٌ قومي حقيقي لدى تلك الجهات .. لما فكرت بذلك ولأحترمت عامل الوقت والواقع لمواجهة قوة العدو .. ولكانت أحتضنت قواه الكوردية وإن أختلفت معها .. لأن الصراعات والنضال لتحقيق دول تحتاج إلى جهود الكل وبحرية الكل وبروح تفاني الكل من أجل القضية .. وبعيدة عن الروح التحزب الأعمى الخاسر بالتاكيد ..
أما ما نراه اليوم .. إن روح التحزب هي فوق القضية عند البعض .. وبدلاً من أن يربوا الجيل وانصارها من أجل القضية نراها تستخدمهم من أجل قهر القوى الموجودة للتتمكن السيطرة على المجتمع وتصهيره في بوتقة الروح التحزب الضيق والمريض والمتخلف ...
هنا علينا أن نعرف كم أخطأنا في حق شعبنا الذي هو الوحيد يخسر من عملية التجاذب والنزعات بين الأحزاب الموجودة .. دون أن تهتم تلك الأحزاب بقيمة الوقت وتربية الجيل وخطورة العدو عسكرياً وفكرياً واقتصاديا ً على شعبنا الذي لم يرى يوما نفسه حراً من عدوه .. واليوم لا يرى من احزابه نفسها .. بسبب الروح التحزب لديها والتي وزرع الكره والحقد لدى جماهير ..

دروست عزت / السويد
5/8/ 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغدة تقلد المشاهير ?? وتكشف عن أجمل صفة بالشب الأردني ????


.. نجمات هوليوود يتألقن في كان • فرانس 24 / FRANCE 24




.. القوات الروسية تسيطر على بلدات في خاركيف وزابوريجيا وتصد هجو


.. صدمة في الجزائر.. العثور على شخص اختفى قبل 30 عاما | #منصات




.. على مدار 78 عاما.. تواريخ القمم العربية وأبرز القرارت الناتج