الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل انتحرت داعش بدخول سنجار

حسين القطبي

2014 / 8 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


سنجار هي اول مدينة غير عربية وغير مسلمة يدخلها مقاتلو داعش منذ نشأة هذا التنظيم الارهابي في اكتوبر 2006، وهذه الواقعة غير المسبوقة تعني ان المنظمة بدأت بالاعتماد على قدراتها العسكرية المجردة، وليس فقط بالاستناد على حواضنها وخلاياها النائمة.

ما دفع داعش لتغيير ستراتيجيتها بهذا الشكل الراديكالي هو الغرور الذي اصاب قادتها بعد ان وجدت نفسها "القوة التي لا تقهر"، اذ حققت نجاحات لم تكن تتوقعها سواء في سوريا او في العراق.

لكن التغيير الذي حصل في سير الاحداث، بعد دخولها المدينة الايزدية، قلب كل المعادلات والتوافقات الشفوية التي كانت تحكم الموقف العسكري في نينوى والمناطق القريبة. فهل كانت سنجار هي الفخ الذي نصبته داعش بنفسها، لنفسها؟

ربما كان انسحاب الجيش العراقي امام التنظيم في المحافظات الشمالية والغربية، والغنائم العسكرية التي حصلوا عليها، قد قادهم الى الشعور بالعظمة، وساد بينهم الاعتقاد بانهم قادرون على احتلال اربيل وبغداد وصاروا يتحدثون عن دخول طهران بنفس الطريقة التي دخلوا فيها مدينة الموصل.

وخطأ تقديرات داعش انها لم تقرأ الوضع السياسي الذي يمر به العراق اليوم، فالاحتراب السياسي من اجل الفوز بكرسي رئاسة الوزراء يحتدم في المنطقة الخضراء مما ترك الجيش وتأمين المحافظات الشمالية خارج اولويات القيادات العراقية.

فالقائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والداخلية والامن الوطني منشغل بمساومات جانبية مع البرلمانيين من اجل تأمين الولاية الثالثة، وهي عملية طويلة تستنزف وقت القيادة العراقية وقدراتها وتركيزها، ابتدأت منذ اعلان نتائج الانتخابات في التاسع عشر من مايس الى هذه الساعة.

هذا الوضع الاستثنائي وتراجع الاهتمام الامني الذي تعيشه بغداد هو الذي وفر هذه الامكانية لتنظيم داعش لهذا الدخول السهل والسلس في المحافظات الشمالية والغربية، وليس بسبب قوة التنظيم الذاتية، ويبدو ان هذه هي الحقيقة التي غابت عن امراء التنظيم ودفعتهم للتمادي والتفكير بدخول مدن غريبة ليس لهم فيها حواضن.

دخول سنجار ايقظ القوة الكردية المعطلة، وفعلها، وجعل الدواعش في مواجهة مباشرة وشاملة لاول مرة مع قوات البيشمركة، فلم تدوم سيطرتهم على المدينة اكثر من 24 ساعة، اذ بعد دخولها المباغت في يوم الاحد (3 اب)، خرجت تحت حمم النار التي طوقتها في اليوم التالي، الاثنين (4 اب)، وعادت البلدات والقرى المجاورة، بالتدريج، تحت سيطرة البيشمركة من جديد.

والامر لم يتوقف عند هذا الحد، فقد دفعت مخلفات مغامرة سنجار الى تقارب لم يكن ليحدث بين اربيل وبغداد، مما اسفر عن تعاون عسكري بين الطرفين، اشبه بحلف شفوي جديد، توج بالهجوم على الموصل ودخول البيشمركة لاحياء من الجانب الايسر، مسنودا بطلعات جوية عراقية، تمهيدا لطرد مقاتلي التنظيم من اكبر مدينة تمكنوا من دخولها الى الان.

ويبدو ان محاولات التنظيم استعادة توازنه عن طريق شن هجمات على مناطق اخرى لاشغال البيشمركة بعيدا عن المدينة، في الكوير وحول سد الموصل، قد انتهت الى الفشل، وحتى الدعم الاعلامي الذي حصلت عليه مثل نشر اخبار غير صحيحة عن دخولها الى الحمدانية وتلكيف، واحتلالها لقضاء مخمور، ثم وصولها الى مطار اربيل لم ينقذ الانهيار المعنوي والعسكري الذي لحق بالتنظيم.

فهل كان دخول سنجار هو الفخ الذي نصبته داعش لنفسها، وانتحرت فيه؟ هذا ما تشير له الاحداث، وربما ستوضحه الاسابيع القادمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: الشرط الأول بعد الحرب هو القضاء على حماس والقيام بذ


.. ما الرسائل التي أراد إسماعيل هنية إيصالها من خلال خطابه الأخ




.. سائق سيارة أجرة مصري يرفض أخذ أجرته من ركاب غزيين


.. أردوغان: إسرائيل ستضع أنظارها على تركيا إذا هزمت حماس




.. محاولة اغتيال رئيس وزراء سلوفاكيا وسط ظروف أوروبية معقدة