الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التخمة العربية من أين والى متى ؟

حياة البدري

2005 / 8 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


راحة تامة للعقل العربي وتقاعس أكبر وخمول في خمول وفرجة لا محدودة خلف الزجاج دون مشاركة بل ودون حتى إمائة بالرأس أو إشارة باليد ... وكأن الأمر بعيد كل البعد عنا ولا يعني لنا شيئا بالمرة ...

فهل هي بلادة أم جبن أم سكر دون يقظة أم هو هروب في هروب وسلك الطريق السهل الذي لا يجلب المواجع والمشاكل تلو الأخرى؟
...
أصبح التابع متبوع والذيل يهز الكلب والخائن يهزأ من الأمين والأخرق يضحك على العاقل
وينعته بالمعتوه ...انقلبت الموازين وأصبح الإنسان الشريف مرمطة للكل وباتت طريق وصوله جد عويصة وصعبة المنال ، في حين أصبح الانتهازيون ، الدين لا مكان للقيم والمبادئ والشرف ...في قاموسهم طريق سهلة ومكانة سامقة ...لا لشيء فقط لأنهم امتهنوا الرياء والبهتان وفعل كل شيء ولو تطلب نبش لحم أخيهم والعمل على وضع حد لحياته في سبيل أنانيتهم الرعناء ومرضهم الأكبر الذي بات يطال فئة كبيرة من الأمة ...
أمراض اجتماعية جمة خيمت على مجتمعنا العربي وانتشرت بشكل فظيع كما تنتشر نقط الزيت على الورق وتناسلت ونمت كما ينمو الفطر ؟ لا لشيء فقط نتيجة العطلة الطويلة التي أخدها العقل العربي وألفها وألف الكسل وفقط نتيجة الراحة البيولوجية الطويلة الأمد التي أخدها المثقف العربي والدي له الدور الكبير في تنامي هاته الفطريات وزحف جحافل عدة من خفافيش الظلام الدين وجدوا التربة خصبة والساحة خالية فباتوا يزرعون ويحصدون ويدرسون بل ويفجرون ... ولا من يستنكر ولا من يقل لا إلى أن وقع الفأس في الرأس ...

امتلأت الساحة العربية نتيجة الدور الخجول للمثقف وللاحزاب السياسية التي باتت هي الأخرى ترتدي كل الأزياء وكل الألوان وبات معظم أفرادها اللهم إلا من رحم ربنا، مرضى المناصب تاركة ورائها المهام الحقيقية والمسؤوليات الكبرى الملقاة على عاتقها الا وهي التغلغل وسط طبقات الشعب وانقاد ما يمكن اتقاده وإصلاح كل ما عوج وتوعية كل راس غلفها الصدأ ومحاولة إيجاد حلول للمشاكل المتراكمة ...

فنتيجة هده العطلة الصيفية /الأبدية الطويلة التي اتخذتها كل الفعاليات المجتمعية ونتيجة التخمة التي أصابتها، امتلأت الساحة بالانتهازيين والوصوليين الدين لا ضمير ولا ملة لهم سوى النقود وتكديسها بأسرع سرعة ممكنة الدين يبيعون ملتهم وحتى فلذات أكبادهم إن تطلب الأمر دلك ... ويدوسون على كل شيء مقابل الوصول السريع ...؟
فقد أصبحت الطريق معبدة وآمنة لكل من يعرف البلبلة ويعرف امتهان البهتان والزور والرياء...

طبعا آمنة مادامت الرؤوس متخمة والعيون منفتحة والأفواه مشدوهة ودون كلمة ...
مادامت مدرسة القيم النبيلة والأفكار البناءة محبوسة ومغلقة ولا يدخلها احد ...
ومادامت الساحة فارغة فلنتوقع زحف أي مخلوقات غريبة تصبح هي صاحبة الدار وصاحبة القرار مادامت العقول في أجازة طويلة ومادامت الاتكالية ومادام دور المثقف خجول ومادامت كل الهيات المجتمعية لا تقوم بدورها المنوط بها ...
فإلى متى سيعم التساؤل لمادا وكيف ؟؟ ومتى ستنجلي هده الأزمة وتقوم الرقابة والمحاسبة كيف ومن أين ولماذا؟ ...
فماد خل الإرهاب وكل الأمراض الاجتماعية- من رشوة وتأليه النقود وعبادتها وامتطاء صهوات الأمواج وامتهان أرذل الوظائف في سبيلها ...- والظواهر الشاذة ...من حدودنا ومن الخارج ولكنه وليد تقاعسنا وسكوننا دون حركة ودون تدخل ودون قيام كل واحد منا بواجبه وكل هيئة اجتماعية بمهامها ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا