الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القمة الامريكية – الافريقية

كور متيوك انيار

2014 / 8 / 7
السياسة والعلاقات الدولية


القمة الامريكية – الافريقية
كور متيوك
انعقد الايام الماضية بالعاصمة واشنطن ، القمة الامريكية الافريقية وتاتي هذه القمة بعد العديد من القمم المشابهة التي عقدت باهداف مشابهة لكن فقط في دول مختلفة مثل القمة العربية الافريقية ، القمة الاوروبية الافريقية ، القمة اليابانية الافريقية ، القمة الصينية الافريقية ، القمة الفرنسية الافريقية .. الخ هذا يعكس مدى تعاظم الاهتمام السياسي و الاقتصادي بالقارة الافريقية من قبل الدول الكبرى مثل الصين والولايات المتحدة واليابان وفرنسا ، والتكتلات الاقليمية مثل جامعة الدول العربية والاتحاد الاوروبي ، وهذا ما يضع القارة الافريقية في قلب السياسة و الاقتصاد العالمي ، فالقارة تزخر بالموارد والمواد الخام التي تمثل اساس الصناعات الاوروبية والاسيوية والامريكية لذلك يتسابق تلك الدول محاولين تقديم افضل العروض والحصول على اكثر الاستثمارات والنفوذ السياسية والاقتصادية على حد سواء بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية و النفوذ الاقتصادي بالنسبة للصين التي بنت سياستها الخارجية وخارطتها الاقتصادية دون أن تكون لها اي رغبة للتاثير في السياسات الداخلية ، فهي تستثمر في البنية التحتية للدول الافريقية وخاصة البترول بينما تبادل تلك الدول مبيعات السلاح بغض النظر عن كيف يتم استخدام تلك السلاح ، لكن بالنظر الى تسوناميات الحروب الاهلية التي تجتاح كافة ارجاء القارة الافريقية فسنجد ان السياسات الصينية تضر بشكل كبير بمبادرات وسياسات التحول الديمقراطي في القارة الافريقية وتتيح للنخب الافريقية وقادتها فرصة لفرض انفسهم على الشعوب ، فسياسات الناي بالنفس التي ظلت تتبعها الصين هي ما جعلت الصين تتمسك بسياسة مد الحكومة السودانية بالسلاح طيلة فترة الحرب بين الجنوب والشمال ومنذ دخولها في مجال الصناعة النفطية السودانية ولم تغيرها ابداً وهذا ساعد بدورها في صعوبة التوصل الى اتفاقيات للسلام وجعل الحكومة السودانية تتجمد في زاوية التصعيد العسكري للحرب ، مع ذلك يمكن القول إن السياسة الخارجية الصينية نحو القارة الافريقية تتسم بنوع من الاحترام للكيانات الافريقية وسيادتها لكنها تحتاج الى مراجعة حتى لا تكون هذا النوع من السياسات تلعب دوراً سلبياً وعقبة امام التحولات الاقتصادية والسياسية في افريقيا ، ولقد اشار بعض المراقبين والمهتمين والمختصين في السياسة الصينية في المنطقة الافريقية إن الصين ربما بدأت تفكر جدياً في انتهاج خطوات جدية للتحرك من مربع لعب دور الحياد السلبي والتطلع الى لعب ادوار اكثر جدية في قضايا القارة الافريقية وذلك بعد الاحداث التي تشهدها البلاد منذ ديسمبر من العام 2013م ، إلا إن التنافس الصيني الامريكي العالمي ، والتنافس الصيني الامريكي حول افريقيا سيؤثر في الدور الذي سيلعبه الصين في المستقبل ، فالحروب التي لا تنتهي في القارة سيضع امريكا والصين في طرفي النقيض ما بين الحكومة والجماعات المتمردة وذلك سيضع مستقبل القارة الافريقية في خطر حقيقي فبدلاً إن تكون مكونات الازمة محلية كما هي حتى الان ، سيتحول تلك المكونات وتوازن القوى التي تعتمد الى العناصر القبلية والبعد الاقليمي في بعض الاحيان وهذا لا مناص منها ، سيضاف الى تلك المكونات العنصر الدولي والعالمي وهذا سيضع صعوبات جمة في طريق حل تلك الازمات والحروب ويؤخر من عمليات التحول الديمقراطي وتبادل السلطة في القارة الافريقية .
في زيارة الرئيس اوباما العام الماضي الى كل من السنغال وجنوب افريقيا وتنزانيا قال : " انني ارى في افريقيا قصة النجاح العالمية المقبلة والولايات المتحدة تريد ان تكون شريكاً في هذا النجاح " وفي حال كان اوباما يقصد ما يقول فالولايات المتحدة تنتظرها قضايا وملفات شائكة بعضها متعلق بالشعوب الافريقية والمفترض إنهم من سيكونون اساس هذا النجاح المنتظر ، فالتعليم في افريقيا تعاني من اهمال شديد ولا تجد التشجيع الكافئ الذي يجعل الطفل يواظب على الاستمرار فيها ويجابه المصاعب وقسوة الحياة لتحقيق نجاح على المستوى الشخصي لينعكس هذا النجاح على المستوى الاسري ومن ثم على مستوى الدولة والقارة ، من المهم إن تجد قضايا التعليم الاولوية القصوى في اجندة التبادلات الامريكية الافريقية وتذكير القادة الافارقة باهميتها وان تكون اولوية لهم ، من جانب اخر نجد إن واحداً من القضايا التي ادت الى عدم تفرغ القارة الى البناء والتنمية هي قضية الحكم والتداول السلمي للسلطة فبعض القادة عندما يستلمون الحكم يصعب إزاحتهم من السلطة مجدداً بنفس الدستور الذي اتى بهم مثل الذي حدث في الجزائر مع الرئيس بوتفليقة والرئيس روبرت موغابي في زيمبابوي ، ومقابل ذلك نجد ثقافة الانقلابات على الانظمة في القارة كبديل للتداول السلمي للسلطة .
الحكومة وضعت امالاً كبيرة على القمة لدرجة كبيرة بعد الفتور التي اعترت علاقتها مع ادارة الرئيس اوباما ما قبل الحرب وبعد الحرب لذلك ربما ستسعى الى ايجاد فرص تؤدي الى كسر الجمود في علاقات البلدين ربما بتقديم تنازلات حول حل الازمة في جنوب السودان وكذلك ستسعى الادارة الامريكية للضغط للحكومة للقبول بتسوية شاملة ينهي ما يفوق النصف عام من الحرب ، مواقف الحكومة ووزراءها اختلفت ما بين التاكيد على تاريخية العلاقة مع واشنطن وسعيهم لمطالبة امريكا بلعب دور حيوي لانهاء الحرب وكذلك الاشارة الى متانة العلاقة بين البلدين وتصريحات الرئيس في 30 يوليو 2014م في عيد الشهداء الذي المح فيها الى دور الولايات المتحدة فيما الت عليه الاوضاع في العراق وسوريا وليبيا بعد التدخل الامريكي فيها ، وفي تقرير لفويس اميركا في 3 اغسطس 2014م اتسم تصريحات وزير الخارجية مريال بنجامين بالغموض حول رؤيته لشكل الزيارة والدور الامريكي المنتظر لعبه في جنوب السودان ، وعكس وزير الخارجية كان الوزير بمكتب الرئيس اوان في تصريح له بتقرير نشرته فويس اميركا في 4 اغسطس 2014م اكثر وضوحاً حول تلك العلاقة وتاريخيتها ولقد اتسم موقفا بالموضوعية والصراحة الشديدين ، وموقف الوزير بمكتب الرئيس يمكن ان تكون اساساً لتحسين وتطوير العلاقة مع واشنطن .
نامل إن يزيل الزيارة التوتر التي ميزت طبيعة العلاقة بين الدولتين خلال الفترات التي اعقبت الاستقلال لتعود الى طبيعتها التاريخية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة