الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كابوس غزة

فضيلة يوسف

2014 / 8 / 7
القضية الفلسطينية


مترجم
وسط كل الأهوال التي تكشفت في العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، كان هدف اسرائيل بسيطاً: الهدوء مقابل الهدوء، أي العودة إلى نقطة الصفر.
اما نقطة الصفر في الضفة الغربية فهي أن إسرائيل تواصل البناء غير القانوني في المستوطنات وبنيتها التحتية حتى تتمكن من ادماجها في إسرائيل مهما كانت قيمتها ، بينما يتم ايداع الفلسطينيين في كانتونات غير قابلة للحياة وتعريضهم للقمع والعنف.
وفي غزة، فإن نقطة الصفر حياة بائسة تحت الحصار القاسي والمدمر تسمح فيها اسرائيل لهم البقاء على قيد الحياة المزرية ولا شيء أكثر من ذلك.
كان سبب الغضب الإسرائيلي قتل ثلاثة إسرائيليين من المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة. وقبل شهر من ذلك تم قتل صبيين فلسطينيين بالرصاص في مدينة رام الله بالضفة الغربية ، وأثار ذلك اهتماماً قليلاً، لأنه أمر روتيني.
في مقابلة أجريت معه، قال المحامي راجي الصوراني، الذي يعيش في غزة خلال سنوات من الوحشية الإسرائيلية والإرهاب، "الجملة الأكثر شيوعا التي سمعتها عندما بدأ الناس في الحديث عن وقف إطلاق النار: أنه من الأفضل بالنسبة لنا جميعا الموت وليس العودة إلى الوضع الذي كنا فيه قبل هذه الحرب. نحن لا نريد ذلك مرة أخرى. لا يوجد لدينا كرامة، لا شيء نعتز به؛ نحن أهداف سهلة فقط، وأرواحنا رخيصة جدا. إما يتحسن هذا الوضع حقا أو أنه من الأفضل أن نموت فقط. وهو يتحدث عن المثقفين والأكاديميين والناس العاديين: الجميع يقول ذلك ".
في يناير 2006، ارتكب الفلسطينيون جريمة كبرى: صوتوا بطريقة خاطئة في انتخابات حرة تمت مراقبتها بعناية، وسيطرت حماس على البرلمان الفلسطيني.
تكرر وسائل الإعلام باستمرار أن حماس تريد تدمير إسرائيل. في الواقع، أعلن قادة حماس مرارا وتكرارا قبولهم بحل الدولتين وهناك اجماع دولي على ذلك ويمنع تنفيذ حل الدولتين من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل لمدة 40 عاما.وبالمقابل يتم تدمير الفلسطينيين بشكل دائم.
فرضت اسرائيل والولايات المتحدة واوروبا عقوبات قاسية على السكان الفلسطينيين المخطئين في 2006 وصعدت اسرائيل عنفها.
وبدأت الولايات المتحدة وإسرائيل بسرعة التخطيط لانقلاب عسكري للإطاحة بالحكومة المنتخبة. وعندما أفشلت حماس ذلك زادت وقاحة اسرائيل واعتداءاتها وأصبح الحصار أشد وطأة.
لا يوجد حاجة لمراجعة ذلك السجل الكئيب مرة أخرى منذ ذلك الحين. الحصار الذي لا هوادة فيه والهجمات الوحشية (حلقات "جز العشب")، إذا استعرنا التعبير المبهج في إسرائيل والذي يطلق على التمارين الدورية في اطلاق النار على السمك في البركة في اطار ما تطلق عليه اسرائيل "حرب الدفاع." يتم قص العشب ويسعى السكان المحبطون لإعادة البناء بطريقة أو بأخرى من الدمار والقتل مرة بعد اخرى كان آخرها عام 2012 .
حافظت إسرائيل على حصارها، وحافظت حماس على وقف إطلاق النار، كما تعترف إسرائيل. تغيرت الأمور في نيسان من هذا العام عندما توصلت فتح وحماس إلى اتفاق وحدة وطنية وتم تشكيل حكومة جديدة من التكنوقراط غير منتسبين إلى أي من الطرفين.
كانت إسرائيل غاضبة بشكل كبير، وزاد غضبها عندما انضمت حتى إدارة أوباما والغرب في الموافقة على هذه الحكومة. اتفاق الوحدة يقوض ليس فقط ادعاء إسرائيل أنه لا يمكن التفاوض مع فلسطين منقسمة بل يهدد أيضا هدف طويل الأجل وهو فصل غزة عن الضفة الغربية ومواصلة سياساتها التدميرية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
نعوم تشومسكي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الذي ينتظر إيران في الساعات القادمة؟


.. خامنئي: لا تعطيل لشؤون الدولة بعد تحطم مروحية الرئيس الإيران




.. طالبة بريطانية للوزيرة السابقة سويلا برافرمان: أنت مجرمة حرب


.. آخر مستجدات عمليات البحث عن المروحية التي تقل الرئيس الإيران




.. من هو محمد مخبر خليفة الرئيس الإيراني المحتمل؟