الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-- ليس هناك فرق بين ما تفعله داعش وإسرائيل --

صادق إطيمش

2014 / 8 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


"" ليس هناك فرق بين ما تفعله داعش وإسرائيل ""
ليس غريباً ان نسمع او نقرأ مثل هذا الكلام إذا كان الكاتب او المتكلم مناضل اممي وقائد ثوري ومثقف تنويري كعبد الله اوجالان. من وراء زنزانات سجنه وفي خضم عزلته التي فرضها عليه نظام الحزب الإسلامي التركي، عدو الشعب الكوردي، لم يتوان اوجالان، حتى تحت هذه الظروف، إلا ان يعبر عن سخطه وامتعاضه ورفضه التام لما تقوم به العصابات الإرهابية سيان اين يكمن مصدر هذه العصابات، في الدولة الدينية الصهيونية او الدولة الدينية الإسلامية. إذ ان الدولة الدينية هي دولة همجية دكتاتورية متخلفة بغض النظر عن اسم الدين الذي تتمشدق به او تنتسب إليه. فقد تعرضت غزة إلى عدوان همجي بشع تناثرت بسببه جثث آلاف الضحايا من كل الأعمار وعلى كل ارض غزة، رافقته عمليات هدم وتدميرلأحياء سكنية كاملة اصبح الآلاف من اهلها مشردين لا ملاذ لهم سوى افتراش الأرض والتحاف السماء، محاصَرين من قبل القوات الصهيونية المدججة بالسلاح. فلم يرف لأي من منتسبي هذه القوات جفن حينما يصرخ الأطفال الجياع الممنوع عنهم الغذاء والدواء وحتى الماء، ولم يندى لأي منهم الجبين وهم يرون وبوضوح تام كيف يبحث الرجال والنساء شيباً وشباباً عن بقايا طعام او ملاذ بين حطام المنازل التي انبسطت مع الأرض، ولم تزكم انوفهم روائح جثث الضحايا المدنيين الأبرياء المرمية على شوارع غزة شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً. هذه التصرفات الهمجية لا توازيها في همجيتها التي ادركها المناضل الأممي قائد الشعب الكوردي عبد الله اوجالان، سوى همجية دينية اخرى جعلت من دولتها الدينية الإسلامية رديفاً لمثيلتها الدولة الصهيونية في تبني كل ما شأنه الإستهانة بحياة الإنسان وبكل ما يحمله هذا الإنسان من قناعات ومقدسات وما يمارسه من عادات وما يحتفظ به من تقاليد تحدد هويته وتشير إلى انتماءه الوطني او الديني او القومي. وهذه الهمجية الدينية التي وضعها القائد اوجالان الى جانب الهمجية الصهيونية، هي همجية وحوش التنظيم الإسلامي داعش وعصاباته التي تعيث في الأرض الدمار والخراب والقتل وقطع الأيدي والسبي وكل ما جاءت به قوانين العصور الأولى من عمر البشرية التي لا يمكن ان تحن لها وتعمل على عودتها إلى مجتمعات اليوم في القرن الحادي والعشرين من عمر البشرية سوى تلك العقول الضامرة الصدئة التي لا تسمح لها بدائيتها ان تفقه من حياة اليوم شيئاً.وحينما اطلق المناضل الأممي عبد الله اوجالان صرخته هذه مؤكداً على عدم وجود اي فرق بين ما تفعله داعش وما تفعله اسرائيل، فإنه يعبر بذلك عن مكنون فكر ثوري ينظر إلى مجريات الأمور ضمن مبادءئ جعلت من الفكر العلمي التقدمي اساساً لها ومنطَلَقاً لمواقفها، هذه المواقف التي عودنا عليها الثوار الذين لم يتركوا ثوراتهم خاضعة لتقلبات الإجواء والأهواء، بل ربطوها بنظرية ثورية تنير لها ولهم طريق النضال الدؤوب والمتواصل طالما ظل هذا النضال يتعلق بحياة ومستقبل الشعوب بكل ما تشتمل عليه هذه الحياة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً. إن تصريح ، لا بل صرخة اوجالان هذه، ليست ردة فعل عاطفي او نتيجة لإتفعال آني. ان هذه الصرخة تعكس قناعة مبدئية ثابتة حول انظمة وتجمعات تتخذ من الدين ستاراً لها لتنفيذ عمليات اجرامية، لا دفاعاً عن الدين ذاته، كما تدعي الصهيونية والإسلام السياسي بكل عصاباته، بل للدفاع عن اهذافها وقناعاتها السياسية التي لا ترى من خلالها إلا إنهاء الآخر المختلف والإنفراد بالحكم وبالتالي تحقيق النظام الدكتاتوري على ابشع صوره. وعلى هذا الأساس فإن اوجالان هنا وفي هذا الموضوع بالذات لم ينطق عن الهوى، بل عن قاعدة اممية ومنهج علمي يقول بأن فكرة القمع والإضطهاد للآخر المختلف تجد ارضها الخصبة بين تلك الأفكار الشمولية التي يشكل التعصب الديني والمذهبي المساحة الرحبة فيها. كما ان هذه الصرخة يجب ان تكون درساً لكل اولئك الذين ما زالوا يشككون بان مَن يضطهد شعباً يدافع عن ارضه وحريته وكرامته، لا يمكنه ان يكون صديقاً لشعب آخر يدافع ايضاً عن ارضه وحريته وكرامته كالشعب الكوردي البطل. اي ان اولئك الذين راهنوا على صداقة اسرائيل للكورد لا يمكنهم تجاهل ما يدعو إليه اوجالان باعتبار الدولة الصهيونية عدوة للشعوب، طالباً من الفصائل الكوردية اينما وجدت بالوقوف بوجه الزحف الذي تمارسه عصابات داعش، الوجه الديني الآخر المشابه للصهيونية، على المناطق الكوردية وعلى الشعب الكوردي عموماً. كما ان هذا الدرس الأوجالاني يجب الإستفادة منه في الموقف الذي ينبغي اتخاذه من اولئك الذين يستغلون طيبة وكرم الشعب الكوردي ليعلنوا من قلب كوردستان التي آوتهم، من اربيل،كعبد الرزاق الشمري وامثاله ممن جعلوا انفسهم ناطقين باسم " ثوار العراق "، بانهم سيتعاملون مع الشيطان ضد الحكومة المركزية في العراق، وذلك حينما اجاب هذا الدعي الشمري على سؤال الصحفي فيما اذا سيتعاون " ثوار العراق" مع داعش لتحقيق اهدافهم. فها هي داعش بقربكم الآن وتهدد مآواكم في قلب كوردستان. فهل ستدافعون عن هذا المأوى كجزء من رد الجميل للشعب الكوردي، ام لا زلتم مصرين على التعاون مع هذا الشيطان؟ إلا ان المنطق يقول بأن امثالكم من حثالات البعثفاشية لا تضمر العداء للشعب الكوردي فقط، بل ولكل الشعوب المناضلة ضد الدكتاتورية والتخلف والرجعية. وما على القوى الوطنية الكوردية اليوم ومناضلي شعب كوردستان الأبي إلا العمل على طرد هؤلاء من ارض كوردستان لأنهم يشكلون الرتل الخامس لداعش وامثالها مستغلين كرم وطيبة الشعب الكوردي لتحقيق مآربهم السوداء، إذ لا يهمهم ان حققوا ذلك مع داعش او بدونها. فطبيعة هؤلاء مجبولة على التعصب القومي الرافض للآخر، وهذا ما قدمته لنا التجارب المختلفة من تاريخ العراق الحديث بشكل خاص.
الدكتور صادق إطيمش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بژي كوردستاني ئآزاد!
حميد كركوكي {صيادي} ( 2014 / 8 / 8 - 01:11 )
فليعش اليهود والعرب على تلك الرقعة الدامية من الأرض بسلام بعد الإعتراف بحق الحياة من قبل العرب للأخر في العيش بسلام في كوردستان و إسرائيل و فلسطين!
وكل مكان.

اخر الافلام

.. بشكل فوري.. الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء أحياء بخان يونس ورف


.. الفلسطينية التي اعتدى عليها كلب الاحتلال تروي تفاصيل الجريمة




.. أخبار الصباح | بايدن ينتقد المحكمة العليا.. وأول تعليق من إي


.. -تايمز أوف إسرائيل- تستبعد إرسال الجيش الإسرائيلي للآلاف من




.. علاقة السمنة بانقطاع التنفس أثناء النوم