الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داعش في شوارع بغداد

شاكر العينه جي

2014 / 8 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


معركة داعش معنا لا يقودها المراهقين الذين نراهم على شاشات التلفزيون بشعرهم الاشعث وملابسهم الأفغانية ... ولا يتم التخطيط لها بغصن شجرة خشبي وهم يجلسون متربعين على الارض الترابية بعد ان ينهوا حدائهم البدوي مبتهجين بانتصارات "الدولة الإسلامية" علينا نحن الكفار المرتدين... المعركة التي تجري على الأرض الان ليست بهذه السذاجة والسطحية، انها معركة قيادات واستراتيجيات قتال متطورة واضحة وليست معركة جنود اميين انتحاريين.
قيادات داعش التي لا نراها تحاول ابقاء صورتها الظاهرة بهذا الشكل البدائي امامنا وامام العالم حتى لا يحشد العالم ضدها جهدا مضادا مكافئا كجزء من استراتيجية تمويهية لحماية نفسها. فنحن لا نرى غرف عملياتهم الالكترونية ولا نعرف خططهم اللوجستية ولا كيف يديمون خطوط امدادهم التي بدأت تطول من خلال ذيولهم الإدارية. ان من يراقب تحركات داعش على المستويين التعبوي والسوقي يدرك تماما مقدار تفوقها التخطيطي على المديات القريبة والمتوسطة والبعيدة وتفوق قدرتهم العملياتية الساحق على جيوش نظامية مدربة ومجهزة بشكل جيد، وان كانت لدينا شكوك مقلقة في مدى كفاءة الجيش العراقي من قائده العام نزولا الى أصغر قادته الميدانيين فما بال البيشمركة لا يصمدون اماهم وهم اصحاب القضية والارض، ونحن نتوقع منهم الدفاع عن مكتسباتهم التي قاتلوا لنيلها عقودا طويلة؟
ان العوامل التي تؤدي للانتصار في المعركة عديدة ومعقدة والنصر لا ينجز من خلال الكذب او شتم العدو يوميا في وسائل الاعلام ولا من خلال فتوى توفر العديد من الشباب المتحمس من مذهب واحد لخوض معركة لينتهي بهم الحال بعدها على لافتات سوداء معلقة في رؤوس الدرابين تحمل أسمائهم مع آية قرآنية تتحدث عن منزلة الشهداء للترويح عن عوائلهم الثكلى ولإقناعهم بتأجيل مكتسبات الفقراء والمسحوقين الى الحياة الأخرى، الطريقة التي يمارسها رجال الدين معنا منذ قرون لإخراسنا عن قول الحق.
انتصار الجيش يتطلب أولا غطاءً سياسيا توفره قيادة سياسية محنكة ومتمكنة من ادواتها لديها اهداف وطنية عابرة لتفاصيل البلد الاثنية والدينية والمذهبية وذات قدرة على تحشيد كل مكونات الداخل باتجاه الهدف الوطني وقادرة بنفس الوقت على تحييد كل تدخلات الخارج من خلال ممارسات سياسية براغماتية مبنية على المصالح المشتركة للمنطقة أولا وللشركاء العالميين ثانيا. ويتطلب كذلك قيادة عامة للقوات المسلحة تتكون من قادة عسكريين محترفين ذوي مؤهلات اكاديمية عسكرية عالية وخبرة ميدانية وليس من مجموعة ضباط إداريين فاشلين تم فصل الكثير منهم من الخدمة سابقا لاختلاسهم وتم منحهم رتب عالية و شارات كلية الاركان بعد ان اعيدوا الى الخدمة الان بحجة اضطهادهم من قبل النظام السابق! وبالإضافة الى اهمية التدريب الراقي للقائد الميداني والجندي المقاتل فان العلاقة الجيدة والاحترام المتبادل بين الما فوق وما تحته في المنظومة العسكرية تبقى عاملا فعالا في النصر الحاسم. فأين نحن من كل هذا، وهل ما زال مقاتلنا يحرص على الموت لتوهب له الحياة كما تقول بديهيات التدريب العسكري؟
لقد فشلنا لحد الان في معاركنا لأننا ننظر باستخفاف واستهانة لعدونا ونكذب بشكل مزري وندافع عن الفاشل بضراوة لأنه من ملتنا ونرفض مواجهة الحقيقة بشجاعة، ولا نجاح لنا يذكر الا في الشتائم والدجل والوعود الفارغة. لن ننتصر على داعش بالقيادة الحالية للعراق التي اثبتت فشلها بجدارة في كل الاصعدة فالمعركة بيننا و بين داعش معركة قيادات و ليست معركة افراد بل و أتوقع ان تسحقنا داعش قريبا وسنرى قرودها من على قناة الجزيرة يتمشون في بغداد ويهدمون مراقدها في الكاظمية والاعظمية وابصارهم ترنوا الى كربلاء والنجف لإكمال المهمة. متى يصحو "اولي الامر" منا ويتخذون قرارهم الشجاع بتبديل العصابة الجاثمة حاليا على مقاليد الحكم في المنطقة الخضراء فقد بلغ السيل الزبى ولا امل في ان تعود الحياة بعد ان يشج الفأس الراس ولا تنسوا دائماً "ان الله بما تعملون بصير"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تفكير رائق و مقال جيد
محمد جلو ( 2014 / 8 / 7 - 21:34 )

أجد نفسي أنني لا أكمل قراءة أغلب مقالات الحوار المتمدن
و سأعترف أنني أسأم و أتوقف عن قراءة الكثير منها، بعد بضعة سطور
و لن أكملها، إلا إذا أعجبتني كثيرا

مقالة الدكتور شاكر جواد هذه، قرأتها مرتين، و بتمعن
و في كل مرة، أجد نفسي متلهفا في قراءة السطور، ثم مغموما بقدوم الخاتمة، بتلك السرعة

رأي مصيب، في مصيبة العراق


2 - مقال جميل جدا
يونس حنون ( 2014 / 8 / 8 - 15:38 )
اجدت اخي شاكر في وصف ما يحدث اليوم في العراق
نعم سنرى قرود داعش قريبا في بغداد وقد حلوا محل قرود المنطقة الخضراء ، اما الناس فستبقى صامتة سلبية قابعة في منازلها ولسان حالها يقول لا نرى القرود ولا القرود ترانا

اخر الافلام

.. توسع الاحتجاجات الجامعية في أنحاء العالم


.. إجراءات اتخذتها جامعات غربية بعد حرب إسرائيل على غزة




.. استشهاد فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزلا شر


.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع




.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر