الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفريسة والصياد

إبراهيم الحسيني

2014 / 8 / 8
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


الفريسة تطارد الصياد
في حالة غياب الديمقراطية البرلمانية النيابية التمثيلية تصبح الديمقراطية المباشرة ( ديمقراطية الساحات والميادين واللجان الثورية ) الآلية البديلة للمشاركة في الحكم وإدارة شئون البلاد ورقابة أداء النظم والحكومات ومؤسسات الدولة ومتابعة الميزانيات والسياسات وتداولها بالنقاش والفحص والتحليل والتعديل والتغيير ، لتمكين الأمة بطبقاتها المتباينة ـ العليا والوسطى والدنيا ـ من معرفة : من أين تأتي الموارد ، وما هي خريطة الموارد السيادية ؟ وإلى أين تتوجه المصروفات والنفقات وتوزيع الثروات ؟ ولا يمكن أن يتم هذا إلا عبر آليات شفافة للمكاشفة والمحاسبة وحرية تداول المعلومات نفتقدها كما نفتقد الديمقراطية البرلمانية والديمقراطية الشعبية ( ديمقراطية الساحات والميادين واللجان الثورية )
ولن تكون أغنيات خمسينيات القرن الماضي وستينياته الحماسية ، ذات الحنين الرومانتيكي ، مصدرا لتحديد موقف علمي من أية مشروعات دون معرفة تفاصيلها وخباياها ، الجحيم يكمن في التفاصيل والخبايا ، ولن تقودنا إلى توقيع شيكات على بياض ، هذا زمن ولى ، الديكتاتورية العسكرية ودولة المخابرات طالما استخدمت هذه الأغنيات ( النوستالجيا ) في مخادعة وتضليل الجماهير وتوريط الأمة في كوارثها وهزائمها وانكساراتها الكبرى .
وعلى القوى الديمقراطية الاجتماعية الثورية ألا تقع في شراك الإعلانات الصاخبة والأغنيات الحماسية لمشروعات قد تكون براقة وخلابة وتخطف العقول والأبصار لكنها كاذبة مخادعة ووهمية ، ضجيج بلا طحين ، هذه دائما طريقة الطغاة المستبدين والأفاقين ، اللعب على مشاعر وغرائز الجماهير ، دون الديمقراطية المباشرة التي لا بديل ولا غنى عنها .
من هذه الزاوية ننظر إلى إعلان مشروع تنمية محور قناة السويس ، في هذا التوقيت ، ونقارنه بالاحتفالات الصاخبة التي صاحبت إعلان مشروع جهاز علاج الإيدز وفيرس سي ، الذي سخر منه العلماء ، إعلانات وهمية قائمة على الكذب والغش والتدليس ، لتمنح الديكتاتورية العسكرية بعض الوقت على رأس السلطة ، وتمكنها من تنظيم صفوفها وترتيب أوراقها وأوضاعها التي تبعثرت على أثر ثورة 25 يناير 2011.
تعلن الديكتاتورية العسكرية عن مشروع تنمية محور قناة السويس ، بواسطة السيسي مندوبها في الحكم ، دون أية مناقشة مجتمعية أو دولتيه ، بإرادة منفردة ، لتصرف نظر الأمة والجماهير والرأي العام عن هزيمتها المدوية في الحرب على غزة بالمشاركة مع العدو الصهيوني الذي تحالفت معه لتدمير المصالحة الفلسطينية وتدمير أنفاق غزة وإحكام الحصار على الشعب الفلسطيني مقدمة لنزع سلاح المقاومة .. ولكن تأتي الريح بما لا تشتهي السفن .. فقد احتضن الشعب الفلسطيني المقاومة بكافة فصائلها دون أن يهن أو تفتر عزيمته ، قدم الشهداء والجرحى من الأطفال والنساء والعجائز دون أن يجأر بالشكوى و يلطم الخدود بل يشيع شهداءه وسط الزغاريد وأهازيج الفرح ثم يعود ليستكمل مقاومته وتوجيه ضرباته إلى جنود وقادة العدو الصهيوني ، مقاومة استدعت ذكريات الحرب الفيتنامية الأمريكية ومعها كل القوى الاجتماعية الدولية المحبة للسلام إلى تنظيم فعاليات ومظاهرات منددة بالعدوان الصهيوني على المدنيين العزل إلا شعوب المنطقة العربية التي قمعت بسناكي جيوشها النظامية التي استبدلت فوهات بنادقها ومدافعها من التوجه إلى صدور العدو الصهيوني إلى صدور الشعب والمقاومة الشعبية الفلسطينية ، وما فشلت فيه الآلة العسكرية الصهيونية الجهنمية تحاول الإدارة السيساوية المنحدرة من الديكتاتورية العسكرية المصرية تمريره بالدبلوماسية والتهدئة ونزع سلاح المقاومة والمفاوضات السرابية ، وما على قادة المقاومة الفلسطينية إلا الحيطة والحذر واليقظة من الأعداء الكامنين تحت جلودنا وبين ظهرانينا من الحكام العرب الذين يشكلون حائطا استراتيجيا للعدو الصهيوني ، ولتصطف القوى الديمقراطية الاجتماعية الثورية مع المقاومة الفلسطينية وآلياتها الثورية في مقاومة العدو الصهيوني وتوابعه ، ولتكن الفريسة التي تطارد الصياد .. وتنصب له الأكمنة والفخاخ .
في هذا المناخ تخرج علينا الديكتاتورية العسكرية بمندوبها عبد الفتاح السيسي يعلن عن مشروع تنمية محور قناة السويس قنبلة دخانية تغطي وتستر عورات تحالفه مع العدو الصهيوني في الحرب على غزة ومحاولة نزع سلاح المقاومة الفلسطينية دون أية مناقشة مجتمعية علمية : من أين التمويل ولمن العوائد لتمرير احتكار الديكتاتورية العسكرية الإشراف على المشروع ونهب عوائده لجنرالات الجيش محتكرن المواقع القيادية لكل مؤسسات الدولة المصرية بالتبعية للغزاة الملازمة لوجودهم على رأس الحكم منذ يوليو 1952.
تسقط الشمولية والصهيونية
يسقط الشاويش والكاهن والدرويش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صيّاد السمك صيديني كتكوتة!
حميد كركوكي {صيادي} ( 2014 / 8 / 9 - 17:36 )
نحتاج إلى العسكر لكي يخرجوا رؤسنا من أطيازنا! لأننا شعوب بدون مخ أو مخيخ، نحن اللبنيات في المرحلة البدآئية من الطوطم! ورؤسنا في جحورنا ،،، يامعلم كسكس الورا. عيش وشوف.

اخر الافلام

.. استمرار البحث عن مروحية كانت تقل الرئيس الإيراني ووزير الخار


.. لقطات تحولت ا?لى ترندات مع بدر صالح ????




.. التلفزيون الرسمي الإيراني يعلن هبوط مروحية كانت تقل الرئيس ا


.. غانتس لنتنياهو: إذا اخترت المصلحة الشخصية في الحرب فسنستقيل




.. شاهد| فرق الإنقاذ تبحث عن طائرة الرئيس الإيراني