الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخلاق الحاكمين .. يا سيد علي الشلاه

باسم السعيدي

2014 / 8 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


في لقاءاته الصحفية على الفضائيات يلجأ السيد علي الشلاه عضو دولة القانون والذي يلتقي المالكي يومياً بحسب قوله (الحرة عراق – 8-8-2014) يلجأ الى الطعن بالمعارضة من خلال التشكيك في وطنيتهم وكيل التهم بالخيانة والتواطؤ مع داعش والإرهاب وغيرهم، ولا أشك ان هذه الأخلاقية مستقاة من رئيس مجلس الوزراء المنتهية ولايته السيد المالكي الذي كال تهمة خطيرة الى الإخوة الأكراد وهي التغطية على داعش في دخول الموصل، ثم كال لهم التهمة الأخطر حين قال إن أربيل باتت تحتضن غرفة عمليات داعش، ما حدا بالوزراء الكرد الإنسحاب من الحكومة إحتجاجاً على هذا الإتهام الخطير.
هذه اللغة يمتاز بها أفراد من دولة القانون بشكل واضح وأخص منهم حنان الفتلاوي، كمال الساعدي، ياسين مجيد، وعلي الشلاه وآخرون.
الحاكمون هم السقف الأعلى في أية دولة الذي يغطي أبناء الوطن بكل توجهاتهم وآرائهم ويجب أن تتسع خيمة الحكومات لكل الآراء مهما إختلفت مع الحكومة، المخالفون يكيلون التهم للحكام، وهذا أمر طبيعي، من يتصدى للزعامة والسلطة سيكون محل إتهام دوماً، لأن المسؤولية تقع على عاتقه وعليه إتخاذ قرارات مثيرة للجدل والإعتراض والرفض، ولكن يتوجب عليه التعاطي مع تلك القرارات على وفق القوانين والأنظمة والأعراف، فإذا اطمأن الحاكمون من أن مسيرتهم لاغبار عليها قانونياً عندها سيكونون منفتحين على المعارضة والمخالفين، بأسلوب الكسب والتقارب لابأسلوب الرفض والنفور والمغالبة والمجالدة، لأن التوتر والشد والجذب في التعاطي مع المعارضة يعني أن الحاكم خائف، ويخشى وصول المعارضة الى الحقيقة التي تنبئ ربما عن مخالفات قانونية ودستورية.. أما الإنفتاح والرد بأسلوب حضاري يثير الطمأنينة لدى المواطن بأن سلوك الحاكم والحكومة كان سليماً وقانونياً وإن هنالك ربما أخطاء فردية أو سلوكيات مغلوطة تكون في الغالب خافية عن أنظار الحكومة ولو علمت بها الحكومة لجابهتها بالتحقيق الجاد ومحاسبة المقصرين لغرض القضاء على السلوكيات المنحرفة، كلنا نتذكر موقف السيد المالكي من صرخات السيدة هناء أدور للمطالبة بإطلاق سراح الشباب المعتقلين الأربعة من ساحة التحرير، أبرزت الصور للمالكي وللسيد مد إلكرت .. السيد إلكرت أقبل على الصور يتطلع اليها حتى لو كان المر تمثيلاً لاحقيقياً، بينما دفع السيد المالكي الصور بعيداً رافضاً حتى النظر اليها متجاهلاً شكوى ظلامة عليه أن يتجاوب معها وظيفياً وأخلاقياً ودينياً كرجل إسلامي درس أخلاق علي بن أبي طالب في الحكم.
نعود الى السيد علي الشلاه ففي كل مقابلاته مع شديد الأسف يتصرف بفوقية وتعالٍ كبير، ويتكلم بلغة التخوين والطعن بالآخر، حتى حين يساق له خبر عن ممارسة خاطئة للشرطة أو للجيش أو لأفراد في الحكومة تراه يبادر الى الصراخ بلغة القمع الإسكات القسري، بل الى كيل التهمة الجديدة "غطاء إعلامي لداعش"، وصل به الأمر أن أشار الى مراسل الحرّة في أن "التهمة" هي من إعلام النجيفي وداعش.. بربك كيف تتوقع سيكون رأي مليوني مواطن تمثلهم قائمة النجيفي بالسيد علي الشلاه وقائمة دولة القانون؟؟ بل ما رأيهم بفكرة الشراكة مع هكذا نمط من التفكير؟
أقول للسيد علي الشلاه إن زمن الإسكات إنقضى مع انقضاء حكم البعث، وعليك التعاطي مع النقد وتهم المعارضة للحكومة بإنفتاح يدعو الى تقريب المعارضة وتفهم حالة القلق لديهم وطمأنة مخاوفهم بدلاً من لغة الإستفزاز والتخوين والقمع الفكري ومصادرة الرأي.. لا أقل من محاولة كسب القواعد الجماهيرية للمعارضة من خلال الخطاب الإيجابي السليم في معرض الرد على تهم المعارضة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة.. الجيش الإسرائيلي يدعو السكان لإخلاء شرق رفح فورا


.. إسرائيل وحماس تتمسكان بموقفيهما ولا تقدم في محادثات التهدئة




.. مقتل 16 فلسطينيا من عائلتين بغارات إسرائيلية على رفح


.. غزة: تطور لافت في الموقف الأمريكي وتلويح إسرائيلي بدخول وشيك




.. الرئيس الصيني يقوم بزيارة دولة إلى فرنسا.. ما برنامج الزيارة