الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا لو كان الأطفال القتلى -الشهداء- في غزة يهوداً؟

فضيلة يوسف

2014 / 8 / 8
الصحافة والاعلام


دعونا نقوم بتجربة فكرية ونتصور أن العرب قد انتصروا على الإسرائيليين في الحرب عام 1948 وبعد سنوات من الصراع، كان ما تبقى من إسرائيل فقط قطاع غزة.

نفترض للحظة أنه بدلاً من الفلسطينيين، كان أكثر من 1.8 مليون يهودي محشورين في 11 ميل في قطاع غزة ودولة فلسطين، وبدعم من دولة عظمى، تتحكم في السعرات الحرارية لليهود في غزة، وتيقيها 2300 سعراً في اليوم.

تخيل أنه بدلاً من الأطفال الفلسطينيين، كان الأطفال اليهود يعيشون تحت الحصار الفلسطيني الذي يحرمهم لعب الأطفال والكتب والموسيقى وحتى المعكرونة قبل بضع سنوات . كيف تعتقد أن العالم سيتفاعل؟ تخيل لو كان الكوماندوس الفلسطيني اعتدى على سفينة شحن سلمية حاولت كسر الحصار لإيصال الإمدادات إلى اليهود في غزة، مما أسفر عن مقتل تسعة منهم، بينهم أميركي واحد. هل تعتقد أن 85 من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي سيوقع على رسالة تدعم الحصار على غزة والهجوم المميت على سفينة الشحن التي كانت في مهمة إنسانية لمساعدة اليهود في غزة؟
أرسل أيمن محي الدين مراسل NBC تقريراً مباشراً عن قتل أربعة أطفال يلعبون على الشاطئ في غزة. وقد شهد الهجوم وتداعياته الحرجة بنفسه. قبل لحظات، كان الاطفال يلعبون كرة القدم مع الصحافيين على الشاطئ. أسماء الضحايا الأربعة عاهد عاطف بكر وزكريا عاهد بكر، وكلاهما يبلغ من العمر 10 سنوات، رامز محمد بكر، 11 عاما، ومحمد بكر 9 سنوات. تلقى أيمن محي الدين وهو مصري -أمريكي، أمرا لاحقا من قبل NBC بمغادرة غزة .

ذكرت Glenn Greenwald ان "العديد من موظفي NBC بما في ذلك بعض من نجوم الشبكة كان غاضباً من إبعاد محي الدين عن غزة، بسبب ضغوط المحافظين الجدد وادعاءاتهم ان محي الدين كان ناعماً مع حماس .

من المستحيل تقريبا أن نتخيل أن محي الدين سيتم استبداله لو كان قد تم الإبلاغ عن قتل أربعة أطفال يهود على أيدي زورق حربي فلسطيني. ما نراه مرارا وتكرارا في غزة هو كيف تقدر وسائل الإعلام حياة الفلسطينيين بشكل مختلف عن حياة الإسرائيليين.

بعد يوم من الهجوم، بدأت السيدة Samantha Power ، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة تعليقاتها على هذا النحو:
" تشعرالولايات المتحدة بقلق عميق إزاء الهجمات الصاروخية التي تشنها حماس والتصعيد الخطير للأعمال العدائية في المنطقة. وعلى وجه الخصوص فإننا نشعر بالقلق إزاء الأثر المدمر لهذه الأزمة على المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء ".

ومالا يمكن تخيله أنه لو كان أحد صواريخ حماس قد سقط في حديقة وقتل أربعة أطفال إسرائيليين أن السيدة Power ستبدأ كلمتها بهذه الطريقة:

"تشعر الولايات المتحدة بقلق عميق إزاء الهجمات الإسرائيلية في غزة والتصعيد الخطير للأعمال العدائية في المنطقة ..."

لماذا لا يمكن تصور هذا؟ لأن السيدة Power وحكومتها تدعم الفصل العنصري الإسرائيلي وببساطة لا تقدر حياة الأطفال الفلسطينيين بنفس الطريقة التي نقدر بها حياة الأطفال الإسرائيليين.

وقد تم نقل Diana Magnay مراسلة CNN من غزة للسبب الآتي:

كانت Magnay تقدم تقريراً على الهواء مباشرة وشاهدت القصف الاسرائيلي لقطاع غزة حولها. بعد انتهاءالتقرير كتبت على تويتر: كان الإسرائيليون على تلة في سديروت يهتفون كلما سقطت القذائف في غزة ويهددون بتدمير سيارتنا ان قلت كلمة خاطئة "انهم حثالة" . قالت CNN في بيان الجمعة ان Magnay كانت تشير تحديدا إلى أولئك الذين هددوها ونأسف إذا شعر احد بالإهانة.
تخيل لو كان الناس على التلة من العرب ويهتفون كلما قصف الفلسطينيون اليهود، هل كان سيتم نقلها ؟من غير المرجح.

الروائي الإسرائيلي الشهير عاموس عوز، الذي يؤيد الحرب قال بأن الحرب "لها ما يبررها"، ولكنها" مفرطة"،وقد سأل الأسئلة التالية خلال مقابلة لشرح سبب دعمه للهجوم الإسرائيلي:

سؤال 1: ماذا كنت ستفعل لو أن جارك عبر الشارع يجلس على الشرفة، ويضع ابنه الصغير في حضنه، ويبدأ باطلاق النار من اسلحة رشاشة على المنطقة الخاصة بك؟

سؤال 2: ماذا كنت ستفعل لو أن جارك عبر الشارع يحفر نفقا من منطقته إلى منطقتك من أجل تفجير منزلك أو من أجل خطف عائلتك؟

وأريد أن اسأل السيد عوز : ماذا كنت ستفعل لو اضطر حي بأكمله العيش في سجن في الهواء الطلق حيث يمنع أطفالك من الكتب والألعاب ويجبرون على العيش بالحد الادنى من السعرات الحرارية؟ هل تقاتل ؟ هل تصبح متطرفاً؟

لقد قتل " استشهد" أكثر من 400 من الأطفال الفلسطينيين خلال القتال الدائر حاليا في غزة، هؤلاء الأطفال لم يحصلوا خلال حياتهم القصيرة على الضروريات الأساسية لحياتهم وكانت الجريمة التي ارتكبوها أنهم ولدوا في أرض أجدادهم. لا أحد كان يستحق العيش في فلسطين اكثر من هؤلاء الأطفال ومع ذلك قال Bob Scheifer من CBS نيوز ما يلي:

يجد الشعب الفلسطيني نفسه في الشرق الأوسط في قبضة جماعة إرهابية وضعت استراتيجية لقتل أبنائها في سبيل بناء التعاطف مع قضيتها - استراتيجية يمكن فعلا أن تعمل على الأقل في بعض ألمناطق ".
يلقي Scheifer اللوم فقط على الفلسطينيين ل استفزازهم جيش الدفاع الإسرائيلي.
من يقرر متى يستحق الطفل الكتب، والألعاب، والمعكرونة أو يستحق القصف المدفعي؟ انه السيد نتنياهو وشركائه في الحكومة الأمريكية أما وسائل الإعلام الأميركية فليست لديها أية شكوك حول من يستحق ماذا.
مترجم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حماس
zaki yousif ( 2014 / 8 / 8 - 20:36 )
حماس هي التي تقل الفلسطينيين هل لدى حماس جيش نظامي كي تحاربه اسرائيل

اخر الافلام

.. فيديو يوثق المشاهد الأولى لحطام طائرة الرئيس الإيراني


.. ما الأثر الذي سيتركه غياب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزي




.. جو بايدن يواجه احتجاجات من خريجي كلية مورهاوس في أمريكا


.. رجل سياسة ودين وقضاء.. تعرف على الرئيس الإيراني الراحل إبراه




.. ”السائق نزل وحضني“.. رد فعل مصريين مع فلسطيني من غزة يستقل ح