الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شکرا لداعش!

شيروان محمود محمد

2014 / 8 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


شکرا ... لداعش!

و انت تمشي مختالا فخورا بصحتک و تظن نفسک بمأمن من الامراض و اذ ببکتريا ملعونە-;- او ڤ-;-ايروس من نوع ما يصيبک بمرض، فتراجع الطبيب الذي يوصيک باخذ مجموعة من الفحوصات العامة و الخاصة، و يا للهول اذ تکتشف بأن صحتک ليست بتلک المتانة التي کنت تتصورها، اذ يتبين لک ان لديک مجموعة من الامراض و نقصا عاما في المناعة و ترديا في اللياقة فيکتب لک طبيبک مجموعة من الادوية و يوصف لک بعض التمارين المقوية للصحة العامة و بعد مرور فترة تتعافي فتشکر اللە-;- علي نعمتە-;- ...و تشکر تلک البکتريا اللعينة التي ايقظتک من اوهامک و جعلتک تهتم بصحتک بشکل احسن و تکرر القول المعروف" الحمدللە-;- الذي لا يحمد علي مکروە-;- سواه"
يبدو لي ان المأساة التي تعرض لها العراق و من بعدها کردستان علي يد الجراثيم الداعشية کانت او ينبغي ان تکون من نوع ذلک المنبه الذي تحدثت عنە-;- للتو، فيما يخص الصحة الشخصية ، فالهجمة الداعشية الآثمة اظهرت لنا مجموعة من العيوب في کامل منظومتنا السياسية و الاجتماعية والاخلاقية و التي لا يمکن لنا توهم اي نجاح مستقبلي ما لم نحاول التخلص من تلک العيوب، وبعد ذلک علينا ان نشکر داعش، اذ لولاها لربما لم تظهر لنا عيوبنا بذلک الجلاء الذي يفقأ العيون!
_ شکرا لداعش لانها اظهرت بجلاء ان اعادة کبار الضباط البعثيين للجيش کانت خطأ قاتلا و محاولة للتذاکي من النخبة العراقية الحاکمة الحالية و قفزا علي مشاعر ضحايا البعث خلال مايقرب من اربعين سنة، فالمصالحة الوطنية لاتعني ان تسلم المراکز الحساسة في السلطة لاناس کان کل همهم خلال مسيرتهم المدمرة الاستحواذ علي السلطة و الاحتفاظ بها!
_ شکرا لداعش لانها اظهرت بجلاء ان الحکام الحاليين للعراق ، تماما کمن سبقهم، همهم الوحيد هو الاحتفاظ بکرسي حکمهم في بغداد و لتذ‌هب بقية العراق الي الجحيم ، فعلي الرغم من ان السيد مسعود البارزاني کان قد نبە-;- السيد المالکي قبل اکثر من ستة اشهر الا ان الاخير لم يحرک ساکنا لتلافي حدوث المحظور، و علي الرغم من مرور اکثر من شهر علي مأساة الموصل لم نجد جهدا جديا من السلطات العراقية لاستعادة الموصل و انقاذ الاقليات الدينية و القومية من خطر الابادة علي يد ثلة من شذاذ الآفاق!
_ شکرا لداعش لانها اظهرت بجلاء ان السلطات في کردستان لم تأخذ المخاطر محمل الجد، فعلي الرغم من ان السيد رئيس الاقليم کان لديه معلومات کاملة عن الخطر الکامن في تجمعات الارهابيين علي اطراف الموصل، بل و تکرم فاخبر خصمه المالکي بذلک، الا ان مباغتة هذە-;- السلطات من قبل داعش و احتلال سنجار و مانتج عنه من مأساة فاجعة للآلاف من الکرد اليزيديين بينت بأن هذه السلطات لم تقم بواجباتها علي ضوء ماتوفر لدي رئيس الاقليم من معلومات قيمة و خطيرة، و هذا يمکن ان يفسر فقط کأهمال لا يغتفر و اي تفسير آخر لا اجرٶ-;- حتي علي التفکير بە-;-!
_ شکرا لداعش لانها بينت بجلاء بان اسرائيل اصبحت الآن قلب الاسلام النابض و مرکز اشعاعه علي العالم، فالاخوة الشيعة يتهمون الداعشيون بانهم صناعة اسرائيلية خالصة، بينما يتهم الاخوة السنة بأن الشيعة و علي رأسهم ايران ان هم الا اداة ذليلة لاسرائيل، و لم يبق لنا نحن المراقبون المذهولون في هذه المسرحية السمجة الا ان ننتظر نتانياهو و هو يهزج في احد مٶ-;-تمراتە-;- الصحفية" اخوان سنه و شيعه ..هذا الوطن مانبيعه" !
_ شکرا لداعش لانها بينت بجلاء ان مسألة توحيد الادارتين لم تتعدي حدود تعابير جميلة علي الورق فقد بدأ الحزبان الحليفان ، او اعضائهما و مٶ-;-آزريهما بالشماتة ببعضهما و تسجيل النقاط من خلال نقاط ضعف الاخر و الاداء المتعثر لهما!
_ شکرا لداعش لانها بينت بجلاء ان جارتنا الطيبة ترکيا مهتمة جدا بشٶ-;-ون کردستان اکثر من اهتمامنا نحن، بحيث ان مجلس الوزراء الترکي و مجلس الامن القومي قد عقدا اجتماعا لمناقشة الوضع في کردستان حتي قبل ان يجتمع مجلس وزراء کردستان للغرض نفسه!
_ شکرا لداعش لانها بينت بجلاء انە-;- من خلال الملايين من الدولارات بأمکانک شراء احدث وسائل الاعلام الحديث و لکنک لن تشتري اعلاميين اذکياء فقد شاهدنا اعلاميين کانوا يفشون اسرار تحرکات القوات الکردية و ينفشون انفسهم کأنهم هم القادة الميدانيون الذين يحرکون القوات ويحددون مصائر المعرکة!
_ شکرا لداعش لانها بينت بجلاء انە-;- حتي اکثر الشعوب تعرضا لمخاطر العنصرية و اکثرها تبجحا بسماحتها و حسن ضيافتها يمکن ان تنشأ لديها نزعات عنصرية، فقد تکونت في اکثر من مدينة کردية حرکات مطالبة باجلاء العرب النازحين الي مجمعات خارج حدود مدنهم و بدأت تبدي مخاوفها من ضياع الثقافة الکردية و تغيير الطابع الديموغرافي لکردستان، و تتساءل لماذا لا يريد العرب تعلم اللغة الکردية بينما يطالبوننا بأجادة اللغة العربية!
_ شکرا لداعش لانها بينت بجلاء بأن الفصائل الکردية من مختلف اجزاء کردستان بأمکانها التنسيق و انجاز الکثير علي صعيد التصدي لمخططات الاعداء ان صفيت النوايا و تخلصوا من عقدة الرياد‌ة و الطليعية او من حقوق تأريخية للقيادة کنوع من حق الهي !
ربما فاتتني اشياء اخري کثير‌ة ينبغي ان نشکر داعش عليها و لکم ان تکملوا القائمة ...الشيئ الاخير الذي اود ان اشکر داعش عليه هو انە-;- کلما سقط واحد منهم في ساحات الوغي ارتفع متوسط الذکاء لدي من يتبقي من الامة الاسلامية علي قيد الحياة !

شيروان محمود محمد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟