الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أجل إنقاذ حياة -مصطفى المزياني-

مصطفى بن صالح

2014 / 8 / 9
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


وأنا أتصفح الجرائد اليومية، شدتني حالة الطالب المضرب عن الطعام "مصطفى المزياني" حي، وبالنظر للمعطيات التي تكلمت عنها الجرائد حول مدة الإضراب التي تجاوزت الستين يوما، يمكن الجزم بأن المضرب وصل لمرحلة جد خطيرة تنبأ بالأسوء، أي الموت الأكيد، أو الخروج بعاهات مستديمة لن ينفع معها العلاج، كما وقع لمجموعتي مراكش والرباط خلال مرحلة الثمانينات، والتي فقدنا فيها الشهداء بلهواري والدريدي وشباضة...بالإضافة لذوي العاهات من المجموعتين، وهم كثر.
السؤال المطروح الآن أمام هذه الخطوة الاستماتة من أجل الحق في متابعة الدراسة، وهو حق مشروع وجب الذود عنه بكل ما أوتي المرء من عزيمة نضالية وصلابة مبدئية، سواء كان مناضلا أم مواطنا عاديا وفقط..هو حول ما يجب فعله ونهجه من أساليب للحيلولة دون سقوط شهيد آخر من شهداء الصمود والإضرابات الطعامية.
لا يختلف اثنان حول الاختلاف البين بين دوافع الإضراب بالنسبة للشهداء الذين تكلمنا عنهم، وبين دوافع الطالب مصطفى المزياني الذي يعد مناضلا في صفوف مجموعة البرنامج المرحلي/ فاس والتي تتخذ شعار "المجانية أو الاستشهاد" موجها لنشاطها الطلابي ومميزا إضافيا لخطابها الراديكالي في الجامعة.
وحين تجمع التصريحات الصادرة عن الطالب المضرب وعن رفاقه في الدرب وعن عائلته بأن المبرر الوحيد للإضراب كان ومازال هو الدفاع عن الحق في متابعة الدراسة بعد أن تم طرد الطالب المعني عبر استصدار القرار من مجلس تأديبي تابع للكلية التي كان يتابع بها دراسته "كلية العلوم بظهر المهراز" وهو حق كما أشرنا لذلك مشروع وجب الدفاع عنه ووجب كذلك التنديد والإدانة لجميع الجهات التي تحاول اختلاق المبررات للمس به..فلم تعد هناك من جدوى للإضراب، لماذا؟
لأن الجديد في هذا الملف النضالي القح هو حالة الاعتقال التي يوجد فيها الآن مصطفى بسبب الاشتباه في مشاركته في مقتل الطالب الحسناوي، حيث يقبع الآن إلى جانب دزينة من رفاقه في الخط، داخل سجن عين قادوس بفاس حيث البحث ما زال جاريا حول ملابسات ملف الحسناوي..بهذا المعطى يسقط الحرمان من الدراسة تلقائيا لأن المضرب أصبح في وضع الاعتقال وباعتباره مكسبا تاريخيا حققته معركة الدريدي /بلهواري، بعد أن أسقطت في الوحل توجيهات الحسن الثاني الانتقامية، ردا على المشاركة الوازنة لقيادات الحركتين التلاميذية والطلابية في انتفاضة يناير 84 المجيدة، بأن اختار منعهم من متابعة الدراسة كمعتقلين.
أمام سقوط هذا المبرر فهل ستبقى من مبررات أخرى لدخول مصطفى المزياني لهذا النفق؟ لا، وأظن أن مسؤولية رفاقه في السجن بأن يقنعوه بعدم جدوى هذا الاختيار، وبأن دواعي الإضراب استنفذت بمجرد اعتقاله حيث لن يبقى مرتبطا بجامعة ظهر المهراز ، بل سيرتبط بمؤسسة السجون التي من واجبها قطعاـ وكما تدعيه قوانينها المرتبطة بحق السجين في متابعة دراسته ـ تسجيله في أية كلية يرغب في متابعة دراسته بها.
في الأخير وعبر هذه المساهمة البسيطة أتوجه لجميع من له صلة أو اتصال بمصطفى بأن يعمل بالدرجة الأولى على إقناعه بالتوقف عن هذا الإضراب الذي لم يعد له من مبررات..وبألا ينساقو وراء الغوغاء من تجار جثث الشهداء إلا إذا كان المبرر هو اللهث وراء "ربح سياسي"، أو دعاية ما للرفاق في المجموعة أو التيار وهو الشيئ الذي لا أتمناه أن يحصل من عقلاء التيار الذين أعرفه جيدا.
فالحاجة ماسة لمناضلين يخدمون قضايا شعبهم بتعبئتهم وتنوير طريقهم للخلاص من نظام الاستبداد والاستغلال القائم ببلادنا..أما الشهداء فما أكثرهم ولكن في المقابل ما أقل من يتذكرهم ويحيي ذكراهم ولو بواسطة بيان أو كلمة أو خاطرة حتى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهداء وجرحى إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم النصيرا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل طلبة معتصمين في جامعة ولاية أريزونا ت




.. جيك سوليفان: هناك جهودا جديدة للمضي قدما في محادثات وقف إطلا


.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي




.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة