الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إئتلاف دولة القانون والقفز على الحقائق!

ضياء رحيم محسن

2014 / 8 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو أن العامل الإقليمي في حسم تسمية مرشح رئاسة الوزراء، بدأ صبره ينفد من السيد رئيس الوزراء المنتهية ولايته، العامل الإقليمي الذي نعنيه هنا هو الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتي تشعر بأن السيد المالكي قد إحترقت ورقته، ولم يعد بالإمكان إستخدام هذه الورقة لمحاولة رأب الصدع في الجسد العراقي، كونه من ساهم بصورة مباشرة في تصدع هذا الجسد.
بعد أن واجه صعوبات كثيرة، أنيطت بالسيد المالكي مهمة تشكيل الحكومة في ولاية ثانية له، خاصة بعد تدخل اللاعب الدولي طرفا قويا، وكذلك الطرف الإيراني لصالح السيد المالكي.
اليوم وبعد أن فاز إئتلاف دولة القانون، الذي يرأسه المالكي ب95 مقعد، يبدو من الصعب عليه أن يشكل الحكومة للمرة الثالثة، لأسباب عديدة؛ منها أن اللاعب الدولي، لم يعد ير في السيد المالكي شخصية قوية، يمكن أن يجتمع حولها جميع العراقيون، كما أن الأمريكان تخلوا عن المالكي منذ أن خرجوا من العراق بموجب الإتفاقية الأمنية، وعلى ذكر هذه الإتفاقية؛ فإنه كان من المفترض بالحكومة الأمريكية أن تقدم المساعدة بما يقرب من عشرة الآف جندي، في حال تعرض العراق لإعتداء، بغض النظر عمن يكون المعتدي.
الولايات المتحدة سارعت الى تقديم يد العون والمساعدة، للكورد في قتالهم ضد داعش الإرهابي، من دون أن يطلب أحداً منهم هذه المساعدة، ذلك لأنهم شعروا بان ثمة تهديد جدي يجري على الأرض، بالإضافة الى عامل مهم وهو صدق الكورد في علاقتهم مع جميع الفعاليات المؤثرة في الوضع العراقي عموما والكوردي خاصة.
في حين لم نر هذا التهافت على تقديم المساعدة لحكومة السيد المالكي، مع أن نار الحرب تقترب شيئا فشيئا من العاصمة بغداد، والتي تقع فيها أكبر سفارة للولايات المتحدة في العالم من حيث المساحة وعدد الموظفين ( أكثر من 600 موظف)، فماذا يعني ذلك؟
الإجابة عن السؤال تحتاج لرؤية في مجمل الوضع العراقي، فالجو المحتقن من سياسة التهميش التي مارسها السيد المالكي ضد جميع شركاءه في العملية السياسية، وإستمالته للأقاربه وبعض المطرودين من أحزابهم وكتلهم، وكذلك منحه لإستثناءات لبعض البعثيين، وعدم جديته في العمل على تحقيق طفرة في الإقتصاد العراقي، وإمساكه بتلابيب السلطة بجميع مفاصلها، من خلال وضعه لشخصيات تعمل بإمرته.
كل ذلك جعل الأمريكان يقرأون؛ بأن رئيس الوزراء يحاول أن يؤسس لديكتاتورية جديدة في العراق، هذه المرة تكون بلباس شيعي، وهو ما لا يرغبون به، لأنهم يشعرون بأنهم هم من ورط العراقيين بهذه الحكومة، لذلك كثيرا ما حاولوا تنبيه رئيس الوزراء بخطورة خطواته تلك بدون جدوى.
أما الجانب الإيراني، فلا يهمه من يكون رئيس الوزراء القادم، بقدر ما يهمهم أن تكون كلمة التحالف الوطني هي واحدة، وحتى هذه لم يحافظ عليها السيد المالكي في ولايته الثانية، بل إنه يحاول أن يشق عصا التحالف، من خلال إدعاءه بأنه الكتلة الأكبر، فلو كان إئتلاف دولة القانون هو الكتلة الأكبر، فلِمَ تم تقديم السيد حيدر العبادي كمرشح لمنصب النائب الأول لرئيس مجلس النواب، (وكلنا يعلم بأنه عضو بارز في إئتلاف دولة القانون)، على أنه مرشح التحالف الوطني؟.
أليس هذا إعتراف ضمني بأن التحالف الوطني هو الكتلة الأكبر في البرلمان؟، أم أن السيد المالكي وبعض أعضاء إئتلاف دولة القانون يحاولون اللعب على الحبلين كما يقولون، والقفز على الحقائق التي يراها كل ذي بصيرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الذي ينتظر إيران في الساعات القادمة؟


.. خامنئي: لا تعطيل لشؤون الدولة بعد تحطم مروحية الرئيس الإيران




.. طالبة بريطانية للوزيرة السابقة سويلا برافرمان: أنت مجرمة حرب


.. آخر مستجدات عمليات البحث عن المروحية التي تقل الرئيس الإيران




.. من هو محمد مخبر خليفة الرئيس الإيراني المحتمل؟