الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الموشور الكردي

سيهانوك ديبو

2014 / 8 / 9
مواضيع وابحاث سياسية



ليس هناك عاقل من الكرد يتمنى أن تسقط هولير و أن يتم غزوها على يدي داعش أو الدولة الإسلامية وحتى غيرها؛ وبالتأكيد مثل ذلك التمني ينطبق على كل المدن الكردستانية و بكل أقضيتها و إيالاتها وقُراها. خاصة أن المآسي التي حدثت في الأيام القليلة الماضية في شنكال ( سنجار) الكرد الإيزيديين يمثل عمق التراجيديا الشرقية والكردية منها على وجه الخصوص.
أمريكا هي نفسها الأمركة التي سببّت في نكسة وتراجع الانتفاضة الكردية في كردستان العراق1975 بقيادة الخالد مصطفى البارزاني، والنكسة كانت مُمهدة وفق اتفاقية الجزائر المشؤومة 1974 بين الشاه البهلوي ووزير الدفاع العراقي صدام حسين - الرئيس الفعلي وبهندسة من الرئيس الجزائري الحالي بوتفليقة الممتطى - حاليا- كرسيا متحركا أدلى عليه صوته ليكون رئيسا للمرة الرابعة، اتفاقية الجزائر كانت بمثابة التسويات المتحصلة حينها و التداعيات اللاحقة التي أدت إلى تراجع ثم تغيّب الفعل الثوري في كردستان العراق إلى سنوات حتى إعادة تنظيمها ووجودها لاحقاً، وحينما نقول أن الحداثة الرأسمالية أو أمريكا أو الإصرار على النظرة الدونية الغربية أو الشمالية أو المركزية إلى شعوب الشرق أو الجنوب أو الأطراف( التقسيمات هنا أيضا حداثوية لا علاقة لها بالمدنياتية العصرانية)؛ حينما نقول ذلك ليس كرها أو ذما أو حقدا على أمريكا أو روسيا أو كل الأقطاب في النظام الجديد للعالم، إنما حالة الكره و إن وجدت ستكون كرهاً و ذماً و حقداً على شعوب الشرق والأوسط منه على وجه التحديد و الكُرد منه على وجهه الخاص بل والأكثر تحديداً. لماذا نصر أن نُلدغ من أفاع لم تتفهم ماهية القضية الكردية الإنسانية و بمشيئتنا؛ و بمشيئتنا- أيضاً- نريد أن نكون ( المُلحق) أو التابع الذي لا بد حتى يمشي أو يكون؛ من سيد أو قوي ينتشله؟
القول بأن القضية الكردية أو المشكلة الكردية في الشرق الأوسط يستوجب من أجل حلها توافقا دوليا لأنها بالأساس كانت بمثابة رغبة دولية في ابتلاعها- كجغرافية؛ هو القول الأكثر سوءاً في زمن السوء العالمي و جنونه؛ بل يمثل عمق القدرية والجبرية والاتكالية والاصلاحية، وهذه القناعة الإملائية؛ بعد سلب الذهنية والإرادة المجتمعية التي سبب تغييبها نكوصا عاماً على المستوى المعرفي الكردي، وجعلت الأحزاب الكردية في سوريا ترتهن وفق مفهوم القومية البدائية الاتكالية والتعكز إلى الماوراء؛ شأن غالبية الأحزاب الكردستانية وتقارباتها للحل الوطني الكردي؛ وأعتقد هنا أن هذه النتيجة هي في الوقت نفسه سببا وجيها يفسر التخبط والتشرذم وشح الرؤية والمنهج والأسلوب الجديد لحل الأزمة السورية وإيجاد تصور متقدم لقضاياها وعلى رأسها القضية الكردية في سوريا.
ما حدث في شنكال الكردية اليزيدية من قبل جماعة الخلافة المعلنة في الدولة الإسلامية، لن تكون جماعة الدولة القاتلة الأخيرة، ولن تكون هذه المجزرة المشهد الأخير من تراجيديا المجازر المطبقة بحق الكرد؛ سيّما أن عناد الكُرد – غير المبرر له غالبا- سيكون بمثابة تأجيل بيان حلوله و تأخير تمثيل وجودهم؛ العناد الذي يفضي إلى الرؤية و التعامل مع الوقائع و مستجداتها وفق النظرة القومية البدائية، والتي مثلت على الدوام اللاحل، و كانت على الدوام أحد أركان الحداثة الرأسمالية بالإضافة إلى الصناعوية و الربح الأعظمي.
الحل مُنْتجُ دوام الإخفاقات ودوام التجارب في جدلية النفي و نفيه، وجدلية تاريخ تعقد القضية الكردية نتجت بالوتيرة نفسها رؤى متقدمة من الحل، و حل الأمة الديمقراطية هو حل يضمن الطريق إلى الوطن التشاركي وتُعَبِّرُ عن حالة الأمة السورية في المجتمعِ الديمقراطي الذي لا يستند إلى لغة أو أثنية أو طبقة معينة، ولا يرتكزُ إلى الدولة، بل هو متعدد اللغات ومتنوع الإثنيات، ولا يتيح المجالَ للتمايز الطبقي أو لامتياز الدولة، بل يعتمد على الأفراد الأحرار والمتساوين. فالأمة الديمقراطية تتكون من المواطن الديمقراطي والجماعات الديمقراطية. وهي تعمَلُ أساساً ببراديغما الأمة المرنة المتألفة من الهويات الثقافية المنفتحةِ الأطراف ، وحل الأمة الديمقراطية يؤكد النظرة إلى أن الشرق الأوسط وسوريا هي الأرضية المناسبة و المتهيئة لإيجاد مجتمع حر ومبدع، وتعد كردستان - وفق هذا المفهوم المنتمي إلى عمق الحداثة الديمقراطية- القاعدة النوعية لبناء مجتمع أخلاقي سياسي وإيكولوجي دون المساس بالجغرافية السورية نفسها، ويتم ذلك عن طريق إدارات ذاتية محلية و على قاعدة الوحدة في التنوع. إن مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية القائم هو مشروعيٌّ يتألف من اتحاد مقاطعات ثلاثة: عفرين، كوباني، والجزيرة، ولا شك أن هذا المشروع جسّد حتى هذه اللحظة الضمانة الأساسية لتحقيق السلم الأهلي والأمن المجتمعي، وهذا ما جعل مؤخراً كبار الديبلوماسية في الاتحاد الأوربي أن يعيدوا النظر في مشروع الإدارة الناشئة في شمال شرقي سوريا واعتباره من الحلول النوعية للأزمة السورية ويجب الأخذ به و اعتباره أنموذج حل في وقت شُحِّ الحلول و تفاقم الأزمة في سوريا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات الهدنة: -حماس تريد التزاما مكتوبا من إسرائيل بوقف لإ


.. أردوغان: كان ممكنا تحسين العلاقة مع إسرائيل لكن نتنياهو اختا




.. سرايا الأشتر.. ذراع إيراني جديد يظهر على الساحة


.. -لتفادي القيود الإماراتية-... أميركا تنقل طائراتها الحربية إ




.. قراءة عسكرية.. القسام تقصف تجمعات للاحتلال الإسرائيلي بالقرب