الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عميقا في البئر يغوص الحلاج

الطيب طهوري

2014 / 8 / 9
الادب والفن


إلى الحلاج ميتا وحيا

وقت المسلم مئذنةٌ (في الحاضرِ)..
ويداه الآذانْ..

***
كان الحلاج يجر الوقتَ سعيدا..
أحيانا يترجرج (أعني الوقتَ)..
وأحيانا يتغرب او يتشرقُ..أو يخفي سر خطاهْ..
يمشي الحلاج الجبةَ..
يفتح في الأفْق الأسماءَ..
ينادي : أسمائي الأخرى مري بي..
مري بصهيل الصهد الرابض في..
مري بالموج هنالك..أو بالموج هنا..
مري أوتارا للرعدِ القادمِ..
أجنحة للطير..وأمطارا لخراف السهلِ..
وطينا للماء
ويسير الحلاج الآخرُ مرتقيا شمس الغابر أو شمس العابرِ..
ليس مهما غابره ..أو عابر أشياء يديهْ..
ليس مهما أن ترتجف الأرض بهِ تعبا..أو يرتعد الغيم حزينا علْو سماهْ..
ليس مهما ما كان لهُ في هذا القفر الشاحب ..أ وما سيكون..
ليس مهما ما تبصره المرآة بعيدا من شدو الليل الزاحف حمًّى داكنةً..
ليس مهما ما تسمعه من وقع الأقدام على الأرض هنالك حيث الضوء جهاتْ
كان الحلاج هنا وطنا مسكونا بالرفضِ.. وكان الركض مداهْ..
(ما أبشع هذا الوقت الضائع في غسق الليل الرابضِ في الأسمال الصماء..
ما أبشع وجهَ الطفل قفاهْ)..قال الحلاجُ..
ومد خطاهْ

***

أمكنة المسلم أدعيةٌ ( في الحاضر)..
شفتاه الأزمان..

***
يمشي الحلاج بعيدا في التيهِ..
يرى شجرا يتملق ظل الرملِ..
ويسمع تغريد البجع الناحبِ..
يسمع ذئبا يعوي ..
ويرى أيضا بئرا يتصاعد منها حر بخار الموتِ..
يرى الرمل يعانق ظل البئرِ..
الشجرَ النازفَ أغصانا ذابلة يحضنُ فيه الصمتَ/ لهيبَ النفط الشاردِ فيهْ..
يمشي الحلاج بعيدا أكثرَ..
يسمع وشوشة تأتي من جهة البحرِ الغارب شطآنا ذاهلةً فيه، يقول الموج القادم للموج الذاهب:
كانت أعمار تتوهج فينا، سفن ملأى بالقمح هنا ترسو أو تتحرك ذاهبةً..
كانت كتب تتوضأ بالماء هنا..
شِعرا أخضرَ كان هنا..لغة زاهية الألوانِ.. غناء..
كانت فلسفة تتماوج أسئلة أخرى..أسئلة لا حد لها..
كان الوقت صعيدا..
كان سعيدا..

***
أرصدة المسلم عاشوراتٌ تتكررُ..أو تتجررُ..
تربته الأحزانْ

***
كان الحلاج دما يتدفقُ، يسقي الماء..
كان الماء يشق الصحراء نخيلا باسقةً رؤيتُهُ..
كان الماء بهاء..
مد الحلاج لجبته الصوتَ ..
ومد الأسماء خريرا للماء....
بزغ الغيم نهارات تغرس تربتها أشجارا شامخةً..
أنهارا ملأى بالزهوِ..
نسائم تفتح أبواب الرغبة أسماكا شهواتْ..
بزغت شمس دافئةٌ وسنابل للآتْ..

***
كان الحلاج صهيلا لخيول الأمس النابضِ..
لكن الحلاج هنا..ماتْ

***
لا أسمعني في هذا النهر الدافقِ..
لا أسمع وقع خطايْ..
مُدت سلسلة الفقه لساقيَّ.. مشت للخلف غيوما مالحةً..
كان الحلاج دما يتقاطر في البئر النفطيِّ..
وكانت نار الأعماق رمادا صخريا يلتف على الجسد المنهارِ، يلف / يزف يدي للنارْ..

***
كنتُ الحلاج هنا..
كان الحلاج هناكَ..
وكنا في عمق البئر النارْ..
زنجا صرنا..وقرامطةً..
أشعارا تتضوء بالرفض/ الرقص البشريِّ..
صلاة تقرأ آيات الأشجارِ..
وأسفارا تتلوها الأسفارْ..
صرنا في العمق البئريِّ زلازل هذا الصخر النهريِّ رمادا فينيقيا يغسل في الأسفار الوثنية في هذا القفر مياه الأمطارِ..
يغني حجر الفقراء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ا?صابة الفنان جلال الذكي في حادث سير


.. العربية ويكند |انطلاق النسخة الأولى من مهرجان نيويورك لأفلام




.. مهرجان كان السينمائي - عن الفيلم -ألماس خام- للمخرجة الفرنسي


.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية




.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي