الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العصر المظلم في التاريخ العراقي

جاسم محمد كاظم

2014 / 8 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


العصر المظلم في التاريخ العراقي
يعتبر نتاج الإنسان شاهد على العصر الذي عاشه ومن خلال هذا النتاج يستطيع الإنسان الحكم على هذا التاريخ حين يختلط حابل الزمن بنابلة وتختلط أوراقة فيما بينها .
تجهل الأجيال الجديدة ما فاتها من دقائق الزمن المشرق يوم وجدت نفسها تعيش في الجانب المظلم من تاريخ العراق لذلك يستغرب ابنانا كثيرا من لحظات الحديث وتظهر عليهم لحظات التعجب كثيرا وكثيرا بان عالم اليوم ليس امتداد طبيعي وتطوير لعالم الأمس بل هو عالم آخر مثل قطيعة تامة ومناقضة بكل ما للكلمة من معنى لذلك الزمن الجميل .

ونخرج باستنتاج من خلال الحديث الذي تتخلله الأفكار بأننا جيلين مختلفين تماما لا ينتميان إلى نفس الزمن ولا يمكن أن يمتزجا أبدا لاختلاف الواقع المعاش لانهيار المفاهيم الحضارية لتدهور قوى الإنتاج التي ارتجعت نحو بدايتها الطفلية .

وصف الإنسان عصره منذ قديم الزمن ومثلت الكلمة ذلك الواقع وأصبحت مادة دسمة من اجل فهم وتحليل الحقب المختلفة بطريقة المقارنة الموضوعية حين تتفاضل الأيام على بعضها البعض وتتسلى الذات بأيامها السالبة .

لم تنقل الديمقراطية عراق اليوم إلى العصر الذهبي كما فعل سولون مع الاثنين ليس العيب في الديمقراطية الوافدة بسبب وقوف أحزاب السلطة والمؤسسة الدينية سدا وحاجزا أمام الدولة التي يجب أن تتكون لتصبح هذه الأحزاب سلطة احتوت في داخلها مفهوم الدولة .
يقول البرجوازيون إن الإنسان الحديث يجد نفسه في الدولة من خلال قوانين الحماية والضمان الاجتماعي لذلك مثلت الدولة البرجوازية بفلسفتها الديمقراطية نهاية التاريخ .
كنا نأمل من الديمقراطية العراقية الوافدة أن تكون بمستوى الطموح وحسبنا بأننا سوف نرى شيئا مشابها لما نراه ونسمعه من صراع اليمين مع اليسار كما يجري في فرنسا أو تكون ديمقراطيتنا مشابهة إلى حد ما لديمقراطية العراب والصراع الديمقراطي الجمهوري للوصول إلى سدة البيت الأبيض .

لكن الذي حصل كان يفوق مستو التخيل أو التنبؤ العقلي للإحداث بواقع اختلف كثيرا عن ما يجري في بلدان الديمقراطية ببروز المؤسسة الدينية كحجر عثرة تطورت إلى غيمة تحجب النور عن الكل وترمي ظلها الخانق لتحول العملية السياسية نحو صراع مابين المذاهب والطوائف أفضى إلى تفتت العراق جغرافيا وسياسيا وعرقيا .
وعملت الأحزاب المتسلطة لنفسها فقط فأصبحت الوظائف حصرا لأعضائهم وكأن السلة أعطتهم هذا الامتياز الحصري وانتفت المواطنة وحل بدلا عنها الولاء للحزب والمذهب وبدل أن تبني الديمقراطية الدولة العصرية القائمة عل أساس المواطنة والحق والواجب وجد العراقيون أنفسهم يدخلون كهوف التاريخ المظلمة باسم شيخ العشيرة والمذهب والطائفة .

ربما لم يتوقع أكثر المتشائمين ما حل بعراق اليوم في كل عصوره منذ قيام ما يسمى بالحكم الوطني وتأسيس المملكة العراقية مرورا بكل من حكموا العراق حتى سقوط نظام صدام حسين .
وإذا كان من تسمية تنصف هذا العصر الذي وجد العراقيون فيه ينزحون بالملايين من بيوتهم ومدنهم فان تسمية "العصر المظلم" هي الأنسب لهذا الوصف بعدما أطلق التاريخ هذا المسمى على حكم الكنيسة المظلم الذي حل محل حكم العقل في أوربا وجثم عل أنفاسها ما يقارب الألف سنة ذاقت فيها البشرية صنوف العذاب والقهر والقتل المذهبي مابين الكاثوليك والبروتستانت وشيوع الخرافات والأساطير وتفشي الجهل وانحطاط التاريخ وانتشار محاكم التفتيش وقتل العلماء وحرقهم.
لكن عجلات التاريخ لم تتوقف بل استمرت بالدوران لتطور القوى الإنتاجية وظهور الاختراعات الجديدة والعقل المعقلن التي غيرت مجرى التاريخ لتصبح أوربا المسيحية مهد الديمقراطيات والنهضة التي يتمنى الكل المرور بزمنها .
فهل سيكون العراق مثل أوربا لينهض من رماده ليدور فيه الزمن ويري العالم الوجه المشرق والمنير منة بدل هذا الجانب والعصر المظلم .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاسم محمد كاظم









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحزب الوطني
محمود سلطان ( 2014 / 8 / 10 - 05:51 )
الحزب الشيوعي تحول إلى حزب وطني ونفض يده من الماركسية
والسيد جاسم يقتفي أثر الحزب الشيوعي
رحم الله الكاتب السياسي صموئيل جونسون الذي قال في القرن الثامن عشر
- الوطنية هي الملاذ الأخير للأنذال -


2 - الاخ محمود سلطان فائق التحية
جاسم محمد كاظم ( 2014 / 8 / 10 - 17:42 )
ههههههههههههههههه في البداية اود الضحك من القلب على تعليقك الرائع لكن المقالة ليس فيها اي اثر للحزب الشيوعي وانا شخصيا لست من انصار الحزب الشيوعي ولا من انصار الوطنجية ليس لنا هم الان سو تحقيق عدالة اجتماعية ان امكن ذلك الف تحية

اخر الافلام

.. ألمانيا تقر قانونا لتسهيل طرد مؤيدي الجرائم الإرهابية | الأخ


.. أردوغان لا يستبعد عقد اجتماع مع الأسد: هل اقتربت المصالحة؟




.. قراءة ميدانية.. معارك ضارية وقصف عنيف على حي الشجاعية بمدينة


.. -من الصعب مناقشة كاذب-.. هكذا علق بايدن على -التنحي- | #عاجل




.. -لكمات- بين بايدن وترامب .. والأميركيون في مأزق ! | #التاسعة