الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
العراقييون ينتظرون المنقذ من السماء
عصام عبد الامير
2014 / 8 / 10مواضيع وابحاث سياسية
نحن شعب العراق أصحاب أولى الحظارات في التاريخ الانساني منشئي الكتابة الاولى وأول من بنى وعمل وجهد في مواجهة الطبيعة في كل قسوتها وغضبها من فيضانات وحرارة الطقس وفتك الوحوش التي كانت منتشرة في هذه الارض واول من بنى المدنية وسن القوانين والتشريعات لتنظيم الحياة الاقتصادية والاجتماعية والحقوقية واول من سخر واستغل نعمة الطبيعة وخيراتها من مياه وارض خصبة وثروات حيوانية وغيرها ولكن كان دائما وابدا عيون العراقيين تتجه صوب السماء وهكذا بقية الحظارات التي تلتها حيث ان السماء هي التي تقدم الدعم والباعث الروحي والمعنوي في العمل لانجاز المتطلبات لبناء الحظارة بل هي القوة التي تبارك عمل الانسان وابسط مثال على ذلك في مسلة حمورابي ان الملك يتسلم الشريعة من اله (شمش ) اله الشمس ولكن في ذلك الوقت كان الانسان العراقي القديم أي انسان الحظارة الذي لانعلم هل هنالك امتداد تاريخي لوجوده الى الوقت الحاضر ام انه انقرض كان ذلك الانسان يعمل وبجد ويتفنن في البناء والزراعة وحتى بعض الصناعة الاولية وهذا مانشاهده من آثار عظيمة قد تركها تدل على جهوده فهو كان يعمل وينتظر مباركة السماء فهو لم يقنط ويجلس وينتظر من الآلهة انجاز مهماته
اما عراقي اليوم فهو غير فعال وسلبي لدرجة قصوى لا يتحرك ولا يعمل بجدية لحل مشاكله بل ازماته التي تهدد حياته ووجوده ينتظر من السماء تقديم الحلول والخلاص منها
ان الاعتماد على الحلول الغيبية تعكس عجز الانسان وضعفه في مواجهة التحديات وهنالك امثلة كثيرة على ذلك فنحن العراقيين وغالبيتهم كانوا ينتظرون الطائرات الامريكية لتاتي وتخلصنا من نظام صدام الدكتاتوري والشيعة ينتظرون الامام المهدي لينقذ العالم من الظلم والجور وفي تشكيل الحكومة الحالية ننتظر ولي الفقية علي خامنائي الذي هو وكيل الامام المهدي وبدوره هذا هو وكيل السماء ليخلصنا من الولاية الثالثة للمالكي واخرا ننتظر الطائرات الامريكية وضرباتها لتخلصنا من داعش ثم ننتظر المساعدات الانسانية وعمليات الغوث للهاربين من جور معارك داعش من المظلات التي تهبط من السماء الى متى يبقى العراقييون ينتظرون المنقذ من السماء
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ريبورتاج: الرجل الآلي الشهير -غريندايزر- يحل ضيفا على عاصمة
.. فيديو: وفاة -روح- في أسبوعها الثلاثين بعد إخراجها من رحم أم
.. وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع
.. جنوب لبنان.. الطائرات الإسرائيلية تشن غاراتها على بلدة شبعا
.. تمثال جورج واشنطن يحمل العلم الفلسطيني في حرم الجامعة