الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الوطن اصبح مزرعة للفاسدين

خالد بهلوي

2005 / 8 / 9
الادارة و الاقتصاد


اعلم إنني لن أضيف شيئا على ما كتب عن الفساد بكل أشكاله وتجليا ته مع قناعتي المسبقة بأنه لا جدوى من الكتابة في هذا الموضوع ولكن التذكير ضروري ومن الأهمية الاستمرار في الكتابة وكشف اثار الفساد والفاسدين والمفسدين إلى أن تختفي هذه الظاهرة السلبية المدمرة للوطن والاقتصاد والمجتمع
لو كتبت عن مستخدم يرتشي لقالوا أن معلمه أيضا يرتشي لو كتبت عن مدير مؤسسة في قطاع عام لقلتم انه ان هذا لايذكر امام الآخرين ولو كتبت عن مدير عام لقلتم هناك من يحميه ويدافع عنه ولو كتبت 0000 لقلتم ؟؟؟‍ وهذا يوصلنا إلى قناعة أن في جعبة كل مواطن قصة ورواية عن الفساد حدثت معه أو سمع عنها إذا الفساد ظاهرة عامه ومهما كتبت يبقى معالجة وتغطية الموضوع ناقصا
عندما تنتهي صلاحية أي مادة غذائية يعتبر غير صالحة للاستعمال فإذا لم يستهلك أو يتلف يصبح فاسدا ويعرض كل من يتناوله إلى حالة تسمم قد يؤدي إلى الوفاة إذا لم يتدارك الأمر ويسعف المصاب ويعالج فورا بعد ساعات قليلة يبدأ الجسد بالتفسخ والعفونة وينشر روائح كريهة لذلك يسرع في دفنه حتى لا يسمم ما حوله لانه اصبح فاسدا
هكذا الفساد في المجتمع بأشكاله الإدارية والاقتصادية والسياسية إذا لم يعالج ويسعف في وقته يتحول إلى سرطان قاتل او عفونة ويفسد ما حوله
أن فيروس الفساد مثله مثل جميع الفيروسات يمكن الوقاية منه أو الحد من نشاطه وفعاليته و انتشاره أو التقليل من آثاره المدمرة نسبيا عبر معالجة الاسباب والمسببات
أي تحصين المجتمع بالرقابة والشفافية والديموقراطية والرأي الآخر وحرية التعبير والأعلام الحر المسموع والمرئي والمقروء البعيد عن أعين الرقابة والسلطة
الفساد قديم في العالم ومر عبر عصور وأزمان وفي بلدنا أيضا إنما الجديد هو الحديث عنه في الصحف الرسمية ومن قبل السلطات المسؤولة ولمواجهة الفساد لابد من الاعتراف بوجوده وهذه نقطة البداية الصحيحة حيث بدات الحكومة تعترف بممارسات الفساد التي تسود في الوطن بداية من شرطي المرور المسكين وهو واقف يتلقى رشاوى السائقين علنا، والرشوة التي تدفع للحصول على وظيفة والسرقة التي يقوم بها مدير مصرف ومدير مؤسسة في القطاع العام وصولا إلى القاضي إلى رئيس وزراء أمثال الزعبي ، حتى نصل إلى الفساد الاقتصادي وألا داري والسياسي ،

ولكل هذا يعتبر محاربة ومكافحة الفساد والمفسدين مهمة اجتماعية وطنيه ولأنها اخطر القضايا الاجتماعية الراهنة نظرا" لوقوع أضرارها" على سائر أفراد المجتمع وأكثر الناس وأشدهم ضررا هم الفقراء والكادحين لهذا اصبح محاربة الفساد حديث الناس في الشوارع والأزقة، في المقاهي والمنتديات في الدوائر، الحكومية... بين أفراد العائلة الجميع يطالبون باستئصال الفاسدين والمفسدين لصالح عموم الشعب وإرساء حكم القانون واستقلالية القضاء ،و فسح المجال للشرفاء ونظيفي اليد والمخلصين مهما كان انتماؤهم السياسي أو الفكري أو الديني أو القومي وان يكون المقياس هو الصدق والاخلاص للوطن
وكلما اقترب المرء من موقع القرار فتح الافاق أمامه لممارسة الفساد وأسهلها الرشوة والاختلاس الذي أصبح منهجا يمارس علانية ويشارك اكثرية المواطنين فيه بدرجات متفاوتة حتى الفقير يدفع للحصول على وظيفة أو لتسيير معاملة سعيا لتامين لقمة الخبز له ولأطفاله فيشارك مرغما مكرها لاغتناء وتسمين الفاسدين
كذلك الموظف الشريف الذي يعمل ضمن طاقم همهم بناء القصور الفاخرة والسرقة والنهب المنظم
نجده يضطر إلى السكوت عن الخطأ لعدم قدرته على مجابهة حيتان الفساد لديه خوفا من بطش مسئولة و إبعاده عن ساحة الاختلاس ومنابع النهب لانهم يعرفون تماما كيف يتم الوصول إلى المناصب الرفيعة أما بالمحسوبية، أو الدفع او بموجب رسالة توصية من الكبار0 لقد اخذ الفساد الجانب الأهم والأكبر في النقاشات الساخنة في أروقة المؤتمر العاشر لحزب البعث العربي الاشتراكي حيث طالب البعض من على منبر المؤتمر بضرورة محاسبة المسئولين الفاسدين وإعادة الأموال التي جمعوها بطرق غير شرعية إلى خزينة المال العام لتنعكس إيجابا على حياة ومعيشة المواطن
إن مكافحة الفساد هي المحك بالفعل, مع أن ذلك صعب في ظل الأوضاع الحالية, نظراً لترابط سلم الفساد وتعمقه في الكثير من ألا دارت ومؤسسات القطاع العام ,
ويحتاج إلى إجراءات حاسمة وعاجلة، لتصفية كل إشكال الفساد ومسبباته وحماته من أصحاب القرار والرأي، وتصفية كل موروثا ته ومؤسساته وآلياته بمشاركة كل القوى في المجتمع ولن تحل بقرا ر ولا بقانون طالما هناك أجواء ومناخ ومبررات لعودة الفساد
فظاهرة الفساد لها عوامل ذاتيه وعوا مل موضوعية
1- التفريق بين المواطنين بان ينال أحدهم الدعم والواسطة في تسيير أي معاملة وحل أي معضله0
2- غياب الأسس السليمة لاختيار أي مدير موقع حتى رئيس جمعية فلاحية
3- غياب الرقابة والمحاسبة الدورية رغم الإعلان عن ذلك ورغم حديث كل مواطن بأهمية وضرورة المحاسبة واتخاذ إجراءات صارمة عن الفاسدين والمفسدين
4- الحصول على الامتيازات والمكاسب بأشكاله المتنوعة والمختلفة وذلك بالقفز على القانون وعرقلة معاملات المواطنين للحصول على الرشاوى وعدم التوقيع على أي وثيقة إلا بدفع المعلوم
5- توسيع رقعة الديمقراطية وإطلاق حرية وسائل الأعلام في كشف الفساد والخلاص من المفهوم الجديد الذي يتبلور عند البعض ان الدولة مزرعة لهم فقط
6- ان يقول كل مواطن هذا البلد وهذا الشارع لي ويخصني وهذه الحديقة لأطفالي وحمايته مطلوب مني قبل الآخرين والانتهاء من مقولة فخار يكسر بعضه .
إلى متى نسمع ونرى حقائب تملأ وتبحث عن بنوك لإيداع ما سرق من جهد العمال والفلاحين وقوت أطفالهم, بينما ننتظر عاجزين عن رد ومحاسبة هؤلاء ولضعفنا نلجأ إلى الدعاء ونقول آن عقوبتهم في الآخرة وان الله سبحانه وتعالى سوف يحاسب الفاسدين والمرتشين ولو بعد حين
وما نراه أحيانا من حملات محاربة الفساد على أي مستوى حيث يحاسب واحد واثنين اومجموعة متكاملة ويعود الفساد متعافيا سالما غانما يجدد دورة نشاطه من اختلاس وجمع الأموال وتهريبها لخارج القطر
.. والفساد عموما ينهش اقتصاد البلد ويدمر البنية التحتية ويفسد الحياة الاجتماعية ويستغل الإنسان الشريف
ويطفوا على السطح المرتشي والسمسار لانه يمتلك السيارة والنقود ويقدم الولائم والصدفات
ويبقى النزيه الشريف فقيرا دون مسكن أو دواء أو طعام ينام جائعا ويحافظ على كرامته








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التونسيون يستعدون للاحتفال بعيد الأضحى رغم التحديات الاقتصاد


.. احتدام المنافسة بين المحافظين والإصلاحي الوحيد في الانتخابات




.. تحديات أمام الانتخابات الرئاسية الإيرانية في ظل منافسة كبيرة


.. بعد زيادة عيار 21.. سعر الذهب اليوم السبت 15-6-2024 في الصاغ




.. شركة صينية تطلق تطبيق ذكاء اصطناعي لمنافسة ChatGPT