الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنتظار السلام

كور متيوك انيار

2014 / 8 / 10
السياسة والعلاقات الدولية



يدخل وفدي التفاوض ( الحكومة و التمرد ) جولة حاسمة من المحادثات الذي ينتظره كل شعب جنوب السودان وكافة ارجاء البلاد ، لوضع حد للحرب و الاحتراب المستمر منذ الخامس عشر ديسمبر 2013م ، هذه الحرب بين الحكومة والمتمردين تركت اثاراً اجتماعياً وتفتت في النسيج الاجتماعي الجنوبي وكما لم يحصل من قبل ، واثاراً اقتصادياً نتيجة لتضرر بعض المنشات النفطية وتقليل حجم الانتاج اليومي ، واثرت بدرجة كبيرة على المساعدات المالية التنموية المقدمة من المؤسسات المالية الدولية ، وتلك التي كان يدفعها دول صديقة شاركت بفعالية في استقلال جنوب السودان وتلك الاثار التي شملت الحقل الصحي والتعليمي على المستويين الجامعي والدنيا ( الاساس ، الثانوي ) ارجعت خطط تنموية واستثمارية طموحة كان سيشارك فيها مؤسسات اقتصادية كبرى ، ومشاريع تنموية بتمويل من صناديق تنمية دولية ، الحرب ادت الى ذيادة المخاوف من احتمال إن يطيل البلاد موجة مجاعة لم يشهدها منطقة شرق افريقيا منذ ثمانينات القرن الماضي بالاضافة الى انتشار امراض كان من السهل السيطرة عليها في حال عادية الاوضاع داخل البلاد ، كما إن الحرب حولت اولويات الموازنة من تنمية الى موازنة حرب يتم فيها تخصيص جزء كبير من الموازنة لدعم الجيش في مناطق العمليات و شراء اسلحة جديدة ، لم تكن ذات اهمية في وقت كان الوضع مستقراً .
قادة الحركة الشعبية – جناح الحكومة ، الحركة الشعبية – جناح التمرد ، الحركة الشعبية – جناح المعارضة ( م 11 ) ؛ امام امتحان ملحق حقيقي ينتظر الشعب الجنوبي إن ينجحوا في اجتيازه بنجاح وذلك بعد إن فشلوا في كبح جماح حقدهم ولجمه حتى خرج الاوضاع عن السيطرة وتتحول البلاد الى ساحة حرب دون اسباب واضحة وغير مفهومة بالنسبة لشعب الجنوبي الذي يامل في إن يعوض نصف قرن من الزمان وسط الاحراش والغابات مسانداً للحركة الشعبية و الجيش الشعبي وذلك املاً منهم في العيش في وطن لا يضطرون فيه لمغادرته بسبب حرب داخلية اخرى بين رفاق سلاح ونضال لاكثر من ربع قرن ، إن الإدعاءات المتكررة من الاجنحة الثلاثة للحركة الشعبية ستفقد مصداقيتها في حال لم يتمكنوا من نكران ذاتهم واستعادة السلام الذي حرموا منه الشعب لاكثر من نصف العام ، فالاطراف الثلاثة يتحينون الفرص لاتهام الاخر بعدم وطنيته ، وانه سبب ما الت عليه الامور داخل البلاد ، والتاكيد على إنهم يتحدثون باسم شعب لم يساله احد إن كان يوافق على إن يقوده المجموعة ( أ ) ، ( ب ) ، ( ج ) ، لقد حان الوقت لكي يوقع اطراف الصراع على اتفاقية يضع حداً للحرب وحتى يتفرغ الجميع للبناء الوطني وسد الفجوات التي اوجدتها الحرب في بنية النسيج الاجتماعي بين مكونات جنوب السودان .
مع بدء جولة ينتظر إن تكون الاخيرة وينتهي بتوقيع اتفاق للسلام يسمح باولئك المواطنين الذين اتخذوا من مقرات الامم المتحدة ملجأ لهم بالخروج ، رفض المتمردين الدخول في المفاوضات والمطالبة بان تكون المفاوضات بينها وبين الحكومة دون الاخرين ( الاحزاب السياسية ، منظمات مجتمع مدني ، م 11 ) وهذا يعتبر تناقضاً في مخاوف التمرد ، ففي بداية الحرب في ديسمبر 2013م رفضت الدخول في مفاوضات جدية معللة ذلك بإن المعتقلين السياسيين هم من يعرفون اسباب الخلاف داخل الحركة الشعبية والتي ادت بدروها الى الحرب وهذا اعتراف منها بان هولاء اي مجموعة 11 طرف فاعل في عملية السلام والتوصل للاستقرار ، وظلت موقف الحكومة هي رفض التفاوض مع اي جهة لاتحمل السلاح ، مع مرور الزمن ورفض م 11 الانضمام الى احد الطرفين اتفق الحكومة والتمرد على عدم اشراكهم في المفاوضات كطرف ثالث ولقد نجحت في ذلك ووافقت الوساطة على إن يشاركوا في المفاوضات التي ستؤدي الى تشكيل الحكومة الانتقالية واستثناءهم من القضايا الامنية ، وبتوقيع الحكومة والتمرد على الاتفاق الذي نص على تشكيل حكومة انتقالية يكون المعتقلين السياسيين طرف فيها بالاضافة الى الاحزاب السياسية و المجتمع المدني ، فهذا بمثابة موافقة على إن يكونوا طرفاً اساسياً في المفاوضات التي ستؤدي الى الحكومة إلا إنه من الواضح إن هنالك اتفاق بين الحكومة والتمرد على إقصاء مجموعة 11 من الحكومة الانتقالية وهذا لا يساعد في وضع اساس سليم لسلام مستدام فالحكومة وافقت على مقترح التمرد بثنائية المفاوضات وهذا لا يبشر بالخير .
يجب إن يكون النظرة مستقبلية بالنسبة لمستقبل السلام في جنوب السودان وليس مجرد تقسيم السلطة ، يجب إن يكون السلام شاملاً دون إقصاءات .
الرضوخ لخيار السلام لا يعني إن الهزيمة او الانتصار بل هي حقن للدماء ، ايقاف التشرد والنزوح ، إن رفض الحرب وقبول السلام لا يعني الاستسلام والخوف بل هي تاكيد على إن الحرب يدمر والسلام يعمر وما يريده الشعب هو التعمير وليس التدمير ، سينتظر الشعب الحكومة والتمرد بفارغ الصبر ليوقعوا على اتفاقية سلام شامل ولا يمكن تحقيق ذلك إن لم يقدم الاول تنازلات على ان يقابلها تنازلات اخرى من الثانية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة