الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشر وصناعة الشيطان

غازي صابر

2014 / 8 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


الشر وصناعة الشيطان
غازي صابر
تفجرت ثورة إكتوبرالإشتراكيه في روسيا 1917وكانت واحده من أهدافها محاربة الإنانيه البشريه والمتجسده في النظام الرأسمالي فقد قال ماركس أن الرأسمالي هو من يشرب دم العمال وكلما تطورت إمكاناته إزداداً نهماً لشرب المزيد من الدم .
ولهذا رافقت الثوره تشكيل مزيد من المنظمات العالميه والداعيه للحب والسلام والى تشجيع البحث والصناعه العلميه في ما يخدم حياة البشريه وتطورها نحو الأحسن ومحاربة الأبحاث والصناعات الخبيثه والقاتله للبشريه ، ولم تكن هذه الدعوات إعتباطيه وإنما من عمق الأدراك بأن تطورات الصناعه الرأسماليه ومن أجل مزيداً من الأرباح ممكن ان تتوصل لصناعة الشر والشيطان .
أطلق الإنسان البدائي على كل الظواهر الطبيعيه والتي تسبب له المصاعب والموت كالرياح القويه والتي تهدم وتدمركل ما يبنيه ويعمره من أجل تحسين حياته ، والجفاف الذي يصيب أرضه ، وهجوم الحشرات التي تأكل مزروعاته ، والأوبئه التي تعصف بحياة شعبه الى إنها من الشيطان وصور الشيطان بأبشع صوره وأطلق على الظواهر التي تحسن حاله وتزيد من نعيمه بالملائكه وصورها بأجمل الصور .
من هذا الوهم التعبيري إستمدت الرأسماليه إمكانية صناعة الشيطان الوهمي والذي ممكن ان يحقق لها ما تخطط له من أجل كسب المزيد من التسلط والأرباح .وبعد إنهيار الإتحاد السوفيتي كقوه مقابله للقوه الرأسماليه الأمريكيه غاب من يراقب ويحد من طموح الرأسماليه في تطويرصناعتها للشروالشيطان .
في اللقاء الأخير لرامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي قال للحكومه العراقيه في حال عدم إستجابتكم لما نريد فأننا سنعيد العراق وشعبه للعصر الحجري .لم يدرك وقتها أي مسؤول في الحكومه ولا في الشعب وربما ولا أي مراقب سياسي او فكري أبعاد التهديد والذي كان يعني في جوهره ان أمريكا وصلت الى القوه التي بأمكانها ان تدمر العراق وتعيده الى العصر الحجري ولهذه القوة عدد هائل من الأسلحه المتنوعه .
بدأو بالأسلحه المرئيه في ضرب كل العراق وقد حطموا ودمروا كل مظاهر الحياة المدنيه وقتل الكثير من العراقيين تحت ركام التدمير لكل البنى التحتيه للعراق .حتى ان حسني مبارك وصف الأمريكان بجهنم الحمراء والتي لايمكن مقاومتها ومعارضة مشاريعها ورغباتها .
في الحروب المدمره تكون هناك أطراف مرئيه ومعروفه بين دولتين او بين فريقين او أكثر داخل البلد الواحد لكن ومن تطورات صناعة الشر الرأسماليه هو صناعة الشيطان المدمر والغيرمرئي او منتمي لبلد معين حتى لايحاسب دولياً ومجهول من يدعمه ويستفيد من شر أعماله ، إنه مثل الريبورت ينفذ مهمته ويختفي في بلدان الأرض الواسعه وهذا هو ما عليه اليوم حال التنظيمات الإرهابيه فأبن لادن حقق مهمات للرأسماليه وإختفى في ظروف تمثيليه وهذا خليفة داعش والتي إمتدت على طول الوطن العربي وهي تقتل وتدمر بقوة شيطانيه ولا أحد يعرف من يمولها ويخطط لها وقد وصلت الى الأماكن التي فعلاً ستعيد العراق الى العصور القديمه من خلال سيطرتها على السدود المائيه والنفط والى الحد الذي بأمكانها ان تهدم كل شئ وبقوة شيطانيه مهلكه وممكن ان تنثر في أرض العراق أنواع جديده من الأوبئه والتي ستنهي وتقرض شعب كان إسمه العراق .
عندما يغتصب حقك ممكن ان تشتكيه للحكومه ولكن عندما تغتصبك أمريكا فعند من ممكن أن تشتكيها ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يهدد.. سنجتاح رفح بغض النظر عن اتفاق التهدئة | #رادا


.. دلالات استهداف القسام لجرافة عسكرية إسرائيلية في بيت حانون ف




.. من هو -ساكلانان- الذي نفذ عملية طعن بالقدس؟


.. أخبار الساعة | غياب الضمانات يعرقل -هدنة غزة-.. والجوع يخيم




.. مستوطنون إسرائيليون يعترضون شاحنات المساعدات القادمة من الأر