الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزواج الليبرالي – الاسلامي في سورية

محمد سيد رصاص

2014 / 8 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


بعد أيام من قيام "المجلس الوطني السوري" في اسطنبول بيوم 2تشرين أول2011،وكان يضم أساساً (الاخوان المسلمون) و(اعلان دمشق) الذي يشكل (حزب الشعب الديمقراطي)عصبه الرئيسي،كان تعليق أحد أعضاء (الحزب الشيوعي – المكتب السياسي)،وهو من الذين عانوا من الملاحقة والاعتقال لفترة امتدت من 1980إلى 1996،هو الكلام التالي:"شهوة هذا الزواج مع الاخوان المسلمين موجودة عند رياض الترك منذ عام1980".
عملياً،كان (المجلس) ، المقام في اسطنبول بعد حوالي سبعة أشهر من بداية الأزمة السورية، حصيلة استقطابات برزت في الحياة السياسية السورية المعارضة منذ قيام (اعلان دمشق)في يوم16تشرين أول 2005عندما اصطف في (الاعلان) الليبراليون والاسلاميون في صف ضد ناصريو(حزب الاتحاد الاشتراكي)وماركسيو(حزب العمل الشيوعي) حتى تم اسقاط مرشحي الأخيرين لقيادة (الاعلان) أثناء انعقاد مجلسه الوطني العام في يوم1كانون أول2007.كان الخلاف مع الناصريين والماركسيين في (الاعلان) متمحوراً حول الموقف من (العامل الخارجي) حيث رفض ليبراليو (اعلان دمشق) واسلاميوه خلال سنتين اتخاذ موقف سلبي من (المشروع الأميركي للمنطقة)البادىء في العراق المغزو والمحتل ثم في لبنان القرار1559 ومابعد 14آذار2005،وهو ماأدى لتفجير (الاعلان) في يوم 1كانون أول2007ولخروج الناصريين والماركسيين منه. كان الخطبة لذلك الزواج في( اعلان دمشق) ولو خرج (الاخوان) منه في يوم 7كانون ثاني2009 لماأعلنوا تجميد نشاطاتهم المعارضة للنظام أثناء(حرب غزة) وخرجوا أيضاً في الوقت نفسه من (جبهة الخلاص)التي جمعتهم في حزيران2006مع عبد الحليم خدام ممازعزع علاقتهم مع(الاعلان) وليبرالييه من دون أن ينهيها.
فشلت تلك الخطبة الليبرالية- الاسلامية في يوم7كانون ثاني 2009ثم أعيد احيائها في الدوحة أثناء المحادثات التي جمعت (الاعلان) و(الاخوان) و(هيئة التنسيق) في الأسبوع الأول من أيلول2011لتشكيل(الائتلاف الوطني السوري)،ولمافشلت تلك المحادثات على خلفية رفض (الهيئة) ل(التدخل العسكري الخارجي) وضرورة تضمين الوثيقة التأسيسية للائتلاف تلك العبارة اتجه (الاعلان)و(الاخوان)إلى تأسيس مجلس اسطنبول الذي انبنى على مراهنة على تكرار سوري للسيناريو العراقي والليبي لولم يأت الفيتو المزدوج الروسي- الصيني في مجلس الأمن يوم4تشرين أول2011،بعد قيام (المجلس )بيومين،ويعلن بدء توازنات دولية تمنع تكرار تجربة (الناتو) مع مجلس مصطفى عبد الجليل في ليبيا.
كان لقاء الليبراليين السوريين مع الاسلاميين مبنياً على تلاقيات فكرية- سياسية انبنت على المقولة التالية:"النظام جفف الينابيع الداخلية للتغيير ،لذلك من غير الممكن الاعتماد عليها من أجل احداث توازنات داخلية كافية لاحداث التغيير بوسائل محلية،لهذا من المشروع الاعتماد على القوى الخارجية الدولية أوالاقليمية،كماجرى ضد عراق صدام حسين وضد ليبيا معمر القذافي،من أجل اسقاط النظام". كان (المجلس) في خريف2011مبنياً على توجه أميركي- تركي – قطري بدأ ملموساً منذ يوم18آب2011لمادعا باراك أوباما الرئيس السوري"للتنحي"لأول مرة منذ بدء الأزمة السورية في درعا18آذار2011،وكان واضحاً،منذ مصر مابعد حسني مبارك وتونس مابعد زين العابدين بن علي،ملامح الاعتماد الأميركي على(الاسلام السياسي)في مرحلة "الربيع العربي" ليكون بديلاً أميركياً عن الأنظمة الجمهورية القائمة في البلدان الخمسة التي حصل فيها هذا "الربيع".
تكسرت موجات"الربيع العربي"في دمشق أثناء عام2012: ترافق هذا منذ 11أيلول2012،يوم مقتل السفير الأميركي بليبيا في بنغازي،مع بدء التنائي الأميركي مع (الاسلام السياسي) وبداية نقل التلزيم الأميركي ل(المجلس)ثم (الائتلاف- المقام في الدوحة بيوم11تشرين ثاني2012)من أنقرة والدوحة إلى الرياض المعادية ل(الاخوان المسلمين) منذ أيار2013وكان عنوان هذا التلزيم التوسعة التي جرت في(الائتلاف) أواخر ذلك الشهر لاضعاف الاسلاميين والتي حصلت من خلال ادخال مستقلين و أيضاً يساريين سابقين،بعضهم كان ماركسياً،تحولوا إلى الليبرالية ولكن لم يكونوا مثل ليبراليي (اعلان دمشق) على وفاق أورؤية متطابقة مع (الاخوان)،وقد اجتمعت عندهم التبعية للسعودية مع الخلاف مع (الاخوان) و(اعلان دمشق) بشأن القبول بالتسوية مع النظام عبر (بيان جنيف1) التي قبلها الوافدون الجدد إلى (الائتلاف). خلال ثمانية أشهر حتى انعقاد مؤتمر جنيف2 في يوم22كانون ثاني2014 كان الوافدون الجدد للائتلاف في صراع ضدي استقطابي ضد (الاخوان) و(الاعلان) حيث كان الأخيرون عصب (كتلة ال44 ) التي انسحبت من الائتلاف بسبب القبول ب(جنيف2).
بعد فشل (جنيف2) حصل فرز جديد تبلور في انتخابات تموز2014 لرئاسة (الائتلاف): وجد الليبراليون الذين أتوا عبر توسعة أيار2013أنفسهم في تناقض وتباعد ،لأسباب تنظيمية أكثر منها سياسية،مع مستقلوا هذه التوسعة التي أتت عبر قطار سعودي وبرعاية أميركية،وفي تقارب مع ليبراليو (اعلان دمشق) و(الاخوان)وكافة الاسلاميين والمستقلين المحسوبين على أنقرة والدوحة. في تلك الانتخابات كان الخاسر الأكبر أمام (الجربا) و(البحرة)،وليبرالي جديد مثل فايز سارة مارس دور بروتوس مع رفاقه الليبراليين الآخرين، هم ليبراليون جدد،مثل ميشيل كيلو وموفق نيربية،كانوا ماركسيين وأعضاء في (الحزب الشيوعي- المكتب السياسي) قبل أن يتحول الكثير من أعضاء هذا الحزب ويؤسسوا (حزب الشعب الديمقراطي) بزعامة رياض الترك في أيار2005 ويتبنوا (الليبرالية الجديدة) ويتجهوا إلى توجيه مراكبهم وفق الرياح الأميركية التي هبت على المنطقة مع سقوط بغداد بيد واشنطن في يوم9نيسان2003.
في توسعة أيار2013ل(الائتلاف) وفي انتخابات رئاسته بتموز2014 وقبلها في معركة ذهاب (الائتلاف) إلى (جنيف2) من الواضح أن الفريق الذي يجمع (الاسلاميون) و(الليبراليون الجدد) هو الخاسر دائماً أمام الفريق الآخر الذي هو تحت مظلة واشنطن والرياض،ولن يزيد في قوتهم انضمام شخص مثل ميشيل كيلو الذي أطلق عليه أحدهم منذ 2005،لماجمع في نفس العام بين عضوية(لجنة تطوير البعث)قبيل المؤتمر القطري لحزب البعث في حزيران2005وبين لعب دور رئيسي في توليد جنين (اعلان دمشق) في يوم16تشرين أول2005الذي بدأ الحمل به في لقاء جمعه مع علي البيانوني بالمغرب في أيار2005، لقب (جنبلاط سوريا) لكثرة تقلباته وشقلباته السياسية.
هل يؤدي احساس رياض الترك بالمصائر الخاسرة والخائبة للزواج الليبرالي- الاسلامي إلى اتجاهه نحو فسخ هذا الزواج،وإلى مراجعة حصيلة مراهناته منذ خريف 2003 التي لم تصب كراتها ولامرة لاشباك المرمى ولاحتى الأخشاب الثلاثة للمرمى ؟............








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: الرئيس يجري تعديلا وزاريا مفاجئا ويقيل وزيري الداخلية


.. ما إجمالي حجم خسائر إسرائيل منذ بداية الحرب على قطاع غزة؟




.. بعد فشله بتحرير المحتجزين.. هل يصر نتيناهو على استمرار الحرب


.. وائل الدحدوح من منتدى الجزيرة: إسرائيل ليست واحة للديمقراطية




.. وول ستريت جورنال: أسبوع مليء بالضربات تلقتها مكانة إسرائيل ا