الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نجاح الإيزيديين وفشل التركمان

برهان المفتي

2014 / 8 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


تحية لجرأة وشجاعة ڤ-;-يان دخيل التي بذكائها ودموعها في قاعة البرلمان وأمام الكاميرات إستطاعت نقل محنة قومها وطائفتها الإيزيدية إلى كل العالم ، ووضعت دولاً كبرى في مواجهة إلتزاماتها الثابتة في ضمان حقوق العقيدة والدين والطائفة وهي ثوابت تبني عليها دول معينة سياساتها وقراراتها .
فمنذ أسبوع نسمع في نشرات الأخبار العالمية وفي بيانات البيت الأبيض والأليزيه عن الإيزيديين وحصارهم في جبل سنجار، ووصلت المساعدات الجوية سواءاً الإنسانية أو العسكرية، كل ذلك خلال أسبوع من بدء سقوط سنجار وحصار الإيزيديين. نتفق جميعاً أن محنة الإيزيددين كانت كارثة إنسانية وعاراً دولياً بعد أو وصل الأمر إلى هلاك الأطفال عطشاً والسبايا وسوق الجواري ! لكن هذا لا يلغي النجاح الإعلامي الكبير لشجاعة ڤ-;-يان دخيل في تدويل قضية طائفتها وقومها.
في المقابل، ناحية آمرلي التركمانية المحاصرة قاومت وتقاوم الإرهاب ببسالة منذ شهرين بإمكانيات بسيطة ولم تشر أي نشرة أخبار دولية إلى هذا الصمود البطولي لأبناء آمرلي، وعشرات الآلاف من أبناء تلعفر التركمانية هجّروا وأُجبروا على ترك كل شيء وخرجوا من ديارهم إلى ضياع في وطن غدر بهم كل شيء فيه، وعشرات الأطفال التركمان هلكوا عطشاً وهم يُنقلون في سيارات حمل من حديد خصصت لنقل الطابوق ، هؤلاء بدأت محنتهم منذ ما يقرب من شهرين وليست منذ أسبوع ولم نسمع عنهم في أي بيان دولي ولا عراقي، في فشل قاسٍ في إدارة الملف الإنساني للمحنة التركمانية وإيصالها إلى أصحاب القرار العالمي، وهذا الفشل كان تتويجاً لضياع الصوت التركماني والثقل التركماني بسبب الرهانات الفاشلة على أرقام خاسرة في لعبة الروليت السياسي الدولي في كازينوهات قذرة بعد أن أضاعت الأحزاب التركمانية الركيكة جهدها السياسي على طاولات الولاءات غير الوطنية في سابقة خطيرة في التاريخ الوطني للتركمان في العراق.
إن هذا الفشل التركماني في إدارة المحنة يشير إلى جهل واضح بالتيارات الدولية وأساليب التأثير عليها ، ويشير كذلك إلى ضرورة إنشاء المركز التركماني الإستراتيجي للدراسات السياسية والإعلامية وذلك لوضع إستراتيجية سياسية وإعلامية - ولو متأخرة جداً - للتركمان للملمة ما بقي من التركمان هنا وهناك لتجميعهم وتكوين لملوم تركماني - للأسف- بعد ما كنا أصلاء في مدن سُلبت منا.
مرة أخرى ، الإعلام ذكاء وإقتناص الفرصة وإن كانت فرصة كارثية، وقد نجح الأيزيديون في ذلك بذكاء كبير، وفشل التركمان في ذلك بهزيمة تاريخية في تدويل قضية كارثتهم الإنسانية في إنتظار نزوح نهائي من الجغرافية بعد التاريخ، حينذاك أعتقد أن الرهان السياسي الأحزاب الولائية التركماية السياسي سيكون على مراد علمدار. !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: هل تستطيع أوروبا تجهيز نفسها بدرع مضاد للصواريخ؟ • فر


.. قتيلان برصاص الجيش الإسرائيلي قرب جنين في الضفة الغربية




.. روسيا.. السلطات تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة| #ا


.. محمد هلسة: نتنياهو يطيل الحرب لمحاولة التملص من الأطواق التي




.. وصول 3 مصابين لمستشفى غزة الأوروبي إثر انفجار ذخائر من مخلفا