الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليبيا تحترق.. رؤية للخروج من الازمة

محمد عبعوب

2014 / 8 / 10
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


تدفع ليبيا هذه الايام وبقوة وسرعة متناهية الى أتون حريق لا يبقي ولا يذر، اقتتال بين ابنائها على خلفيات مختلفة من سياسية الى قبلية الى جهوية ووووالخ.. تقف الغالبية العظمى من شعبها على حياد شبه تام مما يجري، وإن كان أغلبية السكان يقفون وجدانيا خلف هذا الطرف وضد ذاك، تدمر مقدرات البلاد وتبدد مواردها وتحرق مرافقها، ويمزق تلاحم نسيجها الاجتماعي على يد أمراء حرب نزقين مشبعين بروح العدوان والقتل والتدمير استطاعت الكيانات السياسية المحلية والمرتبطة بأجندات خارجية والممولة من دوائر مخابرات عالمية ان توظفهم (أمراء الحرب) لتخريب ليبيا بعد أن ملأت رؤوسهم الفارغة بأفكار هدامة ظلامية.

هذا المشهد في اعتقادي المتواضع أنه يركن ويعتمد في استمراره وتصعيده على تخلف حالة الوعي لدى المواطن الليبي الذي اندمج عن جهل أو بوعي مشوه في مشروع تدمير بلاده ودياره، أو بالوقوف مكتوف الايدي وغير مبال وهو يشاهد بيته يهدم ومقدراته تنهب وتهدر ويكتفي في أقصى الحالات بتنديد والسب، ولا يجرؤ على ابداء معارضته ومقاومة مشروع تدمير بلاده وذلك بالخروج للشارع وإسماع صوته للعالم وتوصيل رسالة الى هؤلاء المجرمين مفادها أنه لا يرضي بما يجري في ليبيا وانه مستعد للدفاع عنها..

إن معالجة حالة الوعي المتردية وحالة السلبية وعدم المبالاة التي يبديها الغالبية العظمى من الليبيين تجاه مؤامرة تدمير ليبيا وتقسيمها الى كنتونات متصارعة، في اعتقادي هي الخطوة الاولى التي يجب أن تخطوها النخبة المثقفة والكتاب وسائل الاعلام الوطنية والساسة الوطنيون من خلال وضع برنامج موسع تجند له كل وسائل الاعلام العامة والخاصة تعيد الى المواطن روح المبادرة ومواجهة المؤامرة والتوقف عن حالة المراقبة عن بعد. كما يجب ان تساهم المؤسسات التعليمية من مدارس ومعاهد وجامعات في هذا المشروع الوطني لإعادة صياغة وعي المواطن الليبي بانتمائه الوطني والتخلي عن الانتماءات الضيقة ونبذ التعصب القبلي والجهوي والمناطقي والعرقي الذي يعد واحدا من الروافد المؤججة للصراعات التي تشهدها ليبيا حاليا..

إن إعادة صياغة الوعي الوطني للمواطن الليبي واقناعه بالمشاركة في مقاومة المؤامرة التي تستهدف وطنه ومستقبل ابنائه ، ونقله من وضع المراقب الى وضع المشارك في مقاومة المؤامرة من خلال التصدي لها وعدم السير وراء مشاريعها المشبوهة واسماع صوته المعارض لكل المشاريع المشبوهة هو ما سيمهد الطريق أمام نهوض وطني عام يقوض كل المشاريع التي تستهدف ليبيا ارضا وشعبا.. لذا أهيب بكل النخبة المثقفة والسياسية الوطنية الى المبادرة بتنظيم لقاءات وندوات والاندماج في حملات توعية وطنية من خلال البرامج الاذاعية المسموعة والمرئية ومن خلال الصحف والنوادي والمراكز الاعلامية المختلفة تتركز حول إعادة تصحيح حالة الوعي المشوهة لدى جزء مهم من مجتمعنا، وحث الشريحة السلبية على الخروج عن صمتها والمشاركة في حملات مقاومة مشاريع تدمير ليبيا ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النموذج الأولي لأودي -إي ترون جي تي- تحت المجهر | عالم السرع


.. صانعة المحتوى إيمان صبحي: أنا استخدم قناتي للتوعية الاجتماعي




.. #متداول ..للحظة فقدان سائقة السيطرة على شاحنة بعد نشر لقطات


.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تكثف غاراتها على مخي




.. -راحوا الغوالي يما-.. أم مصابة تودع نجليها الشهيدين في قطاع