الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عولمة صراع الحضارات (!) .. ملحق

موسى راكان موسى

2014 / 8 / 11
العولمة وتطورات العالم المعاصر


ملحق :
كيف يرى البعض العولمة ؟ , ليست هناك رؤية واحدة و إن كنا نتبنى إحداها , و لكن نذكر كل تلك الرؤى _تقريبا_ :
1) العولمة عند البعض .. من ناحية إقتصادية هي إعتماد الكل على الكل , فلا يمكن أن ينشأ إقتصاد وطني مستقل سواء كسلع أو كخدمات أو كعملة منفصلة عن الخارج , و أصحاب هذا القول بين قائلين بتجدد الرأسمالية و قائلين بفناء الرأسمالية .
2) العولمة عند البعض .. هي بالظواهر العالمية بالتعاطي العالمي معها , تتمثل في الإيجابيات (كحقوق الإنسان) و السلبيات (كالتلوث) .. و أحيانا تصل الظواهر العالمية إلى درجة من السخف (كالقول بتعدد أصناف الجبنة في السوبرماركت دليل على العولمة) (!) .
3) العولمة عند البعض .. هي بالأقطاب المتعددة و الثقافات أو الحضارات المتنوعة , تشكل كلها ثقافة عالمية , كقول مشابه لهنتنجتون .
4) العولمة عند البعض الآخر .. هي وحدة تناقض بين ( عولمة الرأسمال ) و ( عولمة الإنسانية ) , فأصحاب هذا القول منقسمون بين : من يرى أن العولمة أعلى مراحل الرأسمالية و أخطرها .. و منهم من يرى أن بالعولمة تتجدد الرأسمالية و تضخ دماء أبدية فيها .
5) العولمة عند البعض الآخر .. غزو ثقافي و في المقدمة ثقافة الماكدونالز .
6) العولمة عند البعض الآخر _و أنا منهم_ .. تعني أن يكون العالم وحدة واحدة / ثقافة واحدة , و ذلك يحصل بعد أن تكتسح الرأسمالية العالم و من ثم تفنى , فهي مرحلة ما بعد إكتساح الرأسمالية للعالم .

سبق أن طرحت موضوع بعنوان (عولمتهم ... مسخ للعولمة) (1) , و كان الموضوع بسيطا و موجزا .. يصلح لأن يكون مقدمة لكتاب أو لمؤلف _و هنالك نية في ذلك_ , و أعتبر هذا العمل الحالي إنما يندرج في ذات السياق له .. بالإضافة لمواضيع أخرى يرتبط بعضها بالبعض الآخر , و التي أشير لبعضها بالمصطلحات الآتية : ( إعلان رامبوييه ) .. ( الطبقة الوسطى ) .. ( النظام الإستهلاكي أو الخدماتي أو نظام الرفاهية ) , و ما موضوع العولمة إلا إرتباط مع ما سبق .

عولمة صراع الحضارات , هو عنوان الطرح بالإضافة لإشارة التعجب (!) و المقصد هو الإستنكار .. و قد يجد القارئ فجوات تحيل بينه و بين فهم النص , و بذلك أنا مضطر لإحالته إلى قراءة {سكرات الإنسانية .. غيبوبة التاريخ .. ما قبل النهاية} (2) .

لكن رغم وجود فجوات .. إلا أن القارئ يمكنه أن يحكم على مدى صحة القول الذي نتبناه من عدمه , فمنهجنا ليس تجريبي و لا تجريدي .. بل مكمل لكليهما , فبالتجريد نظل ندور ضمن أطر مدارات الكلام .. و بالتجريب نصبح أسرى خدع الظواهر , لكن بالنقد نتحرر من كلاهما لنصل إلى منهج علمي ..

فأصحاب العولمة الأولى .. يعنون نظام آخر يختلف عن نظام الرأسمال ما قبل السبعينيات , فسواء أإتفقوا أو إختلفوا على تسميته (رأسمالية) أو (إستهلاكية) .. موافقين القول أنه ليس هو ذاته ما قبل السبعينيات , أما العولمة الثانية بحكم كونها الظواهر العالمية .. فلو يعودون لقراءة التاريخ لوجودوا أن العولمة أقدم من الرأسمالية ذاتها و إن لم توجد كمصطلح , فوجب عليهم التمييز بين العولمة و العالمية _كظواهر_ , أما العولمة الخامسة .. عولمة العدو و الغزو الثقافي , فلأصحابها الرثاء الضاحك .. و لا أزيد .

أما العولمة الثالثة و الرابعة و السادسة .. فحسبي أنها محاولات لتطال منهج العلم , فإن كانت الثالثة تجريبية .. فالرابعة تحاول بالديالكتيك المثالي _و إن لم تقصد ذلك_ , و السادسة و أنا منهم أحاول بالديالكتيك المادي .

إن كل من العولمتين الثانية و الثالثة ضمن إطار ما تفرزه الطبقة الوسطى , فالظواهر العالمية إيجابا أو سلبا أو الهراء بعينه ... هي مواضيع للإنتلجنسيا تغذيها و تقتات منها .. و الثقافة و الهوية هي جزء من قبضها على زمام الأمور , و كيف لا ؟ .. و هو أسلوبها المعبر عنها و الكامن فيها , (( الأنا )) الإنتلجنسية ليس كمثلها شيء .. فهي المطلقة فلا يتم تشييئها , مطلق كالعدم في إطلاقه .. و إلى ذلك هي تسير .

و لعل البرجوازية الوضيعة (القومجية) .. و الكهنوت هم من أشد أنصار العولمة الخامسة .. عولمة الغزو الثقافي , و هم بذلك ليس إلا فرعا من فروع الطبقة الوسطى .. و وجودهم طبيعي في هذا الطقس المريض .

أما أصحاب العولمة الأولى و الرابعة .. فيكادون يكونون هم أنفسهم , فهم بين تضليل المثاليات و إن كانت ديالكتيكية .. و صنمية العقيدة .

ينتهي صمويل هنتنجتون إلى نتيجة هي بالضرورة نتيجة منهجه التجريبي .. و كل منهج تجريبي يقرأ العصر ينتهي إلى ما إنتهى إليه هنتنجتون , عولمة صراع الحضارات بإستنكار .. عولمة الطبقة الوسطى و إسلوب إنتاجها الصفري بإمتياز _حيث (خدمة – نقد – صفر)_ .. عولمة الإنقسام و المزيد المزيد من الإنقسام .. عولمة مسخة بإمتياز .

فقد أصبح الأمر في النهاية مع أنصار سيادة مفهوم {العولمة} هو كيف تعولم العولمة ؟! , بعدما عولموا كل شيء تقريبا .. فالدين تعولم كما الإقتصاد كما التكنولوجيا كما الفكر كما الجبنة (!) , و بقيت مشاكل عولمتهم هي كما هي .. دون حل , على الرغم من إمتلاكهم مئات الحلول .. فلم يعوا أن الحلول التي لديهم هي لمشاكل أخرى غير التي هم بصددها , و بقيت المسألة في كونهم لا يرون المشكلة لا في كون أن لديهم الحل (!) .

و ما عولمة صراع الحضارات _كعنوان_ .. إلا إستنكار على منهج (يعولم) الأشياء و المصطلحات , و ليس أفضل للإستنكار إلا إستعمال المُستنكر .

روابط للمطالعة :
(1) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=426292
(2) http://ahewar.org/rate/bindex.asp?yid=8974








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضباط إسرائيليون لا يريدون مواصلة الخدمة العسكرية


.. سقوط صاروخ على قاعدة في كريات شمونة




.. مشاهد لغارة إسرائيلية على بعلبك في البقاع شرقي لبنان‌


.. صحيفة إيرانية : التيار المتطرف في إيران يخشى وجود لاريجاني




.. بعد صدور الحكم النهائي .. 30 يوما أمام الرئيس الأميركي الساب