الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنقاذ سورية ليس بالمعجزة..

أسامة أبوديكار

2014 / 8 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


إنقاذ سورية ليس بالمعجزة..
أسامة أبوديكار
تذكر إحدى الأساطير، أن سكان روما اختلفوا يوماً فيما بينهم، وتنازعوا وتقاتلوا، تصارعوا وتشابكوا، إلى أن انقسمت روما بينهم إلى قسمين، حيث يدّعي كل قسم منها أنه روما الأصلية والحقيقية، فهل كان الخلاف بينهم عميقاً لدرجة وصولهم إلى هذا الانشطار، وأصبح كل شطر منها يفكر بالقضاء وتدمير الشطر الآخر، وأصبحوا يستعينون بالغريب لتخليصهم من بعضهم البعض؟!.
أهالي روما الحقيقيين والأصليين، أخذوا يتفكرون فيما بينهم، هل يستطيعون العيش مجدداً مع بعضهم؟!، وهل يستطيع شطر منها الاستغناء عن الشطر الآخر؟!، فقد أصبح صاحب القرار في الشطرين غريباً عن البلد، وبدأ الغريب بإفراغ روما من أهلها الأصليين، والعمل على تعميق الفتنة بينهم، وبدأ أهل روما يفكرون بشكل جدّي وحقيقي إن كانوا يستطيعون يوماً أن يعودوا كما كانوا؟! ويبحثون عن السبب الحقيقي لِما جرى لمدينتهم، فعادوا إلى رشدهم، فأُنقِذت روما، وطُرد الغريب منها.
هذا ما ترويه الأساطير عن مدينة أهلها انقسموا وقاتلوا بعضهم، ثم عادوا وأنقذوا مدينتهم، فلماذا لا نعمل مثل أهل روما، ويعود السوريون لرشدهم؟!، وينقذوا شآمهم؟!.
فبعد أربعة أعوام من الدمار والقتل والتهجير، والتكفير والتخوين، وبعد أن عبث الغرباء بهذه البلد، وانقسم الناس فيما بينهم، فالمشاهد لا تنفصل في حيثياتها عن بعضها البعض.. والمؤشرات السلبية لتطورات المنطقة تشير إلى عُمق الشرخ الديني والمذهبي، ولا أعتقد أنها مشاهد ومؤشرات عفوية.. فمشهد طرد مسيحيي الموصل من العراق، وهم السكان الأصليون لهذا البلد، وتركيز وسائل الإعلام على أن القتل يجري على الهوية الدينية والمذهبية، وإثارة تصفية الثارات القديمة التي يمتد عمرها لأكثر من ألف عام.. ثم ظهور دولة الخلافة في العراق وامتدادها نحو سورية، وخروج الشمال السوري عن سيطرة الدولة أو النظام.
كذلك آبار النفط السورية التي أصبحت بيد المسلحين المتطرفين، والحديث عن قرب معركة الجنوب، أو دمشق.. وتجمعات المسلحين في الجنوب السوري بشكل كبير، شرق محافظة السويداء في منطقة الأصفر، وغربها، والتساؤل عن كيفية دخولهم.. وتجمعهم بتلك الأعداد الكبيرة.. وما هي أهدافهم؟!.
فهل ينتظر الجنوب السوري مصيراً يشابه مصير الشمال السوري؟!..
إذاً.. سيبقى الحديث عن طول الأزمة.. واستمرار الكارثة.. والأخطر خطورة عن مشاريع التقسيم في المنطقة، التي لم يعد الحديث عنها يجري تحت الطاولة، وعن مؤتمرات طائفية تجري في دول الجوار، لبحث مصير تلك الطوائف، تمهيداً لإطلاق الدويلات الدينية.
تلك مؤشرات يجب أن يتنبّه لها السوريون، وعليهم أن يصحوا إلى أي مصير بائس هم ذاهبون، إن لم يسارعوا لإنقاذ سوريتهم وشآمهم، كما فعل أهل روما، فسورية أغلى من الجميع.. فليرحل عن سورية كل من لا يريد للشآم خيراً، فقد لحقها من الدمار الكثير الكثير.
علينا كسوريين أن نفتش عن طريقة للعيش معاً كما كنا في التاريخ السوري، الذي هو أكبر وأعمق وأقدم بكثير من كل الأديان والمذاهب والحكّام.
أسطورة روما، كما وردت في التاريخ، أنهت مأساة روما وأهلها، فمتى نصحو لحقيقة الكارثة والمعاناة السورية؟، فما قد يكون أسطورة بالأمس.. يجب أن يصبح حقيقة ماثلة أمام أعيننا اليوم.
فسورية تحتاج إلى خطاب عقلاني، يؤكد على الثوابت الوطنية السورية.. إلى خطاب مدني.. تكون المواطنة فيه من حق كل السوريين، وهذا ليس بمستحيل..
وليس بأسطورة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل