الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


‮ ‬المقاومة العراقية مهمتان‮ (٢-٤)‬

عبدالله هاشم

2005 / 8 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


العمق الاستراتيجي‮ ‬العربي‮ ‬الإسلامي‮ ‬عامل رئيسي‮ ‬في‮ ‬صياغة كل الأحداث والمتغيرات وحاضر ومستقبل العراق،‮ ‬رسمياً‮ ‬أنظمة عربية رافضه عملياً‮ ‬وفعلياً‮ ‬قيام نظام موالٍ‮ ‬لايران ولكنها تناور في‮ ‬إطار اندفاع الإدارة الأمريكية إلى هدف الانتصار في‮ ‬المنطقة،‮ ‬شعبياً‮ ‬فإن قافلة الاستشهاديين لايمكن أن تتوقف عن دخول العراق،‮ ‬وذلك لتدفق مشاعر هائلة تؤسس لتحديات عقيدية تصل فيما تصل إلى أن الإسلام دين الأمة أصبح مهدداً‮ ‬بتعاون ما‮ ‬يطلق عليه الفرس والتيارات الطائفية المتشددة مع المحتل الأمريكي‮ ‬لاحتلال‮ (‬النصارى‮) ‬لبلاد الرافدين،‮ ‬كما أن تداخل المشاعر الوطنية التي‮ ‬يمليها اغتصاب الأرض العربية والمشاعر الدينية تؤسس لتحديات أجلاء المحتل عن الأرض العراقية بأي‮ ‬ثمن‮.‬
فالولايات المتحدة تدرك بأن العراق بلد عربي‮ ‬مسلم مرتبط تاريخياً‮ ‬بالمنظومة العربية ويدور في‮ ‬الفلك العربي‮ ‬وإن هذا العمق الاستراتيجي‮ ‬يملي‮ ‬واقع تبادل عقيدي‮ ‬وثقافي‮ ‬وسياسي‮ ‬واقتصادي‮ ‬ذي‮ ‬سمات معينة فالعمق العربي‮ ‬هو ما‮ ‬ينتمي‮ ‬اسلامياً‮ ‬إلى مذاهب سنية لذلك فهذا العمق كان له دور مفصلي‮ ‬في‮ ‬تحديد الانتماءات المذهبية والعقيدية لمن‮ ‬يحكم العراق أنظمة وأشخاصاً‮.‬
وهذا‮ ‬ينصرف صحيحاً‮ ‬لما‮ ‬يمليه هذا العمق من طبيعة أنظمة سياسية،‮ ‬لذلك هو لا‮ ‬يقبل أنظمة تغاير ما هو قائم به بشكل كبير ونوعي،‮ ‬ومن هنا فإن إجراء حراك فيما‮ ‬يمليه هذا العمق من وجهة متطلباته لشكل وطبيعة وانتماءات الأنظمة والأشخاص الحاكمة في‮ ‬العراق أمر‮ ‬يحتاج إلى استعدادات ومؤسسات وتضحيات لاتقوى مجرد التكوينات الطائفية والعصبية الهشة من أنماط المجلس الأعلى للثورة الإسلامية ولواء بدر وحزب الدعوة على حملها،‮ ‬وإن أسندت من إيران التي‮ ‬تجد في‮ ‬احتلال العراق فرصه تاريخية للتمدد الإقليمي‮ ‬من خلال ما أطلق عليه استراتيجياً‮ ‬تصدير الثورة الإيرانية وسياسة الاعتماد على مرجعيات دينية وسياسية كبيرة ذات أصول إيرانية مثل السيد علي‮ ‬السيستاني‮ ‬لاستخدام القيم الروحية والعواطف الدينية في‮ ‬تخليق أمبراطورية فارسية معاصرة،‮ ‬فالحزبان المذكوران‮ ‬يتداخل فيهما الإيراني‮ ‬بالعراقي‮ ‬وفقاً‮ ‬لبناء‮ ‬يضيع الهوية الوطنية ويجعلهما تكوينات في‮ ‬منزلة بين المنزلتين فهما ليسا حزبين إيرانيين ولكنهما ذوا ولاءات مذهبية وسياسية دونية الطابع للجمهورية الإسلامية الإيرانية ويخضع قادتهما إلى إمرة الولي‮ ‬الفقيه وهو قائد ديني‮ ‬وسياسي‮ ‬مما‮ ‬يجعل التبعية له أمراً‮ ‬لامرد له ومن البدهيات والمسلمات التي‮ ‬لاتخضع لأحكام قانون وضعي‮ ‬لا دولي‮ ‬ولا وطني،‮ ‬مما‮ ‬يجعل الحديث عن دولة عراقية مستقله حديث لامعنى له‮.‬
لذلك فإن هذا الواقع‮ ‬يوجب المقاومة ويقيم أسس شرعيتها وفقاً‮ ‬لأحكام جميع الشرائع السماوية والوضعية فإخضاع الأوطان للأجنبي‮ ‬يرفضه التكوين الإنساني،‮ ‬وسياسياً‮ ‬فإن رفض العمق العربي‮ ‬الإسلامي‮ ‬للنظام الذي‮ ‬يعتزم الأمريكان إيجاده في‮ ‬العراق‮ ‬يجعل أمر قيامه مستحيلاً‮ ‬وهذا ما أخفقت الإدارة الأمريكية في‮ ‬تقدير مدى سطوته وطبيعة ردة الفعل لديه لأنه وببساطة إن ردة الفعل هذه ستضرب كل بقاع الأرض حيثما تواجدت دول التحالف المحتلة للعراق‮.‬
وسوف‮ ‬يطال رد فعل العمق العربي‮ ‬الإسلامي‮ ‬جميع المجتمعات العربية الممتدة على الحدود الشرقية للوطن العربي‮ ‬وبذات الطريقة إذا ما أقدمت الولايات المتحدة على اصطناع أنظمة بديلة تخل بالتركيبة المجتمعية في‮ ‬أبعادها العقيدية والقوميه التي‮ ‬ستحكم الممارسة السياسية فيما بعد،‮ ‬وسوف تؤدي‮ ‬بالضرورة إلى قيام أنظمة استبداد مرتبطة بالعمق الإسلامي‮ ‬الآسيوي،‮ ‬وهذا مايرفضه العمق العربي‮ ‬الإسلامي‮ ‬رفضاً‮ ‬قاطعاً،‮ ‬وما المقاومة العراقية المسلحة إلا شكلاً‮ ‬من أشكال هذا الرفض،‮ ‬واستطاعت المقاومة العراقية أن تخلق أسساً‮ ‬ومرتكزات لما سوف‮ ‬يكون عليه الرفض العربي‮ ‬الإسلامي‮ ‬والذي‮ ‬وجد فيها مثالاً‮ ‬ونموذجاً‮ ‬يحتذى به،‮ ‬وهنا مكمن مأزق الاستراتيجية الأمريكية في‮ ‬المنطقة فالإسناد الواجب والارتباط العضوي‮ ‬للمصائر فيما بين العمق العربي‮ ‬والمقاومة‮ ‬يملي‮ ‬قيام خطوط حمراء واستحالات لهزيمة المقاومة وهذه أوضاع تتكامل وتقوى ويزداد مداها بمرور الزمن،‮ ‬لذلك فمرور الزمن ليس في‮ ‬صالح الاحتلال والمتحالفين معه،‮ ‬فبالنسبة للمقاومه العراقية تعمل وفق القانون القائل‮ (‬ماء وتمر وبارود‮) ‬وبالنسبة للمحتل والمتحالفين المحليين معه،‮ ‬أرواح تزهق وقتل مؤزر وإهدار فادح للأموال والثروات بين ما‮ ‬ينفق على الأمن وما‮ ‬يسرق من الساسة المتموضعين في‮ ‬الإدارة والحكومة القائمة،‮ ‬لذلك فإن العمق العربي‮ ‬الإسلامي‮ ‬هو من‮ ‬يقرر مآلات الأوضاع السياسية في‮ ‬العراق والمنطقة‮.‬








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم


.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام




.. دلالات استهداف جنود الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم غلاف غزة


.. مسارات الاحتجاجات الطلابية في التاريخ الأمريكي.. ما وزنها ال




.. بعد مقتل جنودها.. إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم أمام المساع