الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


درس رئاسة الوزراء ... قيادة حزب الدعوة ترشح العبادي وتتخلى عن المالكي

سامان نوح

2014 / 8 / 11
مواضيع وابحاث سياسية



مرة اخرى تتخلى قيادة حزب الدعوة عن زعيمها وتدعم مرشحا آخر لرئاسة الوزراء، هذا ما فعله الحزب أمس الأحد، فبعد ثمانية اعوام من الحكم وبعد معركة انتخابية حصل فيها المالكي على 720 الف صوت وحصل ائتلافه على 95 مقعدا، وبعد ان سيطر على معظم مفاصل الدولة بما فيها المؤسستين الأمنية والعسكرية وبعد كل "الرعب" الذي صنعته ما كانت تسمى بكتائب المالكي أو جيشه، ها هي قيادة حزب الدعوة تختار وبعيدا عن الاضواء بديلا لتسلم رئاسة الوزراء كما تخلت قبلها عن ابراهيم الجعفري.
قادة الحزب الكبار والمؤثرين، لم يظهروا الى جانب المالكي في المؤتمر الذي تلى اجتماع نواب حزب الدعوة ظهر اليوم الاثنين، والذي قرأ خلاله خلف عبدالصمد بيانا اكد فيه ان ما حصل مخالف للدستور، وان كتلة الدعوة ستطعن لدى المحكمة الاتحادية وهي تحتفظ بحقها القانوني ضد من خرق الدستور، وانها ما زالت تتشبث بالمالكي مرشحا لها لرئاسة الوزراء، مبينا أن 45 نائباً من اصل 54 يمثلون كتلة الدعوة يرفضون تكليف حيدر العبادي وينفون تخويلهم له.
وهذا الرقم يؤكد ان الباقين وهم مرشحون بارزون، الى جانب معظم قيادات حزب الدعوة التي لم تدخل البرلمان اصلا، تؤيد العبادي وهي من تقف وراء صفقة ترشيحه المثيرة للجدل.
ذلك المؤتمر كشف ان كبار قادة حزب الدعوة اداروا ظهورهم للمالكي، وكانوا يجلسون بعيدا في بيوتهم او مكاتبهم يتلقون ردود فعل المالكي على ما اعتبره انقلابا ضده، "انقلاب جريء" على رجل امتلك معظم مفاتيح السلطة، حصل بدعم من قبل رئيس الجمهورية (الكردي) ورئيس البرلمان (السني) وخلفهما الدعم الأمريكي والصمت الايراني.
سيكون جيدا لو انتهت الحكاية وطويت تلك الصفحة وتقبل المالكي خسارته لموقع رئاسة الوزراء ولم يثر في البلد مشاكل سياسية وامنية الشعب في غنى عنها، وسيكون رائعا لو تراجع الى الوراء ونظر الى الأخطاء الكثيرة التي ارتكبها والتي جعلت الكثير من القوى السياسية تحاربه بدل ان تسانده، خاصة انه سيظل رئيس كتلة مؤثرة حتى لو تخلى الكثيرون عنه ممن صعدوا على اكتافه للبرلمان.
لكن يقينا ان الرجل يغادر بمرارة بعد ان حاربه الكثيرون ليس لأخطائه وفشله في ادارة البلاد، ففشل الحكومات السابقة يتحمله الجميع الكرد والسنة والشيعة وحتى الأمريكان (كونها كانت حكومات شراكة ومحاصصة).. حاربوه لأنهم ارادوا حصص اكبر في كعكعة الحكم وارادوا امتيازات اكثر وارادوا شراكة في السلطة وفي اتخاذ القرار الأمني .. كما انه يغادر لأن هدف جميع معارضيه اصبح يقتصر ومنذ زمن على تغيير الرجل، حتى لو جيء بسياسي آخر اقل قدرة منه في ادارة الدولة واضعف منه من ناحية الجذوة القيادية والكاريزما، فالمهم عندهم هو تغيير المالكي وبعدها لكل حادث حديث.
اليوم او غدا سيرحل المالكي، وعلى القوى السياسية العراقية التي تستند في اغلبيتها على احزاب ذات بناء عائلي، تلك القوى التي ناصب بعضها العداء بشكل شخصي للمالكي وتحول صراعها معه الى صراع شخصي، ان تعمل على اعداد برنامج وطني يكون محل توافق الجميع، برنامج ينجح في اعادة الأمن والسلم الاهلي للعراق وينجح في تطبيق الدستور وحل النزاع على المناطق المتنازع عليها، الى جانب الاتفاق مع السنة والكرد على شكل ادارة الدولة فيدراليا او كونفدراليا وشكل توزيع الثروات.
ورغم الأخطاء او الخروقات التي حصلت في تكليف رئيس الجمهورية للقيادي في حزب الدعوة حيدر العبادي، ورغم الصراعات القانونية المحتملة والأمنية المتوقعة، ورغم ان العبادي لا يملك الكاريزما القيادية التي يملكها آخرون مشاركون في العملية السياسية، ورغم كل المآخذ الأخرى، فان على العراقيين بما فيهم مؤيدي المالكي، ان يدعموا واحدة من اهم ركائز تطوير ديمقراطية هذا البلد ومنع صعود الدكتاتورية وهو "مبدأ التبادل السلمي للسلطة".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة