الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يحمي مسيحيي الموصل ... القائد العام ام البطريرك لويس ساكا ؟

اسماعيل علوان التميمي

2014 / 8 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


في كلمته الاسبوعية دعا دولة السيد رئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة الاخوة المسيحيين العراقيين في الموصل الى التمسك بالارض مما يعني وحسب مفهوم المخالفة ان دولة الرئيس يدعوا الاخوة المسيحيين الموصليين بعدم مغادرة المدينة وتحدي مسلحي داعش وعدم الاكتراث بتهديداتهم بالنحر (على الطريقة الاسلامية) لكل عراقي مسيحي لا يمتثل لامر (الخليفة) وبالتالي البقاء في بيوتهم وكنائسهم واديرتهم يمارسون عباداتهم وحياتهم الطبيعية بلا خوف او قلق على حياتهم وممتلكاتهم .
حقيقة انا لم افهم بالضبط ماذا يقصد دولة الرئيس بدعوته لمسيحيي الموصل بمسك الارض .
فهل يقصد دولة الرئيس ان على المسيحيين ان يمسكوا ارضهم ليوم او بضعة ايام لحين وصول قوات الجيش العراقي لطرد داعش وتخليص المسيحيين وسائر سكان ام الربيعين وان هذه القوات قاب قوسين أو أدنى منهم .
ام انه يقصد على مسيحيي الموصل ان يلعنوا الشيطان ويدفعوا الجزية لداعش فيمسكوا بارضهم ويحافظوا على حياتهم وان الحكومة مستعدة لتعويضهم عن مبلغ الجزية الى ( خليفة المسلمين ) .
ام انه يقصد ان الحكومة قد اعدت العدة لتسليح المسيحيين من ابناء الموصل بالاسلحة الخفيفة والمتوسطة بما فيها الرباعيات وقذائف الRBG7 المحمولة على الكتف لمسك ارضهم وحماية مناطقهم وصد داعش بدلا من قيادة عمليات نينوى بعددها وعديدها التي تتمتع باجازة صيفية مفتوحة منذ العاشر من حزيران الماضي.
لا يا دولة الرئيس ما هكذا تورد الابل .
ان الحكومة والقائد العام هي المسؤولة اولا امام الله وامام الشعب وامام التاريخ وبموجب الدستور عن حماية ارواح العراقيين ومنهم طبعا المسيحيين العراقيين في الموصل وهي المسؤولة عن مسك الارض التي يعيش عليها مسيحيو الموصل منذ الاف السنين وليس قداسة البطريرك لويس ساكا الاول ؟!!!
ان المسيحيين سكان العراقيين الاصليين وصناع الحضارة ورموز الفضيلة وجسور النهضة وقاطرة الحداثة وقادة الابداع ورسل الطمانينة والمحبة والسلام والتسامح والتعايش ، هم المهجرون الوحيدون الذين لم يسمح لهم بحمل امتعتهم الشخصية وخرجوا بملابسهم فقط دون ان يصطحبوا معهم دينارا واحدا . انها نكبة كبرى نتحمل وزرها الجميع كل حسب درجة مسؤوليته واهمية قراره فمن الطبيعي في هذه الحالة ان يتحمل دولتكم المسؤلية رقم 1 باعتباركم المسؤول التنفيذي رقم 1 كما يتحمل المسؤولية رقم 2 الرئيس باراك اوباما حيث شاهد ويشاهد طيارو ال F18 وطيارو الاباتشي الامريكان بالعين المجردة كل هذه الجرائم ولم يحركوا ساكنا او يسَكنوا متحركا فأخرستهم آلهتهم وشلت أيديهم انه العار الاكبر على الرئيس اوباما ان تقع كل هذه الجرائم في العراق ويشرد ويهجر ويقتل الملايين من ابناء الشعب وطائراته تجول دون ان تصول وتحلق دون ان تقصف فلول الارهاب والهمجية وهي تمارس ابشع انواع الجرائم ضد الانسانية .
ان ما يمكن ان تفعله الحكومة اليوم هو تخفيف معاناة المهجرين من المدن التي سيطرت عليها (دولة الخلافة الاسلامية)بتوفير المأوى والطعام والشراب وتوزيعهم على المحافظات الوسطى والجنوبية المستقرة لتخفيف الزخم عن اقليم كردستان وتحسين اوضاعهم المعاشية ومنحهم اعانات شهرية . كلما نجحنا في التخفيف من صدمتهم ومعاناتهم كلما نجحنا في امتصاص الصدمة وتخفيف حدة الخوف والرعب في النفوس لحين تحرير ام الربيعين وطرد الغرباء عنها .

دولة الرئيس
ان ما جرى في العاشر من حزيران هو انتكاسة كبرى تفوق التصور لا يمكن معالجتها بذات الأساليب والوجوه السابقة فمن الخطأ لا بل الخطيئة ان نكرر نفس أفعالنا ونتوقع نتائج مختلفة ،علينا اولا ان نعترف باخطائنا ونصارح شعبنا بها ونتحمل مسوليتها ونعتذر لشعبنا عنها . ان الادعاء بان ما وقع هو مؤامرة لا يعفينا من المسؤولية بل يفاقمها علينا فإذا كان ثلث مساحة العراق يسقط بمؤامرة فمن يضمن ان يسقط الثلثين الباقيين بمؤامرة ثانية او ثالثة . المطلوب هو مراجعة عميقة لما جرى فما زالت ذات الأدوات والمناهج والرجالات تتصدر المشهد الامني وما زال المفسدون يفسدون ومازالت المناصب القيادية تسند بذات الأساليب السابقة المعروفة للقاصي والداني . كما ان الخطاب السياسي المتبع قبل 10 حزيران ما زال على ما هو عليه ولم نلاحظ اي تغير جوهري فيه لا بل ازداد حدة وشدة. علينا ان نقوم بافعال غير تلك الافعال لنحصل على نتائج غير تلك النتائج . أما إذا تمسكنا بذات الاشخاص والأفعال فما علينا الا ان نتوقع نتائج اسوء من تلك النتائج الكارثية التي فجعنا بها .
ان ما حدث للمسيحيين في الموصل اليوم حدث قبلها للتركمان في تلعفر والشبك في الموصل ويحدث للتركمان في طوز خرماتو كل اسبوع اذا لم نقل كل يوم ويحصل الان في امرلي حيث تحاصرها داعش من الجهات الاربع وما حصل ويحصل لعرب الموصل من اذلال وترهيب وفرض انماط حياة القرون الوسطى عليهم ولا من ناصر ينصرهم وان ما يحدث.
ان الضباط والآمرين الذين خلعوا بزتهم ورتبهم العسكرية وتركوا جنودهم ولبسوا( الدشاديش )لا يمكن ان يبقوا في الجيش العراقي فهؤلاء انفسهم سبق لهم ان فعلوها عام 1991 وفعلوها الآن في عام 2014 هؤلاء الضباط والقادة المتخاذلين والفاسدين الذين تركوا ساحة المعركة قبل ان تطلق عليهم الطلاقة واحدة . فالقادة والآمرون الذين اشتروا مناصبهم من تجارها لا يمكن ان يدافعوا عن الوطن لأنهم تجار فاسدون فكيف يرتجى ممن يسرقون ثروة الشعب ان يحموا ارواح الشعب .
صفوة القول
ان ما وصلنا اليه من انتكاسة كبرى لا يمكن معالجته بالخطب النارية وباطلاق التبريرات وباتهام الاخرين وتبرئة النفس لاننا سنبقى ندور في منطقة الانتكاسة ذاتها ولن نستطيع الخروج منها مطلقا وسنقع في انتكاسة اخرى اكثر هولا من سابقاتها . ان الحل الوحيد لتدارك تكرار الماساة هو بتفكيك اسبابها بحيادية وشجاعة وقدر عال جدا من المسؤوية الوطنية . والاعتراف باخطائنا والاعتذار لشعبنا عنها ومن ثم الاستعانة به لتداركها وبالتالي تحقيق النصر على اعدائنا . كما لا يمكن ان نحقق النصر على داعش الا بالاستعانة بسكان المناطق التي احتلتها داعش ولا يمكن الاستعانة بالسكان لطرد داعش اذا لم تجسر الثقة بين الحكومة وسكان هذه المناطق من خلال التحاور معهم والاستماع الى مشاكلهم . وبغير ذلك فان اي حديث عن مخرج لهذه الانتكاسة يعد ضرب من خداع النفس وتضليل الآخرين ليس الا.
في هذا الظرف العصيب والأصعب في تاريخ العراق على العراقيين جميعا ان يكونوا بمستوى المسؤولية ويرتفعوا الى أعلى درجات الوطنية والايثار والتضحية وان يتوقفوا عن اطلاق التصريحات التي من شانها تمزيق اللحمة الوطنية واستبدلها لخطاب وطني جامع يقرب العراقيين من بعضهم ويغادر ثقافة الحقد والكراهية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح


.. هيئة البث الإسرائيلية: نقل 300 طن من المساعدات إلى قطاع غزة




.. حزب الله اللبناني.. أسلحة جديدة على خط التصعيد | #الظهيرة


.. هيئة بحرية بريطانية: إصابة ناقلة نفط بصاروخ قبالة سواحل اليم




.. حزب الله يعلن استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة برا