الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سؤال الساعة, ماذا بعد التهدئة المؤقتة في غزة؟ مفاوضات القاهرة إلى أين؟

محمد يوسف الحافي
باحث

2014 / 8 / 12
القضية الفلسطينية


بعد مرور أكثر من شهر على بداية العدوان الإسرائيلي على غزة تم التوافق مجدداً على تهدئة مؤقتة لمدة اثنان وسبعون ساعة, وعودة الوفد الإسرائيلي للقاهرة لإجراء مزيداً من المباحثات غير مباشرة مع الوفد الفلسطيني عبر الوسيط المصري, فيما لم يغادر الوفد الفلسطيني القاهرة منذ وصوله إليها. لازالت إسرائيل في هذه المرحلة تتصلب في مواقفها خلال المفاوضات ومناقشة المطالب الفلسطينية التي قُدمت للوسيط المصري, أي أن الفجوة لا زالت كبيرة بين الطرفين؛ فإسرائيل قدمت الأسبوع المنصرم عروضاً مشروطة لم تلبي المطالب الفلسطينية.
من الواضح أن أحداً لا يرغب في العودة للقتال مجدداً, فإسرائيل تسعى لتوقيع اتفاق هدنة طويلة الأمد مع الفلسطينيين, تضمن بموجبه الأمن والهدوء لمواطنيها لمدة طويلة, كما وتربط بشكل أو بآخر فك الحصار عن غزة بضرورة عدم عودة المقاومة الفلسطينية لحفر الأنفاق وتطوير قدراتها العسكرية, وتحديداً المنظومة الصاروخية التي تمتلكها. في الوقت نفسه تسعى مصر لتحقيق اختراقات جدية في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ووقف العدوان على غزة, ومن ثم إنجاح المفاوضات في القاهرة وبرعاية مصرية, وعليه فقد يقوم الوسيط المصري بطرح حلول وسطية للمسائل الخلافية بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي, بحيث تلبي تلك الحلول الحد الأدنى لمطالب كل طرف, بالقدر الذي يستطيع معه كل طرف أن يقدم الاتفاق لشعبه على شكل انتصار يحقق مطالبهم.
قد تقدم القاهرة ورقة جديدة غير قابلة للنقاش, تتضمن وقفاً متبادلاً لإطلاق النار لمدة طويلة (هدنة) قد تصل لعشر سنوات, وفتح المعابر الحدودية لقطاع غزة ومنها معبر رفح, ورفع الحصار عن غزة, وهذا ما تتمسك فيه الفصائل الفلسطينية, مقابل أن يكون هناك لجان عربية ودولية ذات مهام إدارية ورقابية, تسعى لأن تلبي شرط إسرائيل بعدم استغلال فك الحصار لمعاودة حركة حماس العمل بالأنفاق وتطوير قدراتها القتالية, بالإضافة لفك الحصار البحري ووجود مساحة صيد بمسافة 12 ميل بحري.
أما بخصوص المطالب الفلسطينية الأخرى, وهي: تشغيل مطار وميناء بحري وآخر بري مع الضفة الغربية, فإنه يتم التوافق على تأجيلهم لمرحلة مستقبلية ضمن قضايا الحل النهائي للقضية الفلسطينية, خصوصاً وأن تجهيز مطار وميناء يحتاج لإجراءات مطولة قد تستغرق سنوات. كما يتم التفاوض حول عدد من القضايا مثل الأسرى الفلسطينيين وجثث الجنود الإسرائيليين.
في هذه الحالة أرجح أن تتم الموافقة على الطرح المصري من قبل الطرفين, وبمباركة دولية أيضاً, حيث يضمن الحل تحقيق مطالب الفلسطينيين الذين دفعوا ثمناً باهظاً من شهداء وحجم دمار كبير جراء العدوان الإسرائيلي, وبذلك يستطيع كل من المقاومة الفلسطينية وحكومة إسرائيل تقديم الحل لشعبه نصراً مؤزراً, فلم تنكسر المقاومة الفلسطينية أو تُهزم, غير أنها حققت وقف متبادل لإطلاق النار وفتح المعابر وفك الحصار الذي دام على غزة سنوات. في المقابل فإن إسرائيل حققت لشعبها حلاً مرضياً يشمل هدنة طويلة الأمد تضمن لسكان إسرائيل أمنهم وإعادة الهدوء لجنوب إسرائيل, بعد أن وجهت ضربة قوية للمقاومة الفلسطينية, مع وجود ضمانات بأن لا تعيد المقاومة تطوير قدراتها العسكرية.
ذلك يعتبر نتيجة مناسبة للعملية العسكرية في غزة, والتي استهدفت تدمير الأنفاق على حدود غزة, وإضعاف القدرات العسكرية للفصائل الفلسطينية. كما أن إسرائيل لا تريد أن ينفجر الوضع أكثر ليصل العنف مدن الضفة الغربية والمناطق العربية داخل إسرائيل, وهذا ما تخشاه إسرائيل. على هذا النحو فإننا نرجح إمكانية التوصل لاتفاق يضمن للطرفين الحد الأدنى من مطالبهم, وذلك قبيل انتهاء التهدئة الإنسانية, وبمباركة ودعم عربي ودولي, وهذا ما سيتضح خلال المؤتمر الدولي للمانحين الذي ستقدم فيه الدول العربية والغربية دعماً مالياً لإعادة إعمار غزة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اقتلعها من جذورها.. لحظة تساقط شجرة تلو الأخرى بفناء منزل في


.. مشاهد للتجنيد القسري في أوكرانيا تثير الجدل | #منصات




.. نتنياهو: الإسرائيليون سيقاتلون لوحدهم وبأظافرهم إذا اضطروا ل


.. موسكو تلوّح مجددا بالسلاح النووي وتحذر الغرب من -صراع عالمي-




.. تهديدات إسرائيلية وتحذيرات أميركية.. إلى أين تتجه الأمور في