الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عليكم بالتواضع.. اياكم والغرور؟؟

شاكر كريم القيسي
كاتب وباحث , ومحلل سياسي

2014 / 8 / 12
حقوق الانسان


عليكم بالتواضع.. اياكم والغرور؟؟
د. شاكر كريم القيسي
قبل ايام التقيت بأحد الاصدقاء ، فوجدته متألما ، ويجر اذيال الاسف والحسر ة ، ولدى استفساري منه عن اسباب هذا التشاؤم، أجابني : ماذا تريدني ان اقول: يا لغبائي .. يا لخجلي من نفسي .. كيف لم أر ، لهذا الحد أعماني غروري بالأخرين ؟؟، والتشبث بذوي القربى .!!ولدى استفساري عن ما جرى له، اخبرني بانه ذهب الى احد معارفه ، مسؤولا في الحكومة لقضاء حاجة بسيطة له ، وهوقادر على انجازها هاتفيا ولاتكلفه شيء، وعندما طلب منه موظف الاستعلامات اسمه وصلته بهذا المسؤول، وبعد انتظار طال اكثر من ساعة، عاد موظف الاستعلامات ليخبره بأن "الاستاذ" في اجتماع هام ولايمكن مواجهته حاليا ، وبدوره اخبر موظف الاستعلامات بانه سيذهب لإنجاز بعض الاشغال وسيعود اليه بعد ساعتين.
وفعلا عاد مرة اخرى، ولكن موظف الاستعلامات اخبره بان "الاستاذ "غادر الدائرة ولن يعود ، في حين انه شاهد سيارة " الاستاذ" الخاصة واقفه، وسائقه الذي هومن أقربائه، يقوم بمسح ابوابها امام باب الاستعلامات !!،في حين كان يتمنى ان يملك( حمار ابتر) اجلكم الله. و لا زال الكلام لهذا الصديق يقول: ان هذا المسؤول كان لايغادرنا في البيت ولا في دائرتنا قبل الاحتلال ، فتراه يوميا يأتي لإنجاز عمل له او لمعارفه هنا وهناك، وكنا نستقبله افضل استقبال، ونرحب به اجمل ترحيب ، فقلت له لا تنبهـر عينك من كثرة هؤلاء وتألبهم على القربى، ولا تخش من تصرفاتهم، ومناصبهم، وظهورهم، فإن تعاليهم مهما عظم فهو ضعيف.!. فما اكثرهم اليوم سواء من معارفك او معارفنا اومعارف ألأخرين، الذين اصابهم عمى الوظيفة والجاه واصبحوا مجرد ( فزاعة , خيال المآته , خراعة خضرة) (لا يهشون ولا ينشون) تخيف بعض الاغبياء ، من الطيور او العصافير او الغربان، بينما هؤلاء لا يستطيعون اخافة اي مخلوق بقدر خوفهم على انفسهم ، وكما قال الحجي راضي( أيه يا لعابة الصبر..انتي صبر وآني صبر .. وجم دوب كلبي يصطبر ). هذا المغرور لا يستطيع أن يعيش أو يتجانس إلاّ مع ضعاف النفوس من امثاله من المهزوزين المهزومين .
من الصفات البشعة التي تحدث تغيرات كبيرة في حياة الانسان ، عندما يكون مغرورا متكبرا، وهذه الصفات تجعل الناس تبتعد عنه وتستنكره ، لان الحكمة تقول :"ما تِكَبَر إلا الزبالة، و ما يرتفع إلا الدخان". هذا المغرور في منصبه السياسي او الوظيفي الذي جاءه بالصدفة، يرى الناس وحتى اقرب المقربين اليه انهم ادنى منه، ويظن أنه على صواب دائما والاخرين متخلفون جهلة لايفقهون شيئا. هذا المغرور يعتقد في نفسه، انه المهم وأن البقية يدورون حوله يبحثون عن رضاه يحتاجونه في موقف يوما ما، بهذه التصرفات القبيحة ، وبهذا التعالي والغرور ، التي ليس من شيم الرجال ولامن الاسلام في شيئ، سيجد نفسه وحيدا مكروها.
هذا ( المرض)الغرور، يأتي عندما يمتلك هذا المسؤول اوالموظف الثقة الزائدة في النفس، اوقد يبالغ في الكبرياء، فينقلب عليه هذا التكبر والتعالي ، وعندها يعيش تعيسا ذليلا، لان الغرور هو مفسدة اخلاقية، من المفاسد التي يبتلى بها المؤمن ، وهذه الحالة المرضية ، تصيب الانسان الذي يشعر بالتفوق على الاخرين، والاعتداد بما يملك من سلطة ، اوموقع اجتماعي، او مستوى علمي ، اومال اوجاه، وهذه من اخطر الامراض الاجتماعية ، التي تصيب هكذا نوع من البشر، وتقودهم الى المهالك، قال تعالى في كتابه الكريم" إن الانسان ليطغى إن رآه استغنى "سورة العلق.
وغالبا ما يشعر هكذا انسان بالنقص ، ليفعل ذلك بهدف ان يكمل نقصه، ليجد من يتحدث معه او الانتباه اليه ، وبالتالي مثل هذه الثقة الزائدة في النفس ، ستدفع الاخرين بالانعزال عنه، وقد تدفعه الى التنكر للحق ، حيث جاء في محكم كتابه الكريم "سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق". وكما قال امير المؤمنين الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام " عجبت لابن آدم يتكبر وأوله نطفة وآخره جيفة".
لهذا نقول لهؤلاء الجيف المغرورين، بالسلطة او المنصب او بالمال او الجاه ، تذكروا قدرة الله، واتقوا الله عز وجل في حياتكم ، ليكون لكم مكان خير في الاخرة.. (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ . إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (الشعراء:88ـ89) ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأونروا تحذر من استمرار توقف دخول المساعدات من معبر رفح


.. تونس...منظمة مناهضة التعذيب تحذر من تدهور الوضع الصحي داخل ا




.. الأونروا مصممة على البقاء..والوضع أصبح كارثي بعد غلق معبر رف


.. كلمة أخيرة - الأونروا: رفح أصبحت مخيمات.. والفلسطينيين نزحوا




.. العضوية الكاملة.. آمال فلسطين معقودة على جمعية الأمم المتحدة