الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة لثائر الحلفا محمود الغزلاني

مها الجويني

2014 / 8 / 12
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


سلام الثورة إليك
أزول اي تاقلاراولا كما تفضل أن تسمعها

كيف كانت الزنزانة ؟ هل أخبترتها عن ثورة الحلفا؟ و هل رسمت على جدارنها وشم أمك ؟ أم أنك ظللت تغني "ذوق المنفى ذوق يا مسافر شور الجندية " أو "خمسة الي لحقو بالجرة " ، ربما أزعجت من معك و "أنت تددن الجدع جدع و الجبان جبان بينا يا جدع ننزل الميدان و الميدان بعيد عن صور المدينة " و بصقت في وجه سجانك و سجلت انتصار آخر أمامهم . أخبرني كيف إنهزموا أمامك .
وصلني صدى صوتك الجهوري ساعة التحقيق حين لعنت السماء التي جاءت بهؤلاء ليحاسبوك عن جرم الثورة و فعل الكرامة ، تاركين أنصار دولة الخلاف يرتعون في ربوع الخضراء بسلاحهم و قذارتهم و فتاوهم الظلامية ... قلي كيف أزعجتهم بردودك و أنت تسائلهم عن شهداء الوطن . أخبرني عن وجوههم المكفهرة وانت تسخر من أمن الحمام الأزرق و أنصار الظلام من تغتالهم قوى الإرهاب في عقر دارهم و في وضح النهار و لا نرى سطوتهم إلا أمامنا نحن أبناء الوطن ..
العنهم رفيقي و لا تبطن عباراتك ، إلعنهم كما لعنت من سبقهم أيام الحكم النوفمبري ، حين صرخت أمام ورزاة الداخلية و ناديت بإسقاط النظام و قذفتهم بكلمات تليق بمقام من عذبونا :" أولاد الفعلة " .
إلعنهم و سأردد ماتقول ، إنك بداية مشروع تصفيات أحرار الوطن ، و القادم سيكون الوطن بكل ما يحمله من تاريخ و جغرافيا و ديمغرافيا و و و و
لا زلت أذكر تفاصيل تلك الحكاية حين كنت وحدك البطل ، حيث لا إعلام و لا أحزاب و لا مدونون ينقلون أخبارك و نقابة تثمن إنتصارك ، كنت النبي الذي أوحى بنهاية الجبروت عن أرض طيبة تنشد السلام ...
أتذكر آخر قهوة مع الاصدقاء و نحن نخط النكت حول أحزاب المناولة و نضالات ما بعد 14 جانفي ، أذكر انك سألتنا عن عبق الياسمين و معنى تلك التسمية .
قائلا : لم أحضر حيثيات التسمية لاني كنت بين متاريس البوليس و الهواء الممزوج بالغازات السامة في سيدي بوزيد فلم أعرف عن قصة الياسمين سوى في التلفاز ..
تعالت ضحكاتنا، فسألتني:" أيزال الياسمين ينبت في أرضنا ؟ ألم ينتقل الى خانة الإشاعات؟ أذكر إني أجبت مازحىة و قلت : "ما عدى ياسمين تونس .. سيبقى طوق الجميلات ، أما انت لا تفهم سوى في نبات الحلفاء هه" .. و إستمر نقاشنا حول الحلفاء و الياسمين ، و علاقتك بأمك و خبزها الطيب و بعائلتك و بعشيرتك التي تعيش فيك رغم السنين التي قضيتها في العاصمة ...
لا أنسى نكاتك عن العاصمة و عن "حرف القاف" و عن طبيعة الآكل هنا و عن الجهوية التي تسيطر على العقول . كم أحترم إصرارك و مبدأيتك التي تستمدها من آصالة الأجداد و من رائحة المقاومة الفعلية بعيدا عن هذا التاريخ المزيف .
رفيقي لا تحزن إن غاب إسمك عن حملات المناصرة و التأييد ، و لا تقلق إن غاب ذكرك أهل الساسة و أصحاب الدكاكين الحزبية ، فأنت من أصحاب ثورة الحلفا ، و الحلفا لا تنبت سوى في الأعماق وتحت شمس الوطن الحارقة و لا تنسى أيضا بأنها لا تستوي إلا تحت أيادي صاحبة الوشم و الجمال الأصلي.
لا تسأل لماذا تنكروا لإسمك ، فبينك و بينهم ثورة و لا أظن أنهم فهموا يوما معنى وطن .
سلامي اليك أول الثائرين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بدر عريش الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي في تصر


.. عبد الحميد أمين ناشط سياسي و نقابي بنقابة الاتحاد المغربي لل




.. ما حقيقة فيديو صراخ روبرت دي نيرو في وجه متظاهرين داعمين للف


.. فيديو يظهر الشرطة الأمريكية تطلق الرصاص المطاطي على المتظاهر




.. لقاء الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي