الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إرفعوا حماس من قائمة الإرهاب وتفاوضوا معها

فضيلة يوسف

2014 / 8 / 12
القضية الفلسطينية


لا يفترض أن تكون الولايات المتحدة وسيطا في المفاوضات ثم تستبعد فصيل رئيسي لأنها لا تحبه.
مترجم
Medea Benjamin

ينتظر العالم بفارغ الصبر لمعرفة إذا كانت الهدنة المؤقتة التي يتفاوض بشأنها وزير الخارجية الامريكية جون كيري ستؤدي إلى وقف لإطلاق نار طويل الأمد. وحتى تكون وساطة الولايات المتحدة صادقة وفعالة، تحتاج الحكومة الأمريكية إلى اتخاذ قرار برفع حماس من قائمة الإرهاب وأن تكون ممثلة بشكل كامل في المفاوضات.
سافر كيري خلال الشهر الماضي في جميع أنحاء الشرق الأوسط في محاولة للتفاوض على إنهاء العنف. وأجرى مناقشات مستمرة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو. ويتشاور بانتظام مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وعقد اجتماعات مع حكومات الدول المؤثرة في المنطقة، مثل مصر وتركيا وقطر. ولكن يوجد تقصير فادح في جهوده وسيطا: إنه لا يجري محادثات مباشرة مع حماس، التي كانت على قائمة الإرهاب الأمريكية منذ عام 1997.
من مبادىء ادارة الصراع "التفاوض مع جميع الأطراف ذات الصلة". وقال السيناتور جورج ميتشل، الذي توسط بنجاح في عقد اتفاق جيد في ايرلندا الشمالية، أن المفاوضات الجادة كانت ممكنة فقط مرة واحدة عندما توقف البريطانيون عن اعتبار الجيش الجمهوري الايرلندي منظمة إرهابية، وبدأ التعامل معها ككيان سياسي. تعلمت الحكومة التركية هذا الدرس في الآونة الأخيرة. فبعد عقود من محاربة حزب العمال الكردستاني (PKK)، قرر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إزالة حزب العمال الكردستاني من قائمة الإرهاب، وبدأت مفاوضات مباشرة مع زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان - وهي الخطوة التي أعطت حياة جديدة لعملية السلام
لا يمكنك أن تكون وسيطا ثم تستبعد حزب رئيسي لأنك لا تحبهم. هذا الدرس ينطبق بالتأكيد على غزة. إذا تم سماع موقف حماس فقط من خلال وسطاء، فالاحتمال الاكبر ان ترفض النتيجة. انظروا إلى اقتراح كيري لوقف إطلاق النار في 15 تموز، تم التفاوض عليه مع الحكومة الإسرائيلية، وتفاخر نتنياهو باستعداد إسرائيل لقبول الاقتراح. لكن حماس قالت انه لم يتم استشارتها أبدا وسمعت بالفعل عنه عبر وسائل الإعلام. لا عجب اذن أنهم رفضوا ذلك. وصف مقرر الأمم المتحدة السابق ريتشارد فولك جهود كيري "النظير الدبلوماسي لمسرح اللامعقول."
تورط الجناح العسكري لحماس، كتائب عز الدين القسام بالتأكيد في أنشطة إرهابية - من التفجيرات الانتحارية في التسعينيات إلى إطلاق الصواريخ على المناطق المدنية في إسرائيل -. لكن حماس لديها جناح سياسي (جناح الرفاه الاجتماعي) الذي طالما قدم الخدمات الاجتماعية في كثير من الأحيان والتي لا توفرها السلطة الفلسطينية. وبعد أن فازت في الانتخابات في عام 2006، بدأ الجناح السياسي العمل كحكومة، ولم يقتصر اشرافه على الأمن فقط، بل على المؤسسات المدنية مثل وزارات الصحة والتعليم والتجارة والنقل. يشغل أعضاء أكثر اعتدالا من حماس الوظائف الحكومية، وفي كثير من الأحيان هم على خلاف مع الأعضاء الأكثر تشدداً.
كنت عضواً في احد الوفود الإنسانية CODEPINK إلى غزة، بعد وقت قصير من الاجتياح الإسرائيلي المروع عام 2009 الذي خلف أكثر من 1400 قتيل "شهيد" فلسطيني، وكان لي تجربة مباشرة مع بعض هؤلاء المسؤولين الحكوميين عندما طلبوا لقاء ثلاثة من أعضاء وفدنا، من بينهم اثنان نحن الذين حددنا أنفسنا صراحة بأننا يهود أميركيين.
كنت أتوقع أن يكون اللقاء متوترا، بسبب الحقد علينا لأن حكومتنا ساهمت في تمويل الاجتياح الأخير ولأننا يهود. لم نلق ترحيبا حارا فقط من قبل مجموعة من نحو عشرة رجال، لكنهم قالوا مرارا: "ليس لدينا مشاكل مع الدين اليهودي؛ في الواقع، الديانة اليهودية قريبة جدا إلى الإسلام. مشكلتنا مع السياسات الإسرائيلية، وليس اليهود ".
أدركت أن حماس، مثل أي تنظيم سياسي، تتكون من مجموعة متنوعة من الأفراد بوجهات نظر سياسية مختلفة. بعضهم إسلاميين متشددين، عدائيين تجاه الغرب وعازمون على تدمير اسرائيل. آخرون، مثل من التقينا معهم حملة شهادات جامعية، من جامعات غربية، ويقدرون جوانب كثيرة من الثقافة الأمريكية والأوروبية، ويعتقدون أنه يمكن التفاوض مع الإسرائيليين.
في اليوم التالي، أعطاني احد قادة حماس رسالة للرئيس أوباما طالبا مساعدته. شارك في التوقيع عليها الدكتور أحمد يوسف، نائب وزير الخارجية ومستشار كبير لرئيس الوزراء إسماعيل هنية. كانت لغة الرسالة خالية من الخطاب المعادي لإسرائيل وبدلا من ذلك فيها إشارات إلى القانون الدولي وحقوق الإنسان. ودعا إلى رفع الحصار عن غزة، ووقف بناء المستوطنات وتغيير السياسة الأمريكية المنحازة على أساس القانون الدولي والأعراف الدولية. ذكر أن حماس مستعدة لاجراء محادثات مع جميع الأطراف، من الواضح بما في ذلك إسرائيل، "على أساس الاحترام المتبادل ودون شروط مسبقة".
لقد وجدت من المدهش أن ممثلي الحكومة التي خضعت لاعتداء وحشي مؤخرا والممول في جزء كبير منه من أموال دافعي الضرائب الأميركية، تمد يدها إلى الرئيس أوباما طالبة منه التدخل. ومن أشد الأمور غرابة حقيقة أنها أعطت الرسالة لي " امرأة يهودية أمريكية " في محاولة لإيصالها إلى الإدارة.
في واشنطن العاصمة، و على الرغم من إصراري، رفضت إدارة أوباما تسلم الرسالة، ناهيك عن إرسال الرد. كانت خسارة للمعتدلين في حماس وفوز لأولئك الذين رأوا المقاومة المسلحة باعتبارها السبيل الوحيد لكسب تنازلات من إسرائيل.
مثل الرسالة التي تلقيتها في عام 2009، كانت شروط حماس في الشهر الماضي معقولة جدا، طلبت ما يلي:
• سحب الدبابات الإسرائيلية من الحدود مع غزة.
• تحرير السجناء الذين اعتقلوا بعد مقتل الشبان الثلاثة.
• رفع الحصار وفتح المعابر الحدودية أمام التجارة والناس، تحت إشراف الأمم المتحدة.
• إنشاء ميناء بحري ومطار دولي تحت إشراف الأمم المتحدة.
• زيادة منطقة الصيد المسموح بها للامتثال للمعايير الدولية.
• اعادة بناء منطقة صناعية وتحسينات لتعزيز التنمية الاقتصادية في قطاع غزة.
ليست هذه الشروط معقولة فقط ، بل تشكل أساساً لهدنة طويلة الأمد يتم خلالها معالجة المشاكل بانتظام. والطريقة الوحيدة لحدوث ذلك هي رفع حماس من قائمة الإرهاب الأمريكية واعطاءها الفرصة - والمسؤولية - للتفاوض حول التحسينات التي يجب أن تطرأ على حياة الفلسطينيين والتي هم بحاجة ماسة لها ويستحقونها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بأمر من بوتين.. روسيا ترسل طوافات وفرق إنقاذ إلى إيران للمسا


.. التلفزيون الرسمي الإيراني: لم تكُن هناك أيّ علامة على أنّ رك




.. صور جديدة لمكان تحطم طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في


.. التلفزيون الرسمي الإيراني: لا توجد أي علامة حياة في موقع حطا




.. شاهد| الصور الأولية لحطام طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيس